«طلاب بلا ملابس» في مدارس لحج

منذ سنة

لحج – فيروز عبدالفتاح أثارت صورة لمجموعة من الطلاب في إحدى مدارس محافظة لحج (جنوب اليمن)، صدمةً واسعة في الأوساط التربوية والتعليمية

وتُظهر الصورة مجموعة من الطلاب ومدرسهم، في مدرسة القمندان للتعليم الأساسي والثانوي، بمديرية تبن، جالسون على مقاعد الدراسة لا يرتدون سوى بناطيلهم؛ نتيجة الحر الشديد في الفصل وانقطاع الكهرباء عن المدرسة

وأعادت الصورة التي التقطت للطلاب وهم على كراسي الفصل بلا ملابس تقريبًا، المطالبات بتأجيل العام الدراسي في المحافظات الجنوبية من اليمن نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء

وقال مدير المدرسة خالد علي المطرفي لـ«المشاهد»، إن ارتفاع درجة الحرارة وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وعدم وجود سقيفة في ساحة المدرسة كمتنفس؛ دفع الطلاب إلى خلع ملابسهم والجلوس بهذا الشكل داخل الفصل

وأضاف المطرفي أن إدارة المدرسة سبق وأن وجهت عديد رسائل إلى السلطة المحلية في مديرية تبن بهذه الأوضاع التي تمر بها المدرسة، لكن دون أي استجابة

وأشار إلى أن إلى بعض المدارس التي أنشئت مؤخرًا حظيت بتجهيزات كاملة، مثل شبكة المياه والسقية، ومنظومات الطاقة الشمسية، ولم يتم النظر إلى مدرسة القمندان ومعاناتها أثناء تلقي الطلاب العملية التعليمية، مناشدًا جميع المنظمات بسرعة التدخل ومعالجة أوضاع المدرسة

المطرفي أوضح إلى أن مدرسة القمندان تأسست عام 1967، وتستقبل اليوم عددًا كبيرًا من الطلاب القادمين من القرى المجاورة لها، وهي تعتبر مدرسة محورية في المنطقة، وتعاني من كثافة طلابية تصل إلى 750 طالب

وبيّن أن المدرسة تعاني كغيرها من مدارس البلاد من ظروف صعبة، كتأخر مرتبات المعلمين، ومعاناة طلاب المنطقة وأسرهم من الفقر، إلا أن الأهالي حريصون على الدفع بأبنائهم إلى المدرسة منذ الصباح الباكر لتلقي العلم

وأحدثت الصورة المتداولة أصداءً وردود فعل واسعة من الإعلاميين والناشطين، الذين علقوا عليها، منوهين إلى وضع البلاد المناخي التي تعاني من حر شديد، وعدم توفر الخدمات العامة كالكهرباء في المدارس

الصحفية أنوار العبدلي، علّقت على الصورة بالقول: إن مدرسة القمندان نموذج من مشهد متكرر في كافة مدارس محافظة لحج، وسط تجاهل ولا مبالاة من الجهات المختصة

وأضافت العبدلي لـ«المشاهد»، أن على رأس تلك الجهات يأتي مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، وقيادة السلطة المحلية، كونها المسئولة بشكل أساسي على خدمة مواطنيها وتوفير أحسن الخدمات

وأوضحت الصحفية اللحجية أن مدرسة القمندان فتحت أبوابها ولم تتجاوب مع دعوات للإضراب، كبقية مدارس لحج، حرصًا منها على عدم ضياع العام الدراسي، رغم حرمان المعلمين من مستحقاتهم كالرواتب والعلاوات وغير ذلك

وواصلت معاتبة: ”كان الأولى دعم هذه الجهود من قبل الجهات المعنية، بدلًا من زيادة معاناة الطلاب والمعلمين بسبب انعدام خدمة الكهرباء في المحافظة وغيابها طوال النهار، وعدم توفر البدائل بدعم هذه المدارس بالطاقة الشمسية”

العبدلي أشارت إلى أن عدم توفر البدائل يُعقّد ويُصعّب العملية التعليمية في الفصول الدراسية بسبب الجو الحار، وهذا ظهر بشكل واضح من وضع طلاب مدرسة القمندان، إلى جانب وقوع حالات إغماء لطالبات في مدرسة الزهراء بحوطة لحج

واختتم الصحفية أنوار العبدلي حديثها مع «المشاهد» بدعوة المسئولين إلى أن يتقوا الله بسكان محافظة لحج والطلاب والمعلمين، والعمل على خدمة المواطنين، وليس لزيادة معاناتهم، حد تعبيرها

يذكر أن مدرسة القمندان بمديرية تبن في لحج، إحدى المدارس التي رفضت إضراب المعلمين في المحافظات الجنوبية؛ بعد قرار نقل مرتبات قطاع التربية إلى البنوك التجارية

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير