«طواف حول سدرة النور».. ديوان جديد للشاعر أحمد المعرسي عن دار الكتب اليمنية

منذ ساعة

عن دار الكتب اليمنية – مكتبة خالد بن الوليد، صدر حديثًا للشاعر الكبير أحمد المعرسي، ديوانه الشعري الجديد الموسوم بـ «طواف حول سدرة النور»، في 104 صفحات من القطع المتوسط، ليضاف إلى مشروع شعري روحي يُعد من أبرز التجارب الصوفية المعاصرة في الشعر اليمني والعربي

يضم الديوان 25 قصيدة تتوزع على مسارات روحية متكاملة؛ إذ أفرد الشاعر عشر قصائد لمكة المكرمة وبيت الله الحرام ومناسك الحج من طواف وسعي ووقوف بعرفة وارتواء من زمزم، فجاءت محمولة على رمزية التجرّد والارتحال من ضيق الذات إلى سعة المعنى

كما احتوى الديوان على أحد عشر نصًا في مدح المدينة المنورة والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، كتبها الشاعر من مقام القرب والمحبة، فينبثق المديح حضورًا حيًا، ويتحول الثناء إلى انصهار روحي في نور السيرة العطرة

واختتمت التجربة بأربع قصائد في مدح أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، بوصفهن مقامات للطهر والحكمة والسكينة التي أسست للروح الإسلامية الأولى

يمثل الإصدار إضافة نوعية إلى مدوّنة الشعر الصوفي المعاصر، وتجربة روحية تتجاوز حدود القول إلى أفق المعايشة والاختبار الوجداني

 و«طواف حول سدرة النور» ديوان تجربة وجودية مكتوبة بمداد الوجد، تتقاطع فيه اللغة مع المصير، والحرف مع السؤال، والقصيدة مع مقام السالك في لحظة الانكسار والتجلي معًا

نصوص تقيم في الطواف، وتجعَل من الدوران حول المعنى أصدق أشكال المعرفة

في صفحات الديوان يصبح القارئ شاهدًا على لغة تتنفس، وروح تتكشف في كل كلمة، فتتحوّل القراءة إلى مقام والتدبّر إلى تجربة روحية تتجاوز مجرد استهلاك النصوص

ولذلك يمتاز الديوان بحركة دائرية تشبه الطواف، تعود فيها الثيمات الأساسية — النور، الدمع، الخوف، والحب — في كل قصيدة بوعي أعمق، كتكرار وجودي يرفع التجربة الشعرية من حدود اللغة إلى حدود الروح

كل قصيدة لا تنتهي عند آخر سطر، بل تبدأ هناك، لتترك القارئ في دهشة ونقاء وانفتاح على أفق روحي لا نهائي، مؤكدة أن الشعر حين يبلغ حقيقته لا يصف التجربة الروحية، بل يتحول إليها

أحمد المعرسي شاعر وباحث يمني، من مواليد 1981م بمحافظة ريمة

يُعدّ من أبرز الأصوات الشعرية التي جمعت بين الحس الوجداني العميق، والاشتغال الصوفي، والوعي الجمالي باللغة

راكم تجربة ثقافية وأدبية واسعة بوصفه شاعرًا وباحثًا في التراث الشعبي، ومراجعًا لغويًا، ومدربًا في قضايا النوع الاجتماعي

 يمتاز شعر المعرسي بترك أثر عبوره في الحرف، فتتحول النصوص إلى أطواف متعاقبة حول معنى مستدل عليه بالمحبة

انفتح وعيه الشعري على مدارات الروح، حتى بلغ الشعر الصوفي المحمدي بوصفه ذروة التجربة وغايتها، محاولة للعبور من ضيق العالم إلى سعة المحبة، حيث يغدو حب المصطفى عليه الصلاة والسلام مقامًا أخيرًا تستقر فيه الروح بعد طول ترحال

صدر للشاعر عدد من الدواوين الشعرية والدراسات، من أبرزها: نسمات من ريمة، احتضار الغروب، شهوة الكبريت، تراب الظل (الحائز على جائزة رئيس الجمهورية)، مقامات الروح، من مذكرات أنثى الريح، سيف من لهب، دموع ساجدة، سطر من اللوح، إضافة إلى عشرات الأعمال الغنائية والإنشادية، ومشاركات ثقافية واسعة داخل اليمن وخارجه