مشروع ابتكار مسيرة لكشف الألغام
منذ سنة
ظهرت خلال سنوات الحرب في اليمن التي اندلعت عام 2015، الكثير من الابتكارات العلمية في مجال التكنولوجيا، عبارة عن مشاريع تخرج لطلاب جامعيين
والشيء اللافت أن أغلب هذه الأفكار كان الهدف منها تلبية احتياج أو حل مشكلة أفرزتها الحرب، وهذا ما يعزز مقولة “الحاجة أم الاختراع”
في شهر مارس من العام الجاري، أطلق ستة طلاب يمنيين في كلية الهندسة قسم الميكاترونكس، في الجامعة الإماراتية بصنعاء، منهم: نذير محمد الجنيد، ومحمد عبدالوهاب الحليلي، وعبدالكريم علي الرويشان، ومجد ماجد السنباني، مشروع التخرج الخاص بهم، وهو عبارة عن طائرة مسيرة متعددة الوظائف، أطلقوا عليها اسم “Drone Multi Function”
فكرة المشروع، حسب الطالب عبدالحليم عبدالله العرار، وهو أحد الطلاب المبتكرين المنفذين للمشروع، في حديثه لـ”المشاهد”، تأتي لحل مشكلة أماكن زراعة الألغام، مشيرًا إلى أن مهام الطائرة المسيرة هي الكشف عن الألغام الأرضية، وتحديد أماكنها حتى لا تصبح تهدد لحياة المدنيين
وأضاف العرار أن الطائرة المسيرة تقوم بالكشف عن الألغام بمختلف أنواعها، البرية والبحرية، والتي تزرع في الصحراء، مؤكدا أن الطائرة تحدد أماكن هذه الألغام بدقة، حسب تعبيره
ومن المهام الأخرى التي تؤديها الطائرة المسيرة، كما أوضح العرار، أنها تعمل في ظل اشتعال الحرائق، وتستشعر وتحدد أماكن هذه الحرائق، وتقوم بنقل المساعدات الطبية إلى المناطق التي تشتعل فيها الحرائق
وتابع أن مهام الطائرة هي البحث والمراقبة، والكشف أيضًا عن المعادن في باطن الأرض، حسب تأكيده
مشيرًا إلى أن الطائرة المسيرة “تقوم بالتصوير الجوي والاستشعار باستخدام أنواع مختلفة من المعدات والكاميرات وأجهزة الاستشعار، وتنفيذ مهام المراقبة والاستطلاع”
بالنسبة لتصميم هيكل ومكونات الطائرة المسيرة متعددة الأغراض، أوضح العرار أن “التصميم الهيكلي للطائرة تم استخدام برنامج solidwork الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، والخوارزميات التالية: opencv وKeras وTensarflow وYolo
كما تم استخدام المتحكمات التالية: Raspberrypi وArdupilot
وكذلك استخدام برنامج Mission Planner
وأخيرًا استخدام نظام ROS”
ولفت العرار إلى أنه وزملاءه الخمسة الآخرون الذين ينفذون المشروع، استخدموا نموذج شبكة عصبية عميقة YOLOv3، والشبكات العصبية التلافيفية متعددة المهام MTCNN لاكتشاف الأشخاص، ومطابقة الشخص المستهدف، واكتشاف الوجه بشكل متتالٍ
بالإضافة إلى أنهم استخدموا نموذج وحدة اتصال وجهاز GPS للتواصل وتحديد الموقع الجغرافي للطائرة بدون طيار
وقال إن التحكم بالطائرة يتم عن بعد من خلال جهاز تحكم، بالإضافة إلى إمكانية التحكم بها عن طريق الهاتف
وفي السياق ذاته، قال مدير الجامعة الإماراتية بصنعاء محمد العلفي، إن “الابتكار التكنولوجي يسهم في حل مشاكل مجتمعية ناجمة عن الحرب، حيث إن الابتكار العلمي والتكنولوجي من أهم عوامل التحديث وتقدم الشعوب”
وأشاد العلفي، في حديثه لـ”المشاهد”، بابتكار الطلاب للطائرة المسيرة متعددة الأغراض، لافتًا إلى أن هذا الابتكار أُنجز رغم بعض التحديات التي واجهتهم في تنفيذ مشروعهم
وشدد على أهمية استغلال طاقات الشباب اليمني، وإطلاق العنان لأفكارهم المبتكرة، والبحث عن الفرص لتحقيق النمو، إذ إن الابتكار يشجعنا على تجاوز الحدود وخلق الفرص، ويفتح لنا آفاقًا جديدة من الإمكانيات
واجه الطلاب الستة المبتكرين تحديات في مرحلة الابتكار والاختراع، ومن بين التحديات التي واجهها الطلاب في مشروعهم قال العرار: “لم نتمكن من الحصول على القطع المناسبة في اليمن، فطلبنا القطع من دولتين هما جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، تشمل الأدوات والبطاريات، ونظام تحديد المواقع (GPS)، والمحركات، والأجهزة الدوارة، والكاميرا، والهيكل”
من جهته، لخص المهندس المشرف على المشروع نسيم أحمد، في حديثه لـ”المشاهد”، أبرز الصعوبات التي واجهها الطلاب، ومنها “احتكار القطع وارتفاع أسعارها، بالإضافة إلى عدم توفرها في السوق”
وأكد أحمد أن الطلاب استطاعوا مواجهة الصعوبات والتغلب عليها بفضل الدعم المادي والمعنوي من الأهل والزملاء، واستخدام قطع بديلة تفي بالغرض، حسب تعبيرهليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير