26 سبتمبر… الثورة المتجذرة في عقول اليمنيين
منذ 7 أشهر
تعز- محمد القادريمنذ الأيام الأولى من هذا الشهر، بدأ اليمنيون الاحتفال بالذكرى الـ 62 لثورة 26 سبتمبر بشكل غير مسبوق في المدن والأرياف ومواقع التواصل الاجتماعي
ويرى الملايين من اليمنيين في العديد من المحافظات أن ثورة 26 سبتمبر لعام 1962 كانت نقطة تحول تاريخية، وبها تمكن اليمن من اقتلاع الحكم الإمامي والتخلص من الظلم والذل والجهل
يقول المواطن هشام المجيدي، من محافظة تعز، لـ “المشاهد”: “ثورة 26 سبتمبر حررت اليمن من العبودية للإمامة وقادت البلاد إلى رحاب الجمهورية والعصر الحديث
من وجهة نظري، ثورة 26 سبتمبر هي أهم الأعياد الوطنية، لأن لها علاقة بهويتي كيمني جمهوري أنتمي للثورة وقيمها”
الصحفية سمية العمراني تقول لـ “المشاهد”: “تعد ثورة الـ 26 من سبتمبر يوم ولدت فيه الجمهورية، واستعاد فيه اليمنيون عزتهم وكرامتهم وحريتهم، كان يومًا للخلاص من التخلف والفقر والجهل الذي مارسه الحكم الإمامي ضد أبناء الشعب طيلة مدة حكمه، كما أنها كانت مفتاحًا للتقدم والازدهار
”يقول الناشط السياسي وعضو أحد المجالس المحلية في محافظة تعز عبد الحكيم أنعم لـ “المشاهد”: “أهمية ثورة السادس والعشرين من سبتمبر كأهمية الماء للأرض فلا يمكن لها أن تحيا دون ماء
الثورة السبتمبرية كانت ضرورة دينية ووطنية وإنسانية في المقام الأول، ولا بد أن ندرك أهمية هذه الثورة بمفهومها العام الشامل الكامل، لأنها عودة حياة لليمن
”
يرى أنعم أن الاحتفال بثورة 26 سبتمبر واجب على كل يمني، إذ يجب إظهار الفرحة بهذه الذكرى وفاًء لكل الثوار الذين ضحو بحياتهم في سبيل الجمهورية، والتذكير بأهمية الحفاظ على أهداف الثورة ومكتسباتها، وعزف الأناشيد الوطنية، ونشر شعارات الثورة على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، لتعميق هذه الثورة في وجدان الأطفال والشباب
يوضح الأكاديمي اليمني منصور القدسي أهمية ثورة 26 سبتمبر ويقول لـ “المشاهد”: “هذه الثورة تعني أن تكون المساواة معيارًا للمواطنة بين اليمنيين بعيدا عن الامتيازات والفوارق الطبقية
إنها تعني حق الشعب في اختيار الحاكم وإسقاط خرافة اختيار الله لسلالة (معينة) بزعم انتسابها لبيت النبوة
الثورة تعني أن يكون الحاكم خادما للشعب، لا كاهن يستعبد الناس، وتعني السيادة للشعب والقانون…”منع الاحتفال بـ 26 سبتمبرمنذُ بداية سبتمبر من العام الجاري، تقول تقارير ومصادر محلية إن جماعة أنصار الله (الحوثيين) تنفذ حملة اعتقالات استهدفت من خلالها العديد من الناشطين والإعلاميين في مناطق سيطرتها، وشددت الإجراءات الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها
وفقًا لتقرير صحيفة “الشرق الأوسط”، شنّ فرع جهاز الأمن والمخابرات لجماعة أنصار الله حملة اعتقالات طالت العشرات من المناهضين لحكمهم، وفي مقدمهم الناشط محمد الكثيري، الذي اقتيد من أمام منزله في حارة الجبانة وسط مدينة إب بعد خمسة أيام من منشور له ذكر فيه أنه سيحتفل بذكرى ثورة 26 سبتمبر
وأضاف التقرير: “أُودع المعتقلون سجن الأمن والمخابرات ومُنِعوا من التواصل مع أسرهم منذ اعتقالهم، كما لم تُعرف طبيعة التهم الموجهة إليهم، في حين تم نقل بعضهم إلى صنعاء في ظل مخاوف من تعرضهم للتعذيب كما حصل مع آخرين من قبل”
وأدانت الحكومة اليمنية حملة القمع التي تشنها جماعة الحوثي ضد المحتفلين بالسادس والعشرين من سبتمبر في العاصمة صنعاء
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، إن جماعة الحوثي أقدمت على اقتحام منازل عدد من قيادات وكوادر المؤتمر الشعبي العام في العاصمة صنعاء، بينهم (الشيخ أمين راجح، والدكتور سعيد الغليسي، والشيخ علي ثابت حرمل، والأستاذ أحمد عبدالله العشاري، ونايف النجار) ونقلتهم إلى مكان مجهول بسبب دعواتهم لإحياء العيد الوطني الـ 62 لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيد
محاولة طمس الثورةالكاتب الصحفي شعيب الأحمدي يشير إلى أن هناك جهود حثيثة من جماعة أنصار الله لطمس ثورة 26 سبتمبر، وذلك من خلال تجريم الاحتفال بهذه الثورة، وتغيير المناهج المدرسية للترويج للحكم الإمامي
يضيف: “جماعة أنصار الله تسعى لاستبدال ثورة 26 سبتمبر، بنكبة 21 سبتمبر، لأن ذلك سيعزز في وعي الأجيال القادمة أن 21 سبتمبر هو ثورة بطولة خالدة
لكن الشعب أصبح واعيًا وعلى دراية حقيقية بأحداث الماضي والحاضر
”يتابع: “إن الأشخاص الذين يجهزون للاحتفال بثورة 26 سبتمبر هم من عامة الشعب، وسيخرجون للاحتفال بهذه المناسبة، والذي لا يقدر على الخروج إلى الشارع، سيحتفل في مواقع التواصل الاجتماعي وفي بيته
ثورة 26 سبتمبر خالدة، ولا يمكن أن يمحوها أحد من قلوب اليمنيين”
وعلى الرغم من التقارير التي تشير إلى تعرض العديد من اليمنيين للاعتداءات والاختطافات بسبب احتفالهم بثورة 26 سبتمبر، إلا أن السلطات في صنعاء تحتفل بهذا اليوم كل عام من خلال إيقاد شعلة عيد الثورة في ميدان التحرير وإلقاء الخطابات بهذه المناسبة
في خطابه بمناسبة الذكرى 61 لثورة 26 سبتمبر، قال مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين في صنعاء، إن “ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر” جاءت لتعيد الاعتبار لكل الأيام والنضالات الوطنية وفي مقدمتها يوم السادس والعشرين من سبتمبر
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير