41 ألف شخص يواجهون شبح المجاعة في عبس بمحافظة حجة اليمنية
منذ 5 ساعات
تشهد مديرية عبس بمحافظة حجة في اليمن أزمة إنسانية متفاقمة جراء النزوح الكبير ونقص المساعدات، حيث أصبحت هذه المديرية اليوم موطنًا لثاني أكبر عدد من النازحين داخليًا في اليمن، بعد أن لجأ إليها عشرات الآلاف من الأشخاص الفارين من الصراع في حرض وشمال حجة
وتشكل النساء والأطفال حوالي 80% من النازحين، ويواجهون معاناة يومية متزايدة وخطورة متصاعدة
تشير تقارير صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن أكثر من 41 ألف شخص يواجهون شبح المجاعة، في حين يعاني نحو ربع النساء من سوء تغذية حاد، نتيجة توقف المساعدات الغذائية وتدهور الأراضي الزراعية بفعل الصدمات المناخية
وتعتمد الأسر على استراتيجيات تأقلم ضارة مثل تقليل عدد وكمية الوجبات اليومية، واقتراض الطعام، وبيع الممتلكات
وتستعرض شهادات النازحين حجم المأساة؛ فزينب، أرملة وأم لستة أطفال، فقدت زوجها في غارة جوية عام 2015، وتروي كيف ينام أطفالها كثيرًا باكين وجائعين، مضيفة: أحيانًا أفقد الأمل وأشعر أن الموت قريب
وفي بعض الحالات، يكون الطعام المتوفر محدودًا إلى الخبز والملوخية فقط
ويشهد القطاع الصحي في عبس انهيارًا جزئيًا، إذ يعمل بنسبة 25% فقط من طاقته، ويعتمد السكان على العيادات المتنقلة للحصول على الرعاية
وفي مواقع النزوح على أطراف المديرية، لا توجد مرافق صحية دائمة، ما يضطر النساء الحوامل أحيانًا للولادة دون مساعدة طبية
كما أدت الظروف المعيشية الصعبة إلى زيادة العنف ضد النساء والفتيات، والاستغلال والانتهاكات، فيما تعاني المخيمات المؤقتة من اكتظاظ ونقص في المرافق الأساسية، مثل الإضاءة، والخصوصية، ودورات المياه الملائمة، ما يعرض النساء والفتيات لمخاطر إضافية
وأصبح الزواج المبكر وعمالة الأطفال من استراتيجيات التكيف الشائعة لدى الأسر النازحة
وفي هذا السياق، أعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان عن القلق إزاء الوضع في عبس، داعيًا المانحين والشركاء إلى زيادة الدعم العاجل
وأشار إلى أن أكثر من 220 ألف نازح حرموا من المساعدات الطارئة منذ مارس 2025 بسبب تخفيضات التمويل، وأن الجهود الحالية لتقديم الدعم تغطي جزءًا صغيرًا فقط من الاحتياجات
وتستدعي الأزمة توفير الرعاية الصحية والحماية الأساسية للنساء والفتيات النازحات، بالإضافة إلى الغذاء والخدمات الأساسية، لضمان حياة كريمة وتقليل المخاطر على السكان الأكثر ضعفًا