50 قتيلاً في اشتباكات بالسويداء والجيش الإسرائيلي يصطف إلى جانب الدروز ويستهدف دبابات سورية

منذ 3 ساعات

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، تنفيذ هجوم استهدف عدداً من الدبابات في قرية سميع بمحافظة السويداء جنوب سوريا، في تطور يُنذر بتوسّع دائرة التوتر في المنطقة التي تشهد اشتباكات دامية بين فصائل درزية وعشائر بدوية

وقال الجيش في بيان مقتضب: هاجمنا عددًا من الدبابات جنوب سوريا، دون تقديم مزيد من التفاصيل بشأن طبيعة الأهداف أو توقيت الضربة

ويأتي هذا الإعلان بعد ساعات من كشف وزارة الدفاع السورية عن بدء انتشار وحدات من الجيش في السويداء، بهدف احتواء التصعيد المتواصل بين مسلحين دروز وعناصر من العشائر البدوية، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 50 شخصاً خلال الأيام الماضية، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان

ويُسلط هذا التصعيد الضوء مجددًا على التحديات الأمنية التي تواجهها الحكومة الانتقالية الجديدة، والتي تولت السلطة في أعقاب سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، خاصة في المناطق ذات التركيبة الطائفية المعقدة

وقالت وزارة الدفاع السورية إن نشر القوات يتم بالتنسيق مع وزارة الداخلية، ويشمل وحدات متخصصة وفتح ممرات آمنة للمدنيين، في محاولة لاحتواء الاشتباكات وفك الاشتباك بسرعة وبحسم

وأعقبت الخطوة دعوات من قيادات دينية ومحلية إلى التهدئة وتغليب الحوار

وبحسب المرصد السوري، فإن الاشتباكات اندلعت إثر حادثة اختطاف تاجر من الطائفة الدرزية على يد مسلحين من البدو نصبوا حاجزاً على الطريق بين دمشق والسويداء، ما أدى إلى سلسلة من عمليات الخطف المتبادل وتطور الأوضاع إلى مواجهة مسلحة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون

وأوضح المرصد أن حصيلة القتلى شملت 34 من أبناء الطائفة الدرزية، بينهم طفلان، إلى جانب 10 من البدو، بالإضافة إلى ستة جنود من الجيش السوري سقطوا خلال محاولات فض الاشتباكات

وأشارت وزارة الدفاع إلى أن ما وصفته بـالفراغ المؤسساتي كان عاملاً رئيسيًا في تصاعد الفوضى، مؤكدة في بيان لها ضرورة فرض الأمن وتفعيل مؤسسات الدولة بما يضمن استعادة الاستقرار والسلم الأهلي

من جانبه، قال وزير الداخلية أنس خطاب إن غياب الأجهزة الأمنية منذ أشهر ساهم في تفاقم الأزمة

وكانت السلطات السورية قد خوّلت منذ مايو الماضي فصائل محلية درزية بمهام أمنية في السويداء بموجب اتفاق محلي، في حين تحتفظ العشائر البدوية بوجود مسلح في ريف المحافظة الجنوبي

خلفية التصعيدتعود جذور التوتر إلى سلسلة من الاشتباكات التي شهدتها مناطق درزية في محيط دمشق والسويداء منذ أبريل الماضي، بين مجموعات محلية وقوات أمنية شارك فيها أيضًا مسلحون من العشائر

وأسفرت تلك المواجهات عن مقتل 119 شخصاً، ما استدعى حينها تدخل وجهاء محليين لتوقيع اتفاقات تهدئة هشّة

ودعا محافظ السويداء، مصطفى البكور، في بيان رسمي إلى الاحتكام للعقل ووقف دوامة العنف، مؤكداً أن الدولة لن تتهاون في حماية المدنيين، فيما أصدرت القيادات الروحية للطائفة الدرزية بيانات تحث على التهدئة وتحمل السلطات المركزية مسؤولية ضمان الأمن

وتُعد محافظة السويداء معقلاً رئيسياً للطائفة الدرزية، التي يُقدّر عدد أفرادها في سوريا بنحو 700 ألف نسمة، يتوزعون بشكل رئيسي في الجنوب ومناطق متفرقة في محيط دمشق وإدلب