70 مليون ريال سعودي في مهب الريح.. إغلاق مفاجئ لمحل صرافة في ماوية يثير ذعر المودعين

منذ 15 ساعات

أغلق أحد أكبر محلات الصرافة في مديرية ماوية شرق محافظة تعز أبوابه بشكل مفاجئ، في واقعة أثارت حالة من الذعر والانهيار بين عشرات المواطنين، بعد اختفاء صاحب المحل المعروف باسم أبو العز دون سابق إنذار، وسط تقديرات تشير إلى أن حجم الأموال المودعة لديه تتجاوز 70 مليون ريال سعودي

وتجمهر عشرات المتضررين أمام محل الصرافة في منطقة السويداء، بينهم مزارعو قات، باعة، عمال يومية، وأصحاب محلات تجارية، مطالبين بكشف مصير أموالهم، وسط غياب تام لأي إجراءات حكومية أو مصرفية تطمئنهم، أو توفّر ضمانات لاسترداد أموالهم

وقال الصحفي سامي نعمان الذي اورد الخبر في صفحته على فيسبوك إن الصراف أغلق أيضًا فرعيه في سوق الشرمان (الشيشة) ومفرق ماوية، في خطوة منسقة سبقت اختفاؤه، رغم أنه كان من بين أكثر الصرافين شهرة ونشاطًا في المنطقة خلال السنوات العشر الماضية، ويستحوذ على الجزء الأكبر من تحويلات القات اليومية القادمة إلى سوق ماوية، أحد أبرز أسواق تصدير القات في اليمن

ويُقدّر أن أحد كبار التجار وحده أودع لدى الصراف أكثر من 720 ألف ريال سعودي، فيما لا توجد أي جهة رسمية أعلنت حتى اللحظة إجراءات قانونية أو تحفظًا على أصول الصراف أو ممتلكاته، في ظل غياب آلية للتأمين تغطي خسائر المواطنين، أو ضمانات تحميهم من هذا النوع من الانهيار

ويؤكد مراقبون أن هذه الحادثة تعكس اتساع ظاهرة تحول محلات الصرافة إلى مؤسسات مالية غير مرخصة تمارس أدوارًا مصرفية بالكامل دون الخضوع لشروط البنك المركزي، من فتح حسابات إلى تلقي ودائع نقدية دون أي ضمان قانوني أو تأمين مالي

وبحسب الصحفي سامي نعمان، فإن هذه الأزمة تسلط الضوء على واقع نقدي هش في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، حيث تُترك السيولة النقدية بشكل يومي في عهدة السوق السوداء لا البنوك، في ظل استمرار المؤسسات الحكومية في توريد مئات الملايين من الريالات إلى محلات صرافة طارئة، خلافًا للقانون

ويشير نعمان إلى أن بعض شركات الصرافة تحوّلت فعليًا إلى بنوك مصغّرة، حتى أن بعضها بات يُصنّف كبنوك إسلامية للتمويل الأصغر، وهو ما جعلها أكثر التزامًا بالشروط المصرفية، لكنه لا يُغني عن الحاجة الملحة لاستعادة الثقة بالبنوك الرسمية كمصدر وحيد لحماية أموال المواطنين