أبين: الدراسة تحت الشمس
منذ 3 أشهر
أبين- فهمي عبد القابضيتسابق التلاميذ في قرية الفشلة، مديرية لودر، محافظة أبين، على الظل
يتزاحمون جلوسًا فوق أحجار قاسية وحارة
يجتهدون ويحاولون التغلب على قسوة البيئة بالانتظام في الدروس مع معلمين متطوعين
“طلابنا يتلقون الدراسة في العراء، تحت الأشجار وأشعة الشمس، نحتاج للكتاب المدرسي، والوسائل التعليمية، وبناء فصول دراسية تنهي معاناة طلابنا”
بهذه الكلمات يصف أحد أولياء الأمور والمدرس بمدرسة قرية الفَشلَة، محمد عبيد القاضي، وضع التعليم هناك
ويضيف القاضي لـ«المشاهد»: أحلم بحصول طلاب قرية الفشلة، مديرية لودر، على فصول دراسية، بجدران وسقف يحميهم من تغيرات المناخ
وأشار إلى أنها تغيرات تلقي بآثارها على الطلاب، وتفاقم مشكلات التعليم بالمنطقة
محمد عبيد القاضي، مدرس متطوع: أحلم بحصول طلاب قرية الفشلة، مديرية لودر، على فصول دراسية، بجدران وسقف يحميهم من تغيرات المناخ
”لافتًا إلى أن مدرسة قرية الفشلة تم استحداثها من قبل أبناء القرية؛ كون المدارس الأخرى تبعد عنهم مسافات طويلة
وقال إن الطلاب لا يستطيعون الوصول إلى تلك المدارس بسبب المسافة البعيدة
ويواصل: تم نزول مدير التربية بمديرية لودر قبل فترة إلى القرية، واطلع حينها على معاناتنا
وحتى الآن لم نجد آذانًا صاغية تلبي حاجتنا وتنقذ أطفالنا من الجهل، حد تعبيره
وضاعفت سنوات الحرب باليمن حرمان الطلاب من التعليم؛ إذ ما زال هذا القطاع الحيوي يعاني مشكلاتٍ كثيرة
أبرزها عدم وجود بنية تحتية تعليمية مجهزة، ومدارس ذات توزيع جغرافي مناسب
بالإضافة لضعف التجهيزات التعليمية المواكبة لتطورات العصر أو التقليدية حتى، وكذا التسرب من التعليم
ما زالت هناك قرى في مختلف محافظات اليمن لم يصل إليها التعليم بعد
إلا من مبادرات مجتمعية تطوعية لا ترقَ لمستوى الحاجة، كقرية الفشلة، التي تفتقر لبناء مدرسة تحمي الطلاب من التسرب
تقع قرية الفشلة البالغ عدد سكانها قرابة 1000 نسمة، والواقعة غرب مديرية لودر، في محافظة أبين
وتبعد بمسافة 45 كيلومترًا عن مركز المديرية؛ ما يجعل التحاق أبناءها بالتعليم صعبًا
وذلك نظرًا للمسافة الطويلة بين القرية وأقرب مدرسة في القرى الأخرى من المديرية
إذ يقطع من يريد الالتحاق بالدراسة عشرات الكيلومترات يوميًا، حتى يصل إلى أقرب مدرسة في المنطقة
ومؤخرًا، كان هنالك مبادرة تطوعية من أبناء القرية لاستحداث مدرسة تحتضن على الأقل الطلاب في الصفوف الأولى
حيث تطوع مدرسون لتدريس الطلاب في منطقةٍ تحتاج للكثير من المستلزمات المدرسية كالكتب والوسائل التعليمية، وغير ذلك
يتحدث الناشط الصحفي بمجال الإغاثة الإنسانية، رئيس مبادرة تراحم الإنسانية في أبين، نظير كندح، عن الوضع التعليمي في القرية
ويشير لـ«المشاهد» إلى نزوله لمنطقة (الفشلة)، ومشاهدته حجم معاناة التعليم، وعدم وجود مدرسة باستثناء فصول مستحدثة تحت الأشجار وأشعة الشمس
يقول كندح: المعلمون يباشرون عملهم دون توفر أبسط متطلبات العملية التعليمية، أو أي مظهر من مظاهر التعليم
لافتًا إلى أن كل ما هو موجود ألواح خشبية سوداء تستخدم للكتابة
وأضاف أن الأهالي طالبوا منذ سنوات السلطة المحلية بالمديرية وبالمحافظة للتدخل ووضع حد لمعاناة الطلاب، لكن دون جدوى
موضحًا أن القرية تعاني من تسربٍ للطلاب نتيجة عدم وجود مدرسة مجهزة تحتضنهم
من جهته، يقول مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية لودر علي عبد الله ناصر، إن مدرسة الفشلة، مدرسة مستحدثة بلا مبنى مدرسي
حيث تم استحداثها لحاجة أولياء الأمور تدريس أبناءهم؛ كونها منطقة نائية ولا توجد مدارس قريبة منها لإلحاق الطلاب بها
ويضيف ناصر لـ«المشاهد» أن الطلاب يقطعون عشرات الكيلومترات للوصول إلى أقرب مدرسة مع الأخذ بعين الاعتبار مخاطر الطريق
مشيرًا إلى أن توقف مشاريع بناء المدارس ناتج عن الوضع الراهن الذي تمر به البلاد
وكل ما يعتمل حاليًا هو تدخلات لا تفِ بالغرض من منظمات دولية، مع شكرنا لهم، يقول ناصر
مدير مكتب التربية بلودر، علي ناصر: الطلاب يقطعون عشرات الكيلومترات للوصول إلى أقرب مدرسة مع الأخذ بعين الاعتبار مخاطر الطريق
مشيرًا إلى أن توقف مشاريع بناء المدارس ناتج عن الوضع الراهن الذي تمر به البلاد
” مطالبًا بضرورة بناء مدرسة لطلاب قرية الفشلة، كاشفًا أنه تم الرفع ببناء 3 فصول للمدرسة إلى المحافظة والمديرية
ويواصل: نتابع داعمين وفاعلي خير لوضع حلول للمدرسة حتى يستطيع الطلاب الدراسة في بيئة تعليمية مناسبة تقيهم من تغيرات المناخ
لافتًا إلى اعتماد مكتب التربية معلمَين اثنين كمتطوعين، يتقاضيان حافزًا ماليًا من منظمة اليونيسيف
بُعد المسافة بين قرية الفشلة والمدارس بالقرى المجاورة أجبر الطلاب على التسرب من التعليم
واضطر بعض أولياء أمورهم إلى تسخيرهم في أعمال شاقة كجلب المياه والرعي
يقول كندح: إن الفقر والتهميش جعل من معاناة أهالي قرية الفشلة صورةً للحياة البدائية بكافة تفاصيلها
وأضاف: إما أن يتحمل الطلاب صعوبة ومشقة الوصول للمدارس في القرى الأخرى، أو أن يتركوا التعليم ويلجئون للأعمال الشاقة
ووجّه كندح نداء استغاثة لرجال الخير، والمنظمات الدولية؛ للمساهمة في بناء فصول مدرسة قرية الفشلة، وتوفير أجواء تعليمية مناسبة
وذلك للحد من ظاهرة التسرب من التعليم التي باتت منتشرة في تلك المناطق بشكل مخيف
وبحسب تقارير الأمم المتحدة فإن حوالي 8
1 مليون طالب يحتاجون إلى الدعم العاجل لمواصلة تعليمهم
إذ يلجأ أكثر الآباء إلى إلحاق أطفالهم في بيئة الأعمال نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة
ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة اليونيسف عام 2024، فإنه يوجد 4
5 مليون طفل يمني خارج المدرسة
ما يعني أنه في غضون 5- 10 سنوات، سيكون الجيل القادم أميًا، لا يعرف الحساب، ولديه القليل من المهارات الحياتية
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير