أدوية بديلة رخيصة بفعالية أقل

منذ 5 أشهر

ارتفاع أسعار الأدوية يجبر المرضى في اليمن على تناول أدوية بديلة رخيصة فعاليتها أقل

الوضع أشد بؤسا للمرضى في تعز، الواقع ضمن مناطق سيطرة الحكومة التي تشهد تدهورا مخيفا للعملة المحلية

وقد انخفض قيمة العملة المحلية الجديدة من 1500 ريالا للدولار الواحد في نهاية 2023 إلى أكثر من ألفي ريال في نهاية 2024

هذه القيمة للعملة المحلية فقط في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها فقط

يتداول السكان في اليمن عملتين بقيمتين مختلفتين منذ حظر جماعة الحوثي (أنصار الله) تداول العملة الجديدة في مناطق سيطرتها في ديسمبر 2019

ذهب محمد الشرعبي من ريف تعز إلى المدينة، بحثًا عن أدوية لوالده المصاب بشحنات كهربائية في الدماغ

بحث عن الدواء في جميع صيدليات المدينة، وتمكن من العثور عليه بعد مشقة وعناء كبيرين

في حديثه لـ”المشاهد”، يقول محمد: “قبل أشهر، كنت أرسل مبلغ مالي إلى أي شخص معروف لدي ليشتري العلاج بسهولة

كان متوفرًا وسعره معقول، أما الآن فلم أتمكن من شرائه إلا بصعوبة، وسعره ضعف ما كان عليه من قبل

”محمد الشرعبي: قبل أشهر، كنت أرسل مبلغ مالي إلى أي شخص معروف لدي ليشتري العلاج بسهولة

كان متوفرًا وسعره معقول، أما الآن فلم أتمكن من شرائه إلا بصعوبة، وسعره ضعف ما كان عليه من قبل

”ليس محمد وحده من يعاني في البحث عن دواء لمرض مزمن

العشرات من ذوي الأمراض المزمنة باتت حياتهم في خطر نتيجة عدم تناول الأدوية بانتظام بسبب صعوبة شرائها

يتفاقم الوضع أكثر في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وتأخر صرف الرواتب، وتدني مصادر الدخل

ومع التدهور المستمر لقيمة العملة اليمنية، يلجأ التجار إلى رفع الأسعار تجنبًا للخسارة عند استيراد المنتجات والسلع

 ولا يختلف الوضع بالنسبة لمستوردي الأدوية

حيث تشهد أسعار الأدوية ارتفاعًا كبيرًا، مما فاقم معاناة المرضى وزاد من صعوبة حصولهم على العلاج

يعد ذوو الأمراض المزمنة هم الأكثر معاناة في الحصول على الدواء

إذ أصبح الحصول عليه بانتظام أمرًا بالغ الصعوبة مع استمرار ارتفاع سعر الصرف

وتحولت عملية البحث عن الدواء إلى رحلة طويلة وشاقة، ناهيك عن الارتفاع الكبير في الأسعار

الأمر الذي يزيد من حدة معاناتهم الصحية ويجعل حياتهم في خطر مستمر

البعض من المرضى يضطرون تناول أدوية بديلة رخيصة أو يوقفون استخدام الأدوية، مما يعرض حياتهم للخطر

في نوفمبر 2024، وقعت منظمة الصحة العالمية اتفاقا بقيمة 3

4 مليون يورو، مع الحكومة الألمانية للحفاظ على تقديم الخدمات الصحية والتغذية المنقدة للحياة في اليمن

من غير الواضح هل يشمل الاتفاق تقديم الادوية المجانية لذوي الأمراض المزمنة أم لا

زكريا الدعيس، مواطن من مدينة تعز، يقول إن ابنته البالغة من العمر خمس سنوات تعاني من ضمور في الدماغ، وتحتاج إلى تناول أدوية بانتظام

ومع ارتفاع سعر الصرف يجد صعوبة بالغة في شراء الأصناف التي وصفها الطبيب للطفلة

 يضيف في حديثه لـ”المشاهد”: “أحيانًا لا أجد الدواء في تعز، فأضطر إلى شرائه من صنعاء

لكن مع ارتفاع سعر الصرف، أصبح من الصعب توفير المبلغ المطلوب

” وينوه الدعيس إلى أن الأوضاع الاقتصادية المتردية تسببت في تدهور حالة ابنته الصحية بشكل كبير

وذلك بسبب اضطراره إلى شراء دواء تكون جودته أقل وسعره أرخص

أمين جلعوم، طبيب في مدينة تعز، يقول إن تحديات عدة تعمق معاناة ذوي الأمراض المزمنة في اليمن

حيث أصبح ارتفاع سعر الصرف مشكلة تهدد حياة العديد من المرضى بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الأدوية

يضيف جلعوم في حديثه لـ”المشاهد”: “أدوية الأمراض المزمنة غالية نسبيًا، خصوصًا الحديثة منها

ومع استمرار تدهور الريال اليمني وتدني مستوى الدخل، أصبح توفير هذه الأدوية أمرًا صعبًا للغاية

”يؤكد جلعوم أن ارتفاع سعر الصرف ساهم في استيراد أدوية منخفضة السعر، لكن جودتها ليست بمستوى فعالية الأدوية ذات الأسعار المرتفعة

الدكتور أمين جلعوم: ارتفاع سعر الصرف ساهم في استيراد أدوية منخفضة السعر، لكن جودتها ليست بمستوى فعالية الأدوية ذات الأسعار المرتفعة

”ويشير إلى أن بعض المرضى فقدوا حياتهم بسبب عدم قدرتهم على شراء الأدوية بانتظام أو الانقطاع عن استخدامها

محمد الصوفي، مدير الهيئة العليا للأدوية بتعز، يقول: “إن الارتفاع المتواصل في أسعار الأدوية يعود إلى أسباب عديدة، تبدأ بتدهور قيمة العملة المحلية

مضيفا أن تكاليف النقل والاستيراد والتأمين تزيد ارتفاع أسعار الأدوية

يضيف الصوفي أن محدودية موارد الهيئة لا تسمح فتح مجال للتنافس في قطاع الدواء، وتوفير دواء بسعر مناسب للمريض

يضيف: “من المستحيل أن نتمكن من خفض سعر الدولار أو تقليل تكاليف الشحن والنقل

لذا اقتصرت دور الهيئة على فتح المجال أمام التجار للاستيراد

”منيب المجاهد، مدير فرع شركة المحضار لاستيراد الأدوية، يقول في حديثه لـ”المشاهد نت”: “ارتفاع أسعار الصرف يجعل المواطن هو الضحية

”موضحا “أصحاب الأمراض المزمنة هم الأكثر تأثرًا بارتفاع أسعار الأدوية، لأنهم بدون تناول هذه الأدوية قد يفقدون حياتهم

”يسيطر الخوف على العديد من المرضى اليمنيين الذي يجدون صعوبة في شراء الأدوية

يفقد بعض المرضى حياتهم عند تأخرهم عن تناول حبة دواء في الوقت المناسب

ولا يعلم الدعيس كيف سينتهي مصير طفلته التي تتناول دواء غير فعالا  وليس له حيلة في شراء الدواء الجيد

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير