أسوشييتد برس: انقطاع كابلات بحرية في البحر الأحمر يربك خدمات الإنترنت في آسيا والشرق الأوسط

منذ 7 ساعات

ذكرت وكالة أسوشييتد برس الامريكية، اليوم الاثنين، أن انقطاع كابلات بحرية في البحر الأحمر تسبّب في تعطيل خدمات الإنترنت في أجزاء من آسيا والشرق الأوسط، وفق ما أكده خبراء الأحد، فيما لم تتضح بعد أسباب الحادثة

ووفق الوكالة الامريكية، أثارت هذه التطورات المخاوف من أن تكون الكابلات هدفًا لحملة الحوثيين في البحر الأحمر، وهي الحملة التي تقول الجماعة إنها تهدف إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء حربها على حركة حماس في قطاع غزة

إلا أن الحوثيين نفوا في مرات سابقة استهداف تلك الخطوط

وتُعد الكابلات البحرية أحد الأعمدة الرئيسية لشبكة الإنترنت إلى جانب الأقمار الصناعية والكابلات البرية

وفي العادة، تمتلك شركات تزويد الخدمة أكثر من منفذ للاتصال وتعيد توجيه حركة البيانات عند حدوث عطل، غير أن ذلك يؤدي في الغالب إلى بطء في الخدمة لدى المستخدمين

عدة كابلات قُطعت قبالة السعوديةأعلنت مايكروسوفت عبر موقعها المخصص للحالة التشغيلية أن منطقة الشرق الأوسط قد تشهد زيادة في زمن الاستجابة بسبب قطع في الألياف البحرية بالبحر الأحمر

ولم تُفصح الشركة الأميركية عن تفاصيل إضافية، لكنها أوضحت أن حركة البيانات التي لا تمر عبر الشرق الأوسط غير متأثرة

بدورها، قالت منظمة NetBlocks المتخصصة في مراقبة الاتصال بالإنترنت، إن سلسلة من الأعطال في كابلات تحت سطح البحر بالبحر الأحمر أدت إلى تراجع مستوى الاتصال بالإنترنت في عدة دول، مشيرة إلى أن الهند وباكستان من بين المتأثرين

وأرجعت السبب إلى أعطال في نظامي الكابلات SMW4 وIMEWE بالقرب من جدة في السعودية

ويُدار كابل جنوب شرق آسيا – الشرق الأوسط – أوروبا الغربية 4 بواسطة شركة Tata Communications التابعة لمجموعة هندية كبرى، فيما يُدار كابل الهند – الشرق الأوسط – أوروبا الغربية بواسطة كونسورتيوم تشرف عليه شركة Alcatel Submarine Networks

ولم تستجب أي من الشركتين لطلبات التعليق

وفي باكستان، أكدت شركة الاتصالات الوطنية (PTCL) وقوع القطوعات في بيان صدر السبت

أما السلطات السعودية فلم تعترف بوجود الاضطراب ولم ترد على طلبات التعليق

وفي الكويت، أعلنت السلطات أن كابل FALCON GCX الذي يمر عبر البحر الأحمر قد انقطع، ما تسبّب في اضطرابات بالبلد النفطي الصغير

أما شركة GCX المشغلة فلم ترد على طلبات التعليق

وفي دولة الإمارات، شكا مستخدمو الإنترنت على شبكتي دو واتصالات الحكوميتين من بطء في السرعة، غير أن الحكومة لم تصدر أي اعتراف رسمي بالعطل

قطع عرضي أو بفعل هجماتيمكن أن تتعرض الكابلات البحرية للتلف بسبب مراسي السفن، لكنها قد تكون أيضًا هدفًا لهجمات متعمدة

ويستغرق إصلاح الأعطال أسابيع، حيث يتعين إرسال سفينة وطاقم متخصص لتحديد موقع الكابل وإصلاحه

يأتي هذا التطور في وقت يواصل فيه الحوثيون في اليمن هجماتهم ضد إسرائيل على خلفية حرب غزة

وقد ردت إسرائيل بشن ضربات جوية، من بينها غارة أودت بحياة قيادات بارزة في صفوف الحوثيين

وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا قد حذّرت في مطلع عام 2024 من نية الحوثيين استهداف الكابلات البحرية في البحر الأحمر

وقد تعرّضت بالفعل عدة خطوط للقطع، ربما بسبب سفينة تضررت في هجوم حوثي وجرّت مرساها فوق الكابلات

لكن الحوثيين نفوا حينها مسؤوليتهم

صباح الأحد، اعترفت قناة المسيرة التابعة للحوثيين بوقوع القطوعات، ناقلة عن منظمة NetBlocks

وفي هذا السياق، أصدر وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، معمر الإرياني، بيانًا قال فيه إن قطع الكابلات لا يمكن عزله عن سلسلة الهجمات المباشرة التي تنفذها ميليشيا الحوثي

وأضاف: ما يحدث اليوم في البحر الأحمر يجب أن يكون جرس إنذار للمجتمع الدولي، الذي يتعين عليه اتخاذ موقف حازم لوقف هذه التهديدات المتصاعدة وحماية البنية التحتية الرقمية التي تشكّل شريان الحياة للعالم الحديث

الحوثيون واستهداف الملاحةمنذ نوفمبر 2023 وحتى ديسمبر 2024، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة على خلفية حرب غزة

وأدت تلك الهجمات إلى إغراق أربع سفن ومقتل ما لا يقل عن ثمانية بحارة

وكان الحوثيون قد أوقفوا هجماتهم لفترة وجيزة خلال هدنة، قبل أن يصبحوا هدفًا لحملة جوية مكثفة استمرت أسابيع، أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ثم أعلن بعدها عن التوصل إلى وقف إطلاق نار مع المتمردين

وفي يوليو، أغرق الحوثيون سفينتين، ما أسفر عن مقتل أربعة بحارة على الأقل، فيما يُعتقد أن آخرين لا يزالون محتجزين لديهم

تأتي الهجمات الأخيرة في وقت تتعثر فيه محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بينما يكتنف الغموض مستقبل المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامجها النووي بعد أن شنت إسرائيل حربًا استمرت 12 يومًا ضد الجمهورية الإسلامية، شنّت خلالها القوات الأميركية غارات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية