أسير يُصارع الموت خلف قضبان الحوثيين... وقيادته تلتزم الصمت

منذ 5 ساعات

في زاوية مظلمة من سجون جماعة الحوثي، يواجه الجندي محمد عبدالرقيب الحداد مصيرًا مأساويًا، بعدما أمضى أكثر من خمس سنوات في الأسر دون تدخل أو مبادرة من قيادته العسكرية للإفراج عنه، رغم تدهور حالته الصحية الخطيرة، ما أثار موجة غضب واستياء بين أهله ورفاقه

أُسر محمد، الجندي في اللواء 141 مشاة – كتيبة أمن وحماية منفذ الوديعة، في 12 فبراير 2020 خلال مشاركته في معارك جبهة الغيل بمحافظة الجوف، ومنذ ذلك التاريخ يعيش ذووه على أمل أن يعود في صفقة تبادل

لكنّ الأخبار الواردة من صنعاء مؤخرًا جاءت صادمة، بعدما أُبلغت عائلته بتدهور حالته الصحية بشكل كبير

بحسب شقيقه، فقد تلقى اتصالاً يؤكد نقل محمد إلى مستشفى مجهول بعد تدهور صحته، ثم إعادته مجددًا إلى السجن في ظروف غير إنسانية

يعاني محمد من فيروس الكبد الوبائي (C)، وقرحة حادة في المعدة، إضافة إلى ورم خطير في الخصية، وهي أمراض تهدد حياته وتتطلب علاجًا طارئًا في منشأة طبية متخصصة، لا خلف القضبان

لم يكن محمد مجرد جندي؛ بل رب أسرة ومعيلها الوحيد بعد وفاة والده

ترك خلفه إخوة وأخوات لا يجدون اليوم قوت يومهم، ويعيشون على وقع الخوف والانتظار، وسط تجاهل رسمي مطبق

تقول والدته في تسجيل صوتي مؤلم:نحن لا نطلب شيئًا سوى أن نراه ونطمئن عليه

لو كان ميتًا لدفنّاه، أما أن يبقى غائبًا بلا دواء ولا صوت، فهذا موت لنا جميعًا

رغم علم قيادة اللواء 141 مشاة بحالة محمد، لم تُبدِ أي تحرك حقيقي أو مطالبات بضمّه إلى صفقات التبادل التي أُجريت على مدى سنوات الحرب

هذا التجاهل أثار استياءً واسعًا وطرح تساؤلات حول مدى التزام بعض القيادات بحماية جنودها والدفاع عنهم حتى في لحظات الضعف والأسر

يؤكد عبدالرقيب مهيوب، أحد أقارب الأسير، أن قضية محمد لم تعد مجرد ملف عسكري، بل قضية إنسانية خالصة، تستدعي الإفراج عنه لا بوصفه خصمًا في الحرب، بل إنسانًا مريضًا يواجه الموت خلف القضبان

الإفراج عنه سيكون موقفًا نبيلاً يسجل في ميزان الإنسانية، ويرتقي فوق كل الحسابات السياسية والعسكرية