أشرف العشرى : اليمن بين الانقلابيين والإجرام الإسرائيلى.. وعودة الشرعية الحل
منذ 20 ساعات
أشرف العشرى كان ومازال لدى اقتناع سجلته هنا فى هذا المكان مرات عديدة، بأن الإيرانيين والإسرائيليين وجهان وصنوان لمرحلة سيئة ومتردية فى عمر هذا الإقليم الشرق الأوسط ، فكلاهما يضمر الشر المطلق لدولنا، ويسعى طيلة الوقت لضرب وانتهاك الحقوق والمصالح العربية لتفجير الأوضاع، وإسرائيل معلوم تاريخها البغيض ضدنا لأكثر من 77 عاما، وصاروا مجموعة من القتلة والسفاحين تقتل وتنتهك كل أعراف القانون الدولى الإنسانى، ومايفعلونه فى غزة حاليا هو الوجه الحقيقى للنازى القاتل المجرم، لكن المصيبة الأكبر مافعله ويفعله الإيرانيون حتى الآن، إحدى صور تلك الانتهاكات بحق عالمنا العربى على سبيل المثال لا الحصر، هو مافعلوه فى اليمن منذ عام 2014، عندما سعوا لإحدى أذرعهم فى صنعاء، وهم الحوثيون المارقون لارتكاب جريمة الانقلاب على الدولة والشرعية فى اليمن، والإيعاز لهم باختطاف هذا البلد والذهاب به الى المجهول، وزرع الأفخاخ والانتهاكات بحقه وحق أشقائه فى دول الجوار العربى، لارتكاب كل الكوارث بحق اليمنيين ورسم خرائط التقسيم والتشطير من جديد، بفعل الدعم الإيرانى اللوجستى والصواريخ الباليستية، وخلق كل صنوف الفتن والمؤامرات بحق شعب اليمن السعيد، قبل جريمتهم ومن ثم عسكرة البحر الأحمر، حتى نحن فى مصر طالتنا الخسائر والأثمان المالية الباهظة، حيث سددنا الفواتير بـ 7 مليارات دولار خسائر من عوائد قناة السويس، جراء عمليات القصف والقراصنة بين الانقلابيين الحوثيين وعصابات النازيين الجدد فى تل أبيب برئاسة مجرم الحرب بنيامين نيتانياهو، حيث من أسف الخاسر الأكبر هو اليمن وشعبه، حيث حجم الأضرار والخسائر طال محافظات اليمن الكبرى والحيوية صنعاء والحديدة وغيرهما، ومن ثم دك كل المؤسسات والمصالح الحيوية الكبرى من موانئ ومطارات ومحطات كهرباء وغاز ومياه ومصانع ومؤسسات ومواقع إدارية ومقار عسكرية كبري
لكن أكثر ما أصاب مشاعر الاستفزاز والغضب تلك هى عملية القصف الإسرائيلى الاخير لمطار صنعاء، وضرب آخر طائرة بالمطار، نعم لم تكن العملية الوحيدة بل تم القصف عشرات المرات بسبب أفعال وصواريخ الحوثى غير المدروسة والمحسوبة باتجاه تل أبيب ومطار بن جوريون التى لم تقتل اسرائيليا واحدا، ولكنها عملية تسجيل حضور، حتى لو كان المقابل قصف وقتل مئات اليمنيين طيلة هذه الشهور، وتخريب طائرات الشركة الوطنية للطيران فى اليمن بعد أن استولوا عليها، وفى ذلك قصة مزعجة تثير الغضب والأسى من أفعال الحوثى، استمعت اليها من الدكتور رشاد العليمى رئيس مجلس الرئاسة اليمنى، عبر محطة روسيا اليوم خلال زيارته الأيام الماضية موسكو ولقائه الرئيس بوتين، حيث كشف الرئيس العليمى عن أن الحوثيين خطفوا واحتجزوا فى العام الماضى، ثلاث طائرات مدنية كبرى، كانت الحكومة الشرعية أرسلتها لنقل الحجاج العام الماضى من مكة لصنعاء، بعد أن رفض الحوثيون التدخل لعودة حجاج صنعاء من الأراضى المقدسة بالمملكة السعودية وبعد إتمام المهمة، قام الحوثيين بخطف واحتجاز الطائرات الثلاث بالمطار لمصلحة أهدافهم بنقل الأسلحة والأموال والدعم من إيران، وطالبنا بسرعة نقل هذه الطائرات إلى مطار عدن حيث الشرعية وحذرنا من قصفها من تل أبيب فرفضوا الى أن قام طيران الاحتلال الاسرائيلى بقصفها حتى كانت الطائرة الوحيدة المتبقية التى قصفوها الأسبوع الماضى
بكل تأكيد بات الوضع مأساويا فى اليمن، وجره الى حرب لاطائل من ورائها الى مجابهات خسارة مع جيش الاحتلال الاسرائيلى بكل إجرامه وارتكاباته بفعل التفوق العسكرى، مما يستلزم التحرك العربى من جديد لتوفير الغطاء السياسى والدعم الأكبر مع الشرعية اليمنية لسرعة إنهاء هذا التدمير بحق اليمن وشعبه، وهذا لن يتأتى إلا بإنهاء استحواذ وحكم الحوثيين فى صنعاء على الفور
والسلطة الشرعية فى عدن باتت متأهلة واحترافية، ولديها حكومة وشرعية دولية وإعادة تجهيز وبناء الجيش اليمنى وتعاظم قدراته وقواته، وتقوم بحركة مستجدة وكبرى فى الإقليم، وعلى المستوى الدولى نحو التأهيل لعودة الشرعية لصنعاء، وإنهاء حكم عصابة الحوثى، وأفضل ماتم فى هذا الشأن فى الأيام الماضية زيارة الرئيس رشاد العليمى، روسيا الاتحادية ولقاؤه بوتين الذى تابعته باهتمام، لتغيير المواقف والسياسات الروسية من جديد مع الشرعية اليمنية، وقطع أى روابط مع الحوثيين ،وقد نجحت القيادة اليمنية فى هذه الزيارة وتلك المهمة ،حيث رأيت وشاهدت لقاء القيادتين العليمى وبوتين، ومدى الحميمية والرغبة فى إصلاح التحول العاجل فى المواقف الروسية، بفعل الحجة والمنطق والطرح من قبل القيادة اليمنية، التى طالبت موسكو بسرعة تفعيل التعاون الكامل فى كل المجالات، وإعادة افتتاح السفارة الروسية مؤقتا فى عدن حتى تنتقل الشرعية الى صنعاء مع المطالبة بتنشيط دور وحضور موسكو فى إحلال السلام والاستقرار فى اليمن ودعم الشرعية والضغط على الحوثيين لإنهاء مأساة اليمن، والحضور الروسى فى إعادة البناء بمشروعات كبرى وضخمة، بمجرد تحقيق الشرعية والاستقرار فى صنعاء
وفى اعتقادى هذه مساع وجهود ناجحة للقيادة اليمنية مع روسيا، أتمنى ان تتسارع بنفس الوتيرة مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى فى قادم الايام، من أجل فرض المعادلة العاجلة لعودة الشرعية والقيادة للحكم فى صنعاء، وإنهاء حقبة الحوثيين المارقين وتحويلهم الى جماعة سياسية فقط، وبالتالى الجهد العربى الأكبر هو مايجب أن يستمر ويتعاظم للمساعدة والدعم، حتى تقطع أذرع إيران فى اليمن، وتنتهى جريمة عسكرة البحر الأحمر، ويتوقف القصف والحرب الإسرائيلية لاراضى وسيادة اليمن، وكفى لثالوث الحوثى والإسرائيلى والإرهاب ان يتوقف وينتهى ويغادر اليمن سريعا ،لأجل صفحة جديدة وتاريخ يكتب لليمن على يد القيادة والشرعية الحالية وتعود صنعاء الحكم والمقر ليمن جديد
نقلا عن الاهرام