أطباء بلا حدود: ارتفاع حاد في إصابات الحصبة بمحافظة ذمار 

منذ 17 ساعات

تشهد محافظة ذمار (وسط اليمن) الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي ارتفاعًا مقلقًا في حالات الإصابة بمرض الحصبة، وسط ضعف التغطية بالتطعيمات الأساسية وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، ما ساهم في تفشي المرض بين الأطفال بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة

وأظهرت تقييمات ميدانية أجرتها منظمة أطباء بلا حدود (MSF) في مارس الماضي، تضاعف عدد الإصابات مقارنة بالعام الماضي، مما دفع المنظمة إلى إطلاق استجابة طارئة بالتعاون مع وزارة الصحة، شملت تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمرضى في مستشفى الوحدة بمدينة معبر، إضافة إلى تسيير عيادات متنقلة في عدد من المديريات

وقالت المنظمة إن أكثر من 1400 مريض تلقوا العلاج في الفترة بين أبريل ويوليو 2025، 56% منهم من الأطفال دون سن الخامسة، وهو ما يعكس حجم الخطر الذي يمثله المرض على الفئات الأكثر هشاشة

ويُعد مرض الحصبة من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى، التي تنتقل بسهولة في الأماكن المزدحمة، وقد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة خصوصًا لدى الأطفال والمصابين بأمراض مزمنة، إلا أن التطعيم يظل الوسيلة الأنجع للوقاية منه ومنع انتشاره

وفي ظل التدهور المستمر للقطاع الصحي نتيجة أكثر من عشر سنوات من النزاع، باتت الرعاية الصحية بعيدة المنال عن كثير من الأسر اليمنية، ما أدى إلى تفاقم معاناة المرضى وذويهم

ويروي والد الطفلة أميرة البالغة من العمر 12 شهرًا، والتي كانت في وضع حرج عند وصولها إلى مركز العزل في مستشفى الوحدة: ظننت أنها ستموت في أي لحظة

الآن لديها حياة جديدة لم أكن أتوقعها بعد ما مرت به

وإلى جانب مركز العزل الذي يضم 40 سريرًا، تدير المنظمة ثلاث عيادات متنقلة تجوب ست مديريات في المحافظة، وتوفر خدمات طبية واستشارات مجانية، إضافة إلى خدمات الإحالة ونقل الحالات الحرجة إلى مراكز أكثر تخصصًا

من جهتها، حذرت مديرة بعثة أطباء بلا حدود في اليمن، ديسما ماينا، من التحديات المتفاقمة التي تواجه الاستجابة الصحية، مشيرة إلى أن تراجع التمويل الإنساني والدعم الدولي أدى إلى إضعاف قدرات النظام الصحي، في وقت تزداد فيه الاحتياجات الطبية للمجتمعات المحلية

ودعت المنظمة إلى ضرورة تنسيق الجهود بين جميع الجهات الفاعلة في القطاع الصحي لتوسيع نطاق الوقاية وتوفير استجابة شاملة وسريعة، مؤكدة أن تعزيز برامج التطعيم وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية أمران أساسيان لمنع تكرار مثل هذه الأزمات الصحية في المستقبل