أكاديمي عُماني يتحدث عن أسرار نفوذ إقليمي تشق طريقها إلى صنعاء وعدن ويحذّر الحوثي من مهاجمة مارب

منذ 2 ساعات

قال الأستاذ المشارك بجامعة السلطان قابوس، الدكتور حمود النوفلي، إن اليمن يمر بمرحلة صراع إقليمي ودولي معقّدة، محذراً من أن استمرار التنافس بين القوى المتدخلة يدفع الشعب اليمني وحده ثمن الحرب والانقسام

وفي مقال نشره على حسابه في منصة “إكس” بعنوان “اليمن الشقيق… إلى أين؟”، أشار النوفلي إلى وجود مشاريع متعارضة داخل الساحة اليمنية، لافتاً إلى أن أحد هذه المشاريع يدعم انفصال جنوب اليمن من خلال قوى موالية له، بهدف منع أطراف أخرى من الوصول إلى بحر العرب، إلى جانب دعمه لقوات يقودها طارق صالح للسيطرة على شمال البلاد وتأمين النفوذ في باب المندب

وأضاف أن هذه الأطراف، بحسب تعبيره، تقدم ضمانات للولايات المتحدة وبريطانيا بتأمين الملاحة الدولية وعدم تهديد الكيان الإسرائيلي، معتبراً أن حماية الممرات البحرية والتطبيع تمثلان أولوية للقوى الكبرى في المنطقة

في المقابل، تحدّث النوفلي عن مشروع آخر يسعى إلى الإبقاء على وحدة اليمن مع منح المحافظات صلاحيات حكم ذاتي، بما يسمح بالوصول إلى بحر العرب عبر تفاهمات مع محافظة حضرموت، مشيراً إلى أهمية المحافظة من حيث المساحة والموارد النفطية، وربط ذلك بتأخر التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في البلاد

وتطرق المقال إلى وضع حزب الإصلاح، معتبراً أنه بات محاصرًا سياسيًا في محافظة مأرب، وأن أطرافاً متعددة تسعى لإضعافه أو إقصائه، في ظل تنافس على خطوط إمداد النفط بين مأرب وعدن، داعيًا جماعة الحوثي إلى تجنب فتح جبهات جديدة أو مهاجمة مأرب، والعمل على التقارب مع حزب الإصلاح في هذه المرحلة

وعن الدور الإقليمي، أكد النوفلي أن سلطنة عمان حافظت على موقف متوازن من جميع الأطراف اليمنية والإقليمية، وسعت بشكل مستمر إلى دعم جهود المصالحة

وأشار إلى تصريحات لرئيس الوزراء اليمني الأسبق خالد بحاح قال فيها إن الحكومة اليمنية أخطأت سابقاً بابتعادها عن مسقط، معتبراً أن ذلك أتاح لقوى أخرى التأثير في القرار اليمني

وأكد النوفلي أن مسقط لا تحمل عداءً لأي طرف يمني، وأن سياستها تقوم على دعم الحلول التي تنطلق من المصلحة الوطنية اليمنية بعيداً عن مشاريع النفوذ الخارجية، معتبراً أن محاولات “شيطنة” السلطنة تهدف إلى عرقلة أي دور قد يقود إلى مصالحة وطنية شاملة

ودعا الأكاديمي العماني في ختام مقاله القوى اليمنية إلى تغليب المصلحة الوطنية، محذراً من الارتهان للخارج، ومشدداً على أن وحدة القرار اليمني، إذا ما استندت إلى إرادة داخلية، كفيلة بإنهاء الخلافات وفتح الطريق أمام تسوية سياسية شاملة