أكرم توفيق القدمي : الاستفزازات الإسرائيلية.. غربية الصنع أمريكية المنشأ
منذ 2 ساعات
أكرم توفيق القدمي تتقلص مع ضعف الإدارة العربية والإسلامية فرص استعادة الدولة الفلسطينية؛ إذ تتشكل من خلال المعطيات الراهنة والمواجهات غير المتكافئة فرضيات التوسع للكيان المسرطن ليس من أجل لعب دور محوري في المنطقة بل لابتلاعها، خصوصاً بعد تمكنه من تحييد خصومه الأصليين أو القضاء عليهم
لا تزال التصريحات الفجة التي صدرت عن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في حزيران 2006 عالقة في الأذهان، اذ أكدت تبني الولايات المتحدة لسياسة الفوضى الخلاقة من أجل إحداث تغيير ديمقراطي تتحقق معه الحريات وتُكبح معه جوامح الحرمان في الشرق الأوسط حد وصفها؛ الأمر الذي سبقته تعبئة طائفية وشيطنة منظمة لأقطاب التعصب الديني وانتج عنها تفريخ لكيانات مسلحة مذهبية وفكرية متطرفة تحقق معها وبها جوهر النزاع ثم الإقتتال وديمومة الفوضى (سوريا، ليبيا، اليمن، لبنان، العراق، السودان)
تأتي لعبة التفكيك السياسي للدول العربية واضعافها خدمة للمشروع الاستراتيجي الاسرائيلي الذي تشترك فيه الولايات المتحدة من أجل تمكين الصهيونية في الشرق الأوسط، والعمل على تعزز نفوذها عبر جماعات الضغط الصهيونية داخل الغرف المغلقة الأمريكية
إن تسخير النفوذ المطلق للولايات المتحدة بدءً بالفيتو الذي عطل عشرات القرارات الإنسانية التي تدين الجرائم المرتكبة بحق الشعوب المسحوقة وعلى راسها شعب غزة، لهي خير دليل على الشراكة والتخطيط والرغبة في إنفاذ خارطة إسرائيل المزعومة
مؤشرات تحولت إلى قرارات أحادية، كقرار ترامب الأسود في العام 2017 بإعلان القدس عاصمة للكيان الغاصب وتمرير اتفاقيات إبراهام مجانباً الحق الفلسطيني، ورفد الخزينة الإسرائيلية بالمليارات وتزويدها بالأسلحة المحظورة لقتل أبناء غزة مؤخراً والتصريح بضرورة تسلم أرض غزة للاستثمار الأمريكي
توحش لم يكن ليكون لولا الضلوع والشراكة في الإبادة الجماعية المنظمة لاستكمال مرحلة من مراحل تحقيق الحلم المزعوم
استمرار في استعداء دول الجوار من خلال تصريحات متكررة لم تكن عفوية البتة، يمررها رموز التعصب لحكومة الكيان الغاصب، وفق سردية الدولة الدينية اليهودية وخارطتها الكبرى التي تفسرها الحدود التوراتية
أراجيف جوفاء تضخمها مؤسسات عملاقة ومراكز نشطة تعمل على تثبيت الرواية اليهودية حول مرر داؤود وامتداد الأرض الموعودة من الفرات إلى النيل
هيمنة وجبروت يتنامى بفعل السلبية والرهبة خشية من مصادرة مقاليد الحكم وانتزاعها من يد زعامات مستجدة تدرك ثمن الخروج عن النص
يبقى الرهان على إرادة الشعوب الحرة، ووعيها في تفكيك التحالفات المعقدة؛ وبناء تحالفات حقيقية وصادقة واستمرارية النضال ضمن مشروع استراتيجي كامل، حتى تستعاد الأرض المغتصبة ويعود الحق لأصحابه ويُرد كيد البغاة