أكشاك الشاي… انتشار عشوائي في مدينة تعز

منذ 7 أشهر

تعز- تسنيم العبسيتتزايد أعداد الأكشاك والمقاهي في مدينة تعز، ويجد الكثير من الشباب وكبار السن تلك الأماكن متنفسًا، يقضون فيه أوقاتهم، بخاصة من وقت العصر حتى المساء

يأتي أحمد، 25 عامًا، الساعة الرابعة عصرًا إلى أحدى الأرصفة في مدينة تعز، ويجلس بالقرب من أحد الأكشاك التي تبيع الشاي والوجبات الخفيفة، ويدردش مع الأصدقاء حتى يحين موعد صلاة المغرب، ثم يعود إلى البيت

يقول أحمد لـ “المشاهد”: “أجلس هنا مع أصحابي معظم أيام الأسبوع، ونحتسي الشاي، ونتحدث عن أمور كثيرة

أشعر بالارتياح في هذا المكان

”على الرغم من الوقت الممتع الذي يقضيه أحمد وأمثاله على الرصيف بالقرب من تلك الأكشاك والمقاهي الصغيرة، إلا أن تكاثرها المستمر وانتشارها العشوائي يسهم في خلق بعض المشكلات، مثل زيادة كمية النفايات على الأرصفة، وتشويه المظهر العام للشوارع، وإزعاج المارة

يعترف أحمد بالسلبيات المرتبطة بتزايد تلك الأكشاك، ويقول: “صحيح أننا نقضي وقتًا ممتعًا هنا، لكن تدفق الكثير من الأشخاص للجلوس على الأرصفة قد يزعج الكثير، سواء المارة أو الأسر التي في المنازل القريبة من تلك الأرصفة

”التأثير على النظافة وزحمة السيرإبراهيم، 30 عامًا، صاحب أحد أكشاك الشاي، يقول إنه يقدم خدمة للناس من خلال بيع الشاي والوجبات الخفيفة، مشيرًا إلى أنه قرر فتح هذا الكشك لأن تكلفة البدء بهذا المشروع معقولة

يؤكد أن هناك بعض السلبيات الناجمة عن تزايد أكشاك الشاي والوجبات الخفيفة على الأرصفة، قائلًا: “بعض الزبائن لا يهتم بالنظافة، ولا يضعون المخلفات في أماكنها الصحيحة، والبعض الآخر قد يختلقون مشكلات مع غيرهم من المارة

”افتهان المشهري، مديرة مكتب النظافة في تعز، تقول لـ “المشاهد” إن انتشار الأكشاك بشكل عشوائي يسهم في تفاقم العديد من المشكلات، أبرزها الازدحام المروري، وصعوبة إيجاد مواقف للسيارات، وانتشار النفايات بشكل كبير، خاصة في المناطق التي تتركز فيها هذه الأكشاك

تضيف: “تؤثر الأكشاك على نظافة المدينة، كونها موضوعة في أماكن غير مناسبة، وتنتشر هذه الأكشاك على الجزر الوسطية في جميع الشوارع، ما يؤدي إلى تكدس المخلفات بجانب هذه الأكشاك

”سارة حميد، 30 عامًا، تقول لـ “المشاهد” إن تزايد الأكشاك أدى إلى تزايد أعداد الأشخاص الذين يجلسون على الرصيف، والبعض منهم يتعمدون مضايقة المارة أو التلفظ بكلمات غير مهذبة

 تضيف سارة: “أنا وصديقاتي لا نستطيع المشي براحة تامة بسبب الازدحام في مواقع الأكشاك الخاصة التي تبيع الشاي

نضطر إلى ركوب الباصات مع أن المسافة القصيرة، وكل ذلك تجنبًا للمضايقات التي نتعرض لها سواء اللفظية أو بالإشارة في حال مشينا على الرصيف

”ندرة المنتزهاتغادة عبد اللطيف، إخصائية اجتماعية في مدينة تعز، ترى أن وجود المتنفسات في المدينة أمر ضروري للشباب للترويح عنهم، في ظل الأزمات والصراعات المتلاحقة التي تمر بها البلاد

تشير غادة إلى أن مدينة تعز تفتقر إلى المنتزهات في المدينة، ولهذا السبب، يجد الشباب هذه الأكشاك أماكن مناسبة للترويح عن أنفسهم، بخاصة في ظل تردي الوضع المعيشي والاقتصادي وتفشي البطالة

تؤكد غادة على أهمية التحلي بالأخلاق النبيلة، وعدم التسبب في إزعاج المارة، أو في تكدس القمامة بالقرب من الأكشاك المنتشرة في أرصفة مدينة تعز

تختم حديثها لـ “المشاهد”، وتقول: “تعد هذه الأكشاك مصدراً للرزق للعديد من الشباب، وتوفر مكاناً للقاء والتواصل الاجتماعي

ومن جهة أخرى، فإن انتشارها العشوائي يؤدي إلى تشويه المظهر العام للمدينة، ولا بد من الرقابة والتنظيم لهذه المشاريع الصغيرة

”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير