أهمية محافظتي صعدة والحديدة عسكريًا بالنسبة لجماعة الحوثي

منذ شهر

تعز – بشرى الحميدي :منذ إعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن البدء بعملية عسكرية ضد جماعة الحوثي

منتصف شهر مارس الماضي، والغارات الجوية الأمريكية متواصلة بشكل يومي على عدة مناطق تسيطر عليها الجماعة

العملية العسكرية، حسب تصريحات عسكرية أمريكية، استهدفت ومستمرة في استهداف مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة ومخازن الأسلحة، وكذلك أماكن تواجد القيادات الحوثية، حسب وكالة وكالة أسوشيتد برس

واعتبر محللون عسكريون أن سعي الولايات المتحدة إلى تحقيق هدف تدمير قدرات جماعة الحوثي العسكرية من خلال تدمير مخازن الأسلحة، كان واضحًا من خلال استهداف عدة مناطق في محافظة صعدة، معقل زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، حيث قامت الجماعة في إنشاء مخازن للأسلحة بمناطق جبلية

وكذلك محافظة الحديدة غربي اليمن، حيث تعتبر منطقة عسكرية مهمة للجماعة يوجد فيها قوات عسكرية وخبراء عسكريون مختصصون في التصنيع الحربي وإطلاق الصواريخ

وهو ما يؤكده العميد الركن ياسر صالح، رئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية والعسكرية في مركز المستقبل اليمني للدراسات

إن تركيز الضربات الأمريكية على صعدة والحديدة يعكس محاولة مدروسة لاستهداف العمق العسكري للحوثيين

الهجمات الأمريكية كانت أشبه باستهداف العمود الفقري لتحرك الحوثي العسكري ، فهي مؤثرة على المدى البعيدويضيف صالح في حديثه لـ”المشاهد”، أن الهجمات الأمريكية الجوية الأخيرة استهدفت القدرات العسكرية الهجومية للجماعة، حيث تم استهداف ورش تصنيع المسيرات

ومخازن منصات الإطلاق، والبنية التحتية لتجميع الأسلحة المعقّدة، حسب تعبيره

ويلفت إلى أن الهجمات الأمريكية كانت أشبه باستهداف العمود الفقري لتحرك الحوثي العسكري

فهي مؤثرة على المدى البعيد، إلا أن التحدي الأهم يكمن في قدرة الحوثيين على التعافي الذاتي

وأوضح أن جماعة الحوثي باتت تعتمد على تجميع ا القطع العسكرية المستوردة محليًا، وبمساعدة فنية من خبراء إيرانيين، وهو ما يسمح لها بإعادة بناء تصنيع بعض المعدات العسكرية

جماعة الحوثي قامت بإنشاء ورش تحت الأرض وداخل الجبال، محصنة بأنفاق ومخابئ معقدة يصعب تدميرها بضربة واحدةوأشار إلى أن جماعة الحوثي قامت بنقل العديد من مواقع التصنيع إلى محافظة صعدة

ولفت صالح إلى أن جماعة الحوثي قامت بإنشاء ورش تحت الأرض وداخل الجبال، محصنة بأنفاق ومخابئ معقدة يصعب تدميرها بضربة واحدة، ما يُفسر التكرار في استهداف نفس المناطق

الباحث في العلاقات الدولية عادل المسني، قال إن الأبعاد الاستراتيجية للعمليات العسكرية، ليست فقط تدمير قدرات جماعة الحوثي العسكرية، بل أيضًا بُناها القيادية والنفسية

وأضاف المسني في حديثه لـ” المشاهد ” أن الهجمات توزعت وفق بنك أهداف هذه العمليات، تُنفذ على مواقع مختلفة في القرى والمناطق الريفية، إلى جانب المدن، إذ إن العملية العسكرية الأمريكية تهدف أيضًا إلى ضرب الثقة الداخلية للجماعة، وتجفيف مصادر قوتها على المدى البعيد، حسب تعبيره

وأشار إلى أن التركيز على استهداف محافظة صعدة واستمرار استهداف مواقع في مناطق متعددة فيها، لأنها تُعد مركزًا ثقيلًا للقيادات الميدانية والعسكرية، بالإضافة إلى كونها مستودعًا للأسلحة التي تم الاستيلاء عليها عقب انقلاب 2014

وهذا ما يجعل محافظة صعدة هدفًا دائمًا في كل حملة جوية حسب المسني وبالنسبة لمحافظة الحديدة فهي شريان بحري استراتيجي، مؤكداً أن فيها ورش تصنيع الزوارق المفخخة ومنصات الصواريخ الساحلية

جماعة الحوثي ومنذ بدء العملية العسكرية، لم تشر إلى أن الغارات استهدفت مواقع عسكرية لها، وتحاول من خلال تغطيتها الإعلامية استعطاف الرأي العام

وأن الضربات الجوية الأمريكية تستهدف مباني ومرافق سكنية وحكومية وتقتل المدنيين

وفي هذا السياق، يقول العميد عبدالسلام عامر، المحلل السياسي والخبير العسكري المقرب من الجماعة، إن الغارات الأمريكية لن تنال من قدرات الجماعة التي وصفها بالدفاعية

ويضيف أن الجماعة تملك ما وصفه بمخزون استراتيجي من أسلحة الردع، مشيرًا إلى أن محاولات التحالف بقيادة واشنطن على مدى سنوات، لم تتمكن من ضرب البنية الصناعية الحربية للجماعة

وقال عامر في حديثه لـ”المشاهد”: مصانعنا محصنة ومخفية في مواقع لا يمكن الوصول إليها، ولا نخشى الغارات، بل نراها دليلًا على فشلهم السياسي والعسكري

وأضاف أن استهداف محافظة صعدة يحمل أبعادًا رمزية وسياسية أكثر منها عسكرية، واصفًا المدينة بأنها رمز الثورة حد وصفه

كما أشار إلى أهمية محافظة الحديدة التي باتت اليوم المنفذ البحري الوحيد للجمهورية اليمنية، ومركز العمليات البحرية ضد الأهداف الإسرائيلية والأمريكية، وفق تعبيره

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير