أوضاع اليمنيين في ليبيا
منذ 4 ساعات
تعز – بشرى الحميديكشف السفير اليمني في ليبيا، حسن الحرد، عن أعداد اليمنيين الواصلين إلى ليبيا بطريقة غير شرعية، واحتُجزوا منذ بداية العام حتى شهر سبتمبر الجاري
بلغ عددهم 88 شخصًا
وأوضح الحرد في حديثه لـ”المشاهد” أنه تم الإفراج عن 63 شخصًا منهم وترحيلهم
بينما لا يزال 25 شخصًا محتجزين في مراكز الإيواء التابعة لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بمنطقة قنفودة، شرق ليبيا
وسيتم ترحيل ثمانية منهم خلال هذا الأسبوع
وأشار السفير إلى أن الهجرة غير الشرعية عبر ليبيا ازدادت بشكل ملحوظ خلال الحرب في اليمن، وصول اليمنيين إلى ليبيا عبر مصر والسودان
وأحيانًا عبر الجزائر وتونس
ولفت الحرد إلى أن معظم اليمنيين الذين يدخلون ليبيا بطرق غير شرعية يصلون إلى المناطق الشرقية التي تخضع لسيطرة حكومة الاستقرار الوطني
وهي حكومة غير معترف بها دوليًا
ويتم التعامل مع هذه الحالات عبر رئاسة الجالية اليمنية في بنغازي
أما بالنسبة للذين يصلون إلى مدينة طرابلس والمناطق الغربية الواقعة تحت سيطرة حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليًا، فيتم مخاطبة الجهات المختصة رسميًا للإفراج عنهم أو ترحيلهم إلى اليمن
وأكد السفير أن الجهات المختصة في ليبيا متعاونة مع السفارة والجالية اليمنية في قضية المحتجزين اليمنيين، حيث يتم الإفراج عنهم وترحيلهم
وتقوم السفارة اليمنية في ليبيا بزيارة المحتجزين بمراكز مكافحة الهجرة غير الشرعية والقيام بكافة إجراءات سفرهم
وحول مخاطر الهجرة غير الشرعية من ليبيا إلى أوروبا، قال الحرد أن عددًا قليلًا من اليمنيين يتمكنون من الوصول وسُجّلت أربعة حالات غرق ليمنيين منذ عام 2019
وأوضح أن” المهربين يستخدمون قوارب مطاطية غير صالحة للملاحة، وأحيانًا يتخلصون من المهاجرين في عرض البحر، أو يرمونهم بالقرب من السواحل التونسية، حيث يلقى القبض عليهم من قبل خفر السواحل التونسي”
وبالنسبة للتعاون مع المنظمات الدولية مثل منظمة الهجرة الدولية، قال أنه كان هناك تعاون في السابق
ولكنه توقف حاليًا
بحجة عدم ترحيل مهاجرين من منطقة نزاع إلى منطقة نزاع أخرى
وفي السياق ذاته، قال رئيس مركز بنغازي لدراسات الهجرة واللجوء، طارق لملوم، إن دخول اليمنيين من مصر إلى ليبيا يتطلب قطع مسافة أكثر من 1400 كيلومتر للوصول إلى مدن معروفة بالتهريب مثل زوارة وصبراتة
وخلال هذه الرحلة يتم غالبًا احتجازهم في أكثر من موقع قبل الوصول
ودعا لملوم في حديثه لـ”المشاهد” المنظمات غير الحكومية داخل اليمن وخارجه لتسليط الضوء على أوضاع المفقودين والمحتجزين في ليبيا حتى لا يكون ملفهم منسيًا
وأشار إلى أن أعداد اليمنيين في ليبيا منذ سنوات كانت قليلة
سواء من المسجلين لدى مفوضية اللاجئين أو من الذين استخدموا ليبيا كنقطة عبور
وأكد أن عدد اليمنيين المسجلين في المفوضية في ليبيا يتراوح ما بين 80- 90 شخصًا فقط
ولفت إلى أن وجود اليمنيين في ليبيا، مقارنةً بالجنسيات الأخرى، هادئ وليس لهم أي وجود في سجل الجريمة أو المشاكل الأمنية
ولكنه أشار إلى أن الكثير من اليمنيين الذين وصلوا إلى ليبيا تعرضوا للاحتجاز ووقعوا ضحايا للاتجار وابتزاز الفدية، سواء في الشرق أو الغرب
وأوضح لملوم أن تحسين صورة اليمنيين وأوضاعهم مسؤولية مشتركة بين السلطات الحكومية، والمنظمات غير الحكومية
ووسائل الإعلام اليمنية، التي لم تقم بدورها الكافي في تسليط الضوء على أوضاع اليمنيين في ليبيا
ونوّه إلى أن الانقسام السياسي في ليبيا يعقّد عملية حصر أعداد اليمنيين، حيث توجد وزارتان للداخلية وجهازان لمكافحة الهجرة في الشرق والغرب، والتنسيق بينهما محدود
مما يجعل كل طرف غير مطلع على من يتم احتجازهم لدى الطرف الآخر
ووصف لملوم من يمثل اليمنيين داخل ليبيا “ضعيف جدًا”
مصيفًا: “تابعنا قضية احتجاز يمنيين في أحد مراكز الشرق لأكثر من سنة دون وجود طريقة سهلة للتواصل مع أي جهة تمثل اليمنيين في السابق
وكان الاتصال بالسفارة اليمنية في تونس صعبًا”
وقال لملوم إن الجهود الدبلوماسية اليمنية تحسنت في الفترات الأخيرة، حيث تدخلت السفارة اليمنية في المنطقة الغربية
وتمكنت من الإفراج عن العديد من اليمنيين
لكنه يرى أن غياب العمل الواضح للسلك الدبلوماسي اليمني لا يزال مشكلة قائمة
واختتم لملوم حديثه بالقول: “إن ضعف أداء السفارة اليمنية في ليبيا انعكس سلبًا على اليمنيين، رغم وجود اتفاقيات مع السلطات الليبية لإيجاد حلول لتسوية أوضاعهم”
معتبرًا أن ضعف أداء السفارة اليمنية جزء منه يتعلق بالتعقيدات التي تواجهها السفارة في ظل واقع سياسي تعددت فيه الجهات التي تمتلك القرار الفعلي بشأن المهاجرين في ليبيا
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير