أول تعليق حكومي على جريمة مقتل الطبيبة وفاء المخلافي في صنعاء

منذ 9 ساعات

قال وزير الاعلام والثقافة والسياحة، معمر الارياني، اليوم الاحد، إن جريمة مقتل الدكتورة وفاء صدام المخلافي في حي الحصبة بصنعاء، تمثل فصلاً جديدًا من فصول الفوضى الأمنية والعبث الذي تمارسه مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران ضد المواطنين في العاصمة المختطفة، حيث سارعت المليشيا إلى طمس الحقائق وتغيير مسار الحادثة، في محاولة للتغطية على تورط عناصرها، وإعادة صياغتها بما يخدم صورتها المتهاوية أمام الرأي العام

وأوضح الارياني أن رواية المليشيا الحوثية، التي أعلنتها بعد مرور أكثر من 72 ساعة على وقوع الجريمة، جاءت متناقضة من حيث الزمان والتفاصيل مع ما أكده شهود العيان، وخالية تماما من أي إشارة إلى دوافع الجريمة وهوية مرتكبيها، في تضارب يكشف محاولات منظمة لخلط الوقائع، وإخفاء الأدلة، والتغطية على الجناة الحقيقيين

وأضاف الارياني: لم تكتف المليشيا بالتحفظ على جثة الضحية والسيارة الخاصة بها، بل أقدمت على اختطاف ابن عمها، ثم اقتحام منزل الأسرة واعتقال ثلاثة آخرين في اليوم التالي، في خطوة تؤكد أن الهدف - منذ البداية- لم يكن الوصول إلى الحقيقة، بل إرهاب الأسرة وإجبارها على الصمت وتبنّي الرواية الحوثية الملفقة

وأشار الارياني إلى أن المصادر الميدانية تؤكد أن الدكتورة وفاء كانت قد استلمت حوالة مالية بالدولار الأمريكي من إحدى شركات الصرافة، وأن عناصر تابعة لما يسمى جهاز الأمن والمخابرات كانت تتتبعها حتى لحظة الجريمة، وعندما حاولت تلك العناصر إيقافها، قاومتهم بشجاعة، لتتحول اللحظات التالية إلى مشهد دموي انتهى بمقتلها، وتبقى الأسئلة مفتوحة: هل كانت الرصاصة التي أودت بحياتها من سلاح تلك العناصر؟ أم نتيجة اشتباكهم مع أحد سكان الحي الذين حاولوا التدخل، كما تدّعي المليشيا؟

وأفاد الارياني أن ما هو مؤكد أن المليشيا سارعت إلى حبك رواية بديلة تظهر الجريمة كحادث جنائي، والجناة كمجموعة شبان مجهولين ارتكبوا فعلتهم بدافع التسلية، متجاهلة الدافع الحقيقي للجريمة، وممتنعة عن الكشف عن علاقة المتورطين بأجهزتها الأمنية، أو توضيح سبب احتجاز الأسرة ومصادرة هواتفها، في محاولة واضحة لإغلاق الملف وإلباسه طابعا جنائيا بعيدا عن طبيعته الأمنية والسياسية

وشدد الارياني على أن جريمة مقتل الدكتورة وفاء المخلافي تعري مجددا حقيقة المليشيا الحوثية وما يسمى بـجهاز الأمن والمخابرات، الذي يتحرك كأداة للتتبع والابتزاز والقتل خارج القانون، كما تكشف عن مدى الانفلات الأمني الذي يضرب قلب العاصمة ومناطق سيطرة المليشيا، حيث لا أمن إلا لأتباع المسيرة، ولا عدالة إلا بمقدار الولاء لها

واختتم الارياني منشور بالقول: ويبقى السؤال مفتوحا أمام الرأي العام: لو كانت الجريمة كما وصفتها المليشيا، فلماذا تأخر التوضيح ثلاثة أيام؟ ولماذا يختطف أفراد أسرة الضحية؟ ولماذا يمارس هذا الكم من التهديد على الشهود؟ ولماذا كل هذا التعتيم حتى الآن؟