إبراهيم سعيد: كفاح مُعلِّم في اليمن
منذ 4 أشهر
تعز- نجوى حسن في زحمة الحياة الصعبة وتعقيداتها، يظهر إبراهيم سعيد، من قرية المعينة في جرنات بني يوسف بمديرية المواسط بمحافظة تعز، كقصة نجاح ملهمة في مواجهة التحديات
إبراهيم، المعلم في مدرسة الفلاح الريفية، يعيش في ظروف تفرضها عليه الحرب المستعرة في اليمن، بعد أن اضطر إلى النزوح من صنعاء ليستقر في تعز، متحديًا الصعوبات لتحقيق حلمه في التعليم وخدمة مجتمعه
في الوقت الراهن، يعمل إبراهيم كمدرس في مدرسة الفلاح بريف تعز دون أن يتقاضى أي راتب من الحكومة، ويستلم دعمًا ماليًا يصل إلى 25000 ريال يمني من جمعية أولياء الأمور
ونظرًا لضعف الدخل الذي يحصل عليه من العمل في التدريس، قرر إبراهيم، إبراهيم، الذي يبلغ من العمر خمسة وأربعين عامًا، وأب لخمسة أطفال، أن ينتقل إلى مجال صيانة الجوالات، حيث التحق بمعهد احتراف لمدة سبعة أشهر، وتخرج من المعهد بمعرفة واسعة في برمجة وصيانة الهواتف والكمبيوتر، ونال المركز الأول في الدورة
فقد إبراهيم ساقه، لكنه لم “يفقد إيمانه بالله ولا إرادته في الحياة”
زوجته كانت الداعم الأكبر له، فقد ساعدته على التأقلم مع إعاقته وأخذت على عاتقها مسؤولية المنزل، حيث تعمل كمدرّسة لتحفيظ القرآن
معاناة صنعتها الحربقبل نشوب الحرب في اليمن عام 2015، كان إبراهيم يعمل مدرسًا في مدرسة حكومية بصنعاء، وكانت حياته مستقرة وحالته المادية جيدة
وبعد اندلاع الحرب، واجه إبراهيم تحديات جسيمة بعد تعرّضه لإصابة خطيرة أدّت إلى بتر ساقه، نتيجة انفجار بالقرب من منزله في محافظة صنعاء
يتذكر إبراهيم تلك اللحظات المأساوية عندما كان عائدًا من متجر، وكان في يديه بعض البيض، ويقول: “عندما سمعت صوت الطيران، حاولت العودة سريعًا إلى المنزل، لكني أصبت بشظايا الانفجار قبل الوصول
نُقلت على الفور إلى المستشفى، وقضيت هناك عشرة أيام في وحدة العناية المركزة، وخضعت لعمليات متعددة، انتهت ببتر ساقي
”ذلك الحادث ترك أثرًا عميقًا على إبراهيم وعائلته، وعاشوا في حالة من الحزن الشديد
وبفعل إعاقته الدائمة، تغيّرت حياة إبراهيم بشكل كبير، ما دفعه إلى النزوح من صنعاء إلى محافظة تعز
فقد إبراهيم ساقه، لكنه لم “يفقد إيمانه بالله ولا إرادته في الحياة”
زوجته كانت الداعم الأكبر له، فقد ساعدته على التأقلم مع إعاقته وأخذت على عاتقها مسؤولية المنزل، حيث تعمل كمدرّسة لتحفيظ القرآن
في عام 2016، انقطعت رواتب المدرسين في المحافظات التي تحت سلطة سلطة جماعة الحوثي (أنصار الله)، الأمر الذي تسبب بمعاناة كبيرة لمئات الآلاف من العاملين في المجال التربوي
ووفقًا لنقابة المعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين، يبلغ عدد المعلمين والمعلمات في تلك المناطق أكثر من 200 ألف شخص، حيث يواجهون قطعًا رواتبهم لسنوات
تحدي العوائق وتحقيق الإنجازاترغم التحديات التي واجهها في حياته، لم يستسلم إبراهيم، وعمل بإصرار على تطوير نفسه
اليوم، يقدّم إبراهيم نفسه خبيرًا في صيانة الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، ويطمح إلى خدمة قريته من خلال مهاراته
ورغم قطع راتبه وإصابته، استطاع إبراهيم تحقيق إنجازات ملموسة، وأصبح قدوة لطلاب الريف وأبناء منطقته، حيث يفكر الآن في تطوير مشروعه الخاص في الصيانة، ويأمل في الحصول على دعم من الجهات المختصة لتحقيق طموحاته
يظل طموح إبراهيم مشتعلًا رغم كل شيء، ويبقى الأمل لديه في أن يجد الدعم اللازم لتطوير خدماته والمساهمة في خدمة المجتمع
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير