إعادة الأطفال النازحين إلى التعليم في أبين
منذ 2 سنوات
يقول حسان سيف، أحد النازحين من مديرية الدريهمي، محافظة الحديدة، غربي اليمن، إلى مخيم لودر في محافظة ابين، جنوبي اليمن، إن الحرب المستمرة جعلت أطفاله يتوقفون عن التعليم والانخراط في العمل لمساندة الأسرة على توفير متطلباتها اليومية
ويضيف حسان أن الظروف المعيشية التي تمر بها الأسر النازحة في مخيمات لودر وزنجبار وخنفر، وعدم قدرتهم على توفير المستلزمات الأساسية للتعليم، جعل معظم الأطفال يعزفون عن مواصلة مسيرتهم التعليم
يمثل الأطفال والنساء نحو 80% من إجمالي 4
5 مليون نازح في اليمن، حسب صندوق الأمم المتحدة للسكان
يعاني الأطفال في النزوح سواء في المخيمات أو المنازل، صعوبة في الالتحاق بالتعليم نتيجة تدهور المستوى المعيشي لأسرهم
ويقول مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في عدن، نجيب السعدي، في حديث سابق لـ”المشاهد”، نشر في يناير الماضي، إن ما يقارب 60% من أطفال النازحين غير ملتحقين بالتعليم
فالحرب في اليمن لم تتسبب في زيادة معدل النزوح والفقر فقط، بل تسببت أيضًا في حرمان أطفال الأسر النازحة من التعليم، فهناك 64% من الأسر النازحة في المخيمات تعتمد على أطفالها في كسب مصدر دخلها، حسب مسؤول الوحدة التنفيذية للنازحين في عدن
يقول الطفل محمد علي سيف، ابن الثالثة عشرة، في حديث لـ”المشاهد”، إن النزوح المتكرر تسبب في توقفهم عن التعليم، مضيفًا أن الصراع المستمر في البلاد أجبره على التوقف عن التعليم ثلاث سنوات
في أبين يعيش نحو 40 ألف نازح، بما في ذلك الأطفال، حسب تقرير الاحتياجات الإنسانية للنازحين، الذي نشرته الوحدة التنفيذية للنازحين، في فبراير الماضي
وبهدف الإسهام في دعم حصول الأطفال في مخيمات النزوح، على التعليم، نفذت مؤسسة شباب أبين، وهي منظمة محلية غير حكمومية، في العام الدراسي الجاري، مبادرة توزيع أدوات قرطاسية للأطفال، وحشد المعلمين المتطوعين
حظيت المبادرة بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية، الوكالة الألمانية للإعمار، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، ويشرف عليها مكتبا وزارتي التربية والتعليم، والشؤون الاجتماعية والعمل في أبين، والوحدة التنفيذية للنازحين بالمحافظة، حسب سامح جمل، منسق مشروع التعليم الذاتي بمؤسسة شباب أبين
ويضيف جمل أن المشروع يستهدف في المقام الأول الأطفال النازحين في المخيمات والمنقطعين عن التعليم، مؤكدًا أن المشروع استطاع حتى الآن أن يعيد نحو أربعة آلاف طفل وطفلة للتعليم، موزعين على 47 موقعًا في أبين
الكثير من الأطفال يتم تعليمهم في المخيمات بسبب بُعد المدارس من مخيمات النزوح، وهناك أطفال يتم استيعابهم في المدارس لقرب مواقع أسرهم من المدارس، لكنهم قلة، حسب جمل
ويقول جمل في حديث لـ”المشاهد”، إن المشروع التعليمي الذي أطلقته مؤسسة شباب أبين، لا يستهدف الأطفال النازحين في المخيمات فقط، بل يشمل أيضًا أطفال الأسر المضيفة في القرى القريبة من المخيم، وذالك لأن حالتهم المادية متدهورة”
ويضيف أن الأطفال النازحين في المخيمات كان لهم النصيب الأكبر من هذا المشروع القابل للتوسع والانتشار
ويعتبر مشرع تعليم الأطفال النازحين في مخيمات أبين، وإعادتهم إلى دائرة التعليم، من أفضل المبادرات، وذلك لأن المؤسسة ركزت في نشاطها على تعليم الأطفال، حتى لا ينشر الجهل والتخلف بشكل كبير نتيجة الحرب، حسب رياض محمود، أحد النازحين في مخيم لودر
ويضيف محمود في حديث لـ”المشاهد”، أن الحرب جعلت معظم الأطفال النازحين ينقطعون عن التعليم، وذلك بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها جل الأسر النازحة، وعدم قدرتهم في توفير الاحتياجات الأساسية لأطفالهم، مشيرًا إلى أن مبادرة شباب أبين كان لها النصيب الأكبر في إعادة الأطفال إلى التعليم، بعد انقطاعهم لسنوات
بعد إطلاق مبادرة مؤسسة شباب أبين، توافد نحو 80 من المعلمين المتطوعين من مختلف المناطق المجاورة لمخيمات النزوح في المحافظة، للتدريس، حد قول نجيب حنبلة، أحد المندوبين بمخيم النازحين في أبين
ويضيف حنبلة في حديث لـ”المشاهد”، أن المتطوعين من المعليمن، سيتم توزيعهم على كافة المخيمات في أبين، وأن عملية تنفيذ مشروع تعليم الطلاب النازحين في المخيمات يتم عبر معايير معينة، وتحت إشراف الجهات الحكومية المختصة
وبحسب نجيب، تم توزيع كتب مدرسية لثلاث مواد رئيسية: العربي، الرياضيات، والعلوم، مشيرًا إلى أن المبادرة تركز على استهداف الأطفال النازحين بدرجة رئيسية، وذلك لأن الأطفال في المخيمات هم الأكثر تضررًا وحرمانًا من التعليم
ليصلك كل جديدالاعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير