إلى أين تتجه بوصلة أكبر المحافظات اليمنية بعد سيطرة الانتقالي وحضور الوساطة السعودية ؟
منذ 2 ساعات
تشهد محافظة حضرموت، أكبر محافظات اليمن ومنطقة الثروات النفطية، تصعيداً حاداً في التوترات السياسية والعسكرية مؤخراً، في ظل صراع معقد يتداخل فيه طموح المجلس الانتقالي الجنوبي (STC) بالسيطرة على كامل الجنوب، وجهود الوساطة السعودية لاحتواء الموقف، ومطالب القوى القبلية المحلية بالحكم الذاتي
الوضع الميداني والسيطرة:أطلق المجلس الانتقالي الجنوبي عملية عسكرية أطلق عليها اسم المستقبل الواعد، وتمكنت قواته من السيطرة على مواقع حيوية ومدن نفطية بارزة في وادي حضرموت خلال الأيام القليلة الماضية
ويسعى المجلس إلى تعزيز مشروعه الرامي لاستعادة دولة الجنوب المستقلة في حين يؤكد المجلس سيطرته الكاملة على مناطق واسعة، نفى محافظ حضرموت حقيقة سيطرة الانتقالي الكاملة، مؤكداً أن أبناء المحافظة قادرون على تأمينها
دور الوساطة السعودية:وتسعى المملكة العربية السعودية إلى احتواء التوترات المتصاعدة في حضرموت، وأرسل المحافظ وساطة قبلية بدعم سعودي للحوار مع حلف قبائل حضرموت لوقف التصعيد
ويُنظر إلى التطورات الأخيرة على أنها انعكاس لصراع نفوذ إقليمي أوسع في الساحة اليمنية فالرياض التي تركز على ملف الحوثيين شمالاً، تجد نفسها الآن أمام تحدٍ جديد في الجنوب تتجه حضرموت نحو مفترق طرق خطير: قد يؤدي استمرار الصراع وتضارب المشاريع السياسية (الانفصال مقابل الوحدة مقابل الحكم الذاتي) إلى انفجار أمني شامل يقوض أي جهود للسلام الشامل في اليمن
وتضغط الوساطات الإقليمية، لا سيما السعودية، للتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة ويخفف التوتر بين الأطراف
والسيناريو الأكثر ترجيحاً على المدى القصير هو استمرار حالة من الهدوء الحذر القائم على توازنات القوى وتقاسم النفوذ المؤقت، ريثما تتضح ملامح التسوية السياسية الأوسع في البلاد
يبقى مستقبل حضرموت مرهوناً بمدى نجاح الوساطة السعودية في رأب الصدع بين حلفائها، وقدرة الأطراف المحلية على تغليب المصلحة العامة للمحافظة على التطلعات السياسية المتضاربة