ا.علي المعمري : عن إسناد الجيش في تعز ..دعوة لمجلس القياده
منذ 6 ساعات
ا
علي المعمري مرت سنوات طويلة على الحرب، كان يتوجب على وزارة الدفاع مأسسة جهودها واستيعاب مختلف احتياجات الجيش ومنح عنايتها أكثر لخطوط التماس والجبهات التي لم تتوقف عن مواجهة مليشيا الحوثي منذ بداية الحرب وعلى وجه الخصوص في محافظة تعز
هناك الكثير من القصور الذي كان يمكن تلافيه بالمزيد من الإهتمام والنظرة الشمولية للاوضاع العسكرية ومتطلبات المعركة واستحقاقات المواجهة مع المليشيا الحوثية، فالكل يعلم، وأكثر من يدرك ذلك العسكريون، أن تعز ظلت ساحة استنزاف، وحتى في وقت الهدن استمرت المليشيا بشن الهجمات، وكل كل يوم هناك شهداء فيما يتكبد المحور العسكري عناء المزيد من المصابين والجرحى والكثير من الالتزامات المتعلقة بالمعركة وهو ما يوجب رفده بموارد عسكرية ومادية متجددة
منذ الأشهر الأولى للحرب، كانت تعز السباقة في دمج المقاومة الشعبية في الجيش الوطني وتشكيل الألوية العسكرية والأجهزة الامنية تحت اشراف وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، وقد شرفتني الأقدار بأن كنتُ في موقع المحافظ، وقد سعينا منذ اللحظة الاولى خلف الحكومة ومقرات وبيوت الوزراء، لإكمال هذه المهمة ابتداء من ترقيم الأفراد واعتمادهم وصولاً الى توفير نفقات للجبهات والمحور العسكري، وبذل الجهد في كل اتجاه لتأسيس الإدارة المدنية والعسكرية من الصفر لحشد الامكانيات مستعينا بالرئاسة والحكومة الشرعية والتواصل مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وكانت تلك الخطوات التأسيسية مع العناية بجرحى الحرب، واحدة من المهام والواجبات التي نعتز بها باعتبارها أقل الواجب في وقت هذه المحنة التي دهمت بلادنا في صورة مليشيا الحوثي وانقلابها الدموي
بعد هذه الفترة الطويلة من عمر الحرب، من المفترض أن الاوضاع قد ترتبت وصارت أكثر انضباطاً ومسؤلية لا يحق للجيش أن يجبي موارد ضريبة القات أو أي موارد أخرى في الوضع الطبيعي، فمسؤولية الانفاق على موازنته واحتياجاته مهمة ومسؤولية وزارة الدفاع، غير أن الظرف الاستثنائي وعدم قيام الحكومة ووزارة الدفاع بمسؤولياتها يجعل من أي مورد محلي ملاذاً أخيراً، على أن يصب ذلك في صالح تحسين حياة منتسبي الجيش وتوفير الحد الادنى من الرعاية، فالأمر لا يتعلق بحقوق أفراد الجيش في العيش بكرامة فحسب، بل يتعلق بحماية محافظة كاملة ذاد عنها هؤلاء الأبطال طيلة عشر سنوات بمهجهم وأرواحهم وليس جديرا بنا سوى وضعهم في حدقات الأعين
يتعين على السلطة المحلية أن تتحمل مسؤولياتها في إسناد الجيش وبذل الجهد لدى الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي لتوفير احتياجاته في ظل هذا الوضع الاستثنائي وأن تكون عوناً للأبطال الذين يحمون ظهر المدينة على امتداد عشرات الجبهات والتصرف المسؤول والحكيم، إذ أن تعز ليست بحاجة للمزيد من المعارك الجانبية في وقت مازالت المليشيات تقف على أسوار المدينة، مستغلة الهدنة، وانخراط الحكومة في مساعي السلام، لشن المزيد من الهجمات والحرب والحصار على المدينة والمحافظة
أُطالب مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، بصفتي نائباً عن إحدى دوائر هذه المحافظة الباسلة، إيلاء محور تعز العسكري أهمية بالغة وتوفير مختلف احتياجات الجيش المادية والعسكرية، فتعز تخوض حرباً لم تتوقف منذ عشر سنوات رغم الهدن المعلنة، وهذه المليشيا الإرهابية تستغل حالة التراخي والانقسامات للضغط أكثر على الجبهات، ونحن على يقين أن ايمان مقاتلينا بعدالة قضيتهم ستكون الجدار الذي تتحطم عليها رؤوس هذه الحركة المليشياوية، وذلك يمثل دافعاً أكبر لمختلف السلطات لتوجيه مختلف أشكال الدعم للجيش