احمد عبدالملك المقرمي : معركة التحرير أو العبودية !
منذ يوم
احمد عبدالملك المقرمي أمام القيادة السياسية و الحكومة مهمتان وجوديتان، و بهما يقوم ما سواهما؛ و ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
أمام القيــادة السياسية القيـــام بفرض وجـوب التحــــرير، و القيام بهذا الفرض الضـــــرورة يُبَوِّئ مجلس القيـادة صهوة المجـد و الشـرف الوضيئ، و ما أظن أحدا منهم يزهد في هذا المجـــد التاريخي، و الشــرف الوضيئ ؛ ناهيك عن أن تحقيق التحـــــرير ـ و هو الهـدف الذي لا يسبقه أو يدانيه هدف ـ هو واجب مجلس القيادة الرئاسي بلا ريب، دون إعفاء بقية أركان و منظومة الدولة عن واجبهم
و على الاعتقاد الجازم بأن معركة التحرير كائنة ـ بلا شك ـ و سواء بدأتها مليشيا الحوثي أو الحكومةـ فالشــــــعب اليمني بأسـره مراقِبٌ سيــــاسي، و عسكـري، سيكون مــدركا تمــــام الإدراك مــدى جدية المجلــس مجتمعا، أو مدى جــدّية هذا العضو أو ذاك ، و مدى تراخي هذا أو ذلك، و سيُعرف تماما من بكى ممن تباكى،و من برز ممن توارى
إن جماعة الحوثي الإرهابية عينها في أن تلتهم البلاد، و قد تواصل عدوانها في أي وقت، و لها الحليف العقائدي، و حلفاء النكاية
و بالتالي فإن للقيـــــادة السياسيـــــة تحـالف الأخوة، و تحـالف الضــرورة المشتركة، الذي يأتي كخيـار استراتيجي يفرضه الحاضر، و يوجبه المستقبل، و يعرفه الخاص و العام
إن نجاح معركة التحرير، هو في الوقت نفسه تحرير موارد البلاد، و هنا تَمثُل المعـــــركة الخاصة بالحكومة في مكافحة الفساد و إبعاد المفسدين، و تطهير الجهاز الإداري منهم و ممن اندسـوا بغـرض خدمة الحوثي، أو بغـرض التمكين لأغـراضهم و منافعهم
و معركة الحكومة ضد الفساد معركة مجد كبير، و شرف عظيم لما لها من الأهمية البالغة
و معركة الحكومة هنا معركة شاقة، و لكن لا بد من خوضها بخطوات مدروســة مع ضــرورة الحــذر من أن يتمترس في ثناياها المندســون ،أو توجهها بلبلة الفـــارغين ، و العـاطلين ، و المستغلـين للفــرص على حســـاب الشــــرفاء ، و البـاذلين ، و المضحين
و لا ننسى، و لا نتغـــــافل عن واجــــــب القوى السياسيـة ، و الاجتماعية، و دورهما المطلوب، و أن تنهض بفاعلية و تعمل بجـدية نحو الخـــــــلاص، و أن تكونا سندا فاعلا في معـركة التحـــرير بعمل ميداني مشـاهد و ملموس بعيدا عن التنظير ، و التمني و طرح الفرضيات، و تقديم حظوظ النفس و الذات
لقد مَلّ الناس الحديث عن وحدة الصف الجمهوري ، و لهم كل الحــق في ذلك ، و هنـا يَمْثُل التحــــــدي أمـــــــام القوى السياسيـــة، و الاجتماعية في أن تَخْرج في صـــــف جمهوري عامل في الميدان لا في الأقوال، و هذا ما سيستعيدون به ثقة الجماهير ، فالتهـــــريج لا يُكْسِب ثقة ، و لا يُعطي مصداقية ، و إنما يُكتَسَب ذلك فعلا من قلب الميدان
و الشـــــعب في هذه الظـروف مراقب سياسي، و اجتماعي أيضا؛ و سيعرف من حضـر و من غـاب ، و من بذل ممن بخل، و من نزل الميــدان ممن بقي في منصة (البقبقة) و التهريج ؛ و الميدان خير الشاهدين
إننا أمام مفترق طرق، يدركه الجميع، و معــركتنا الحقيقية مع جماعة الإرهاب الحوثية، و هي المعــــركة الفيصل، و هي ميـدان البطــولة الحقيقية من قمة الهــرم إلى قاعدته ، و من يبحث عن بطــــــولات استعراضية سـهلة ، أدواتها التهــــريج و التبجح فهي أعمال على حساب المعركة الحقيقية، و تخدم الجماعة الإرهابية الحوثية