استمرار غياب الثقة بين أطراف الصراع في اليمن

منذ سنة

تعز-بشرى الحميدي :تصاعدت المخاوف من تصعيد جديد في الصراع اليمني، بعد عدد من الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثي، واستهدفت مواقع عسكرية حكومية في المنطقة العسكرية الخامسة، بالإضافة إلى الصواريخ التي سقطت في مأرب خلال الأيام الماضية

برغم المفاوضات السياسية التي تقودها سلطنة عمان والأمم المتحدة، إلا أن الهجمات الحوتية لم تتوقف طوال الأشهر الماضية في ظل استمرار غياب الثقة بين الأطراف المتحاربة في اليمن

العميد الركن، عدنان الصديق، قائد مدرسة القتال في المنطقة العسكرية الخامسة، قال لـ “المشاهد”: “الحوثي لم يلتزم بالهدنة طيلة الفترة الماضية، وهو مستمر في استفزاز قواتنا وإشعال بعض المواقع والجبهات ومنها المنطقة العسكرية الخامسة

هذه الجماعة لا يمكن أن تعيش خارج منطقة الحرب، وتعتبر الهدنة وعمليات السلام مهددات لوجودها”

يشير الصديق إلى أن مقاتلي الحوثي استمروا بمحاولات الاستفزاز لخلق مبررات إشعال الحرب، لكن القيادة العسكرية للقوات الحكومة تعمل جاهدة على منع إشعال المعارك حفاظا على أرواح ودماء المواطنين

الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد الركن محمد عبد الله الكميم، قال لـ “المشاهد”: “دائما ما تستغل جماعة الحوثي التزام الحكومة بالهدنة، وتستخدم هذه الجماعة سياسة المعارك المتقطعة، حتى تستطيع أن تتوسع على الأرض وتحقق المزيد من المكاسب في الوقت الذي تلتزم فيه القوات الحكومية بالتوجيهات العسكرية التي تهدف إلى خفض التصعيد”

يضيف: “الحوثي من بداية الهدنة لم يتوقف على الإطلاق في أي زمن وفي أي محافظة، وكان هناك زيارة لرئيس هيئة الأركان العامة إلى المنطقة الخامسة والمحاور الموجودة على صعدة حاولوا استهداف رئيس هيئة الأركان العامة والوفد المرافق له الشهر الماضي

تلك الهجمات دليل على أن الحوثي ليس جاهزا ولا مؤهل للسلام”

بحسب الكميم، تتعرض المنطقة العسكرية الخامسة، وبشكل شبه مستمر، لهجمات حوثية بالطائرات المسيرة والصواريخ في محاولة منه لاستهداف القوات والقيادات العسكرية اليمنية، حتى أنه استهدف القوات السعودية وقتل بعض الأفراد في الأيام الماضية، كما أنه استهدف القوات البحرينية، وهو يريد أن يجر اليمن إلى حرب جديدة

لم تصدر جماعة الحوثي بيانًا يؤكد هجومها على القوات الحكومية اليمنية في المنطقة العسكرية الخامسة، لكنها أعلنت عن إطلاقها لعدد من الصواريخ والمسيرات التي وجهتها إلى إسرائيل

في أواخر أكتوبر، أعلن المتحدث باسم قوات جماعة الحوثي، يحيى سريع، إطلاق “دفعة كبيرة من الصواريخ البالستية والمجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيرة على أهداف مختلفة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة”

وأضاف سريع: “كان لا بدَ للقوات المسلحة اليمنية أن تقومَ بواجبِها بالتوكلِ على الله وانتصارًا للمظلومية التاريخيِة للشعبِ الفلسطينيِ العزيز”

الهدنة من أجل المصالحالعقيد عبد الحفيظ الحذيفي، قيادي في اللواء 30 في محورالضالع يرى أن جماعة الحوثي تهدف إلى الاستفادة من الاتفاقيات، ولا تعير أي أهمية لأي اتفاقية إلا إذا كانت في صالحها، ولا يهمها مصلحة الشعب اليمني والدولة اليمنية

يضيف: “الحوثي يدرك أن توقف الجبهات يعني وقوعه في مأزق حقيقي مع الشعب الذي يطالب بحقوقه

تعيش الجماعة اليوم في أجواء احتفالية بعد أن أعلنت عن إطلاقها لمسيرات وصواريخ باتجاه إسرائيل، حيث وجدت الجماعة متنفسا كبيرا لتتغنى بالشعارات، والاستفادة مما يجري بقدر الإمكان”

تحدث قائد عسكري في الحكومة اليمنية مع “المشاهد”، وأعتبر الهدنة مجرد حبر على ورق لأن كل اتفاقيات الحوثيين منذ انقلابهم وسيطرتهم علي السلطة لم يتم الالتزام بها، حيث يعتمدون على المراوغة والمناورة للوصول إلى الحكم حسب مذهب الولي في عقيدتهم الشيعية

يضيف “أستغل الحوثي هذه الهدنة والمفاوضات في إعادة ترتيب صفوفه وتأمين احتياجات الحرب من ذخائر وأسلحة وغيرها، وكأنه يستعد لجولات قادمة وما هذه الهدنة إلا استراحة محارب فقط

المستفيد الأكثر من هذه الهدنة هو الجانب الحوثي الذي حقق من خلالها الكثير من النقاط أهمها تحييد التدخل المباشر لمدفعية وطيران التحالف الذي كان لهما دور كبير في تحييد تحركات وتعزيزات الحوثي القادمة من الداخل اليمني في مناطق سيطرة الحوثي، وقد أستغل ذلك في نقل وتعزيز جبهاته بمعدات وآليات مختلفة كان سابقا يعجز عن نقلها”

يعتقد القائد العسكري الحكومي أن الحوثي استطاع فرض بعض الشروط، مثل فتح مطار صنعاء، وإعادة فتح ميناء الحديدة أمام السفن التجارية لتوريد كل احتياجاته وتأمين محيط الحديدة جنوبا بموجب اتفاقية إستوكهولم

يختم حديثه لـ “المشاهد”، ويقول: “لم يتمكن المجلس الرئاسي حتى الآن من توحيد المكونات العسكرية تحت قيادة وزارة الدفاع والتوجه لتحرير صنعاء بالقوة، وسيستمر الحوثي في المراوغة وإضاعة فرص الحوار، وهذا الأمر يساعده على تثبيت حكمه القائم على اعتقاده إن له الحق الإلهي في الحكم”

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير