الأحزاب السياسية في اليمن…غياب الرؤية وتضارب الأهداف

منذ 4 أشهر

مأرب- إيمان البشاريفي 11 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أعلنت فروع الحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وحزب البعث العربي الاشتراكي القومي، في مأرب تعليق أنشطتها السياسية في ” التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية”

قال البيان الصحفي المشترك للثلاثة الأحزاب إنها “وقفت أمام مسيرة العمل السياسي المشترك في محافظة مأرب… وقرّرت تعليق كافة أنشطتها” ضمن مسمى أحزاب التحالف الوطني في المحافظة

حتى اليوم، لم يصدر عن تلك الأحزاب قرارًا بالتراجع، ويعد انسحابهم من أحزاب التحالف الوطني مؤشرًا للخلافات القائمة بين قيادات أحزاب التحالف الوطني في مأرب، وفقًا لمراقبين

وكان 16 حزباً وتنظيماً سياسياً، أبرزها المؤتمر والإصلاح والاشتراكي والناصري والبعث، قد أعلنت، في أبريل/نيسان 2019، على هامش انعقاد جلسة لمجلس النواب، عن إشهار تحالف سياسي داعم للشرعية واستعادة الدولة، وملتزم بالمرجعيات والثوابت الوطنية، باسم “التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية”

في تصريح سابق لوسائل الإعلام، قال أمين سرّ فرع التنظيم الناصري في مأرب علي بقلان إن “سبب تعليق العضوية في أحزاب التحالف الوطني في محافظة مأرب يعود إلى تجاوز الضوابط المنظّمة لأي عمل جماعي، وقلّة الاحترام من البعض، وهذا أحد العوامل المؤثرة في فضّ التحالفات بين القوى السياسية في اليمن…”وبعد اندلاع النزاع المسلح في اليمن، تراجع الدور السياسي لتلك الأحزاب، وأصبحت البلاد تحت سيطرة الجماعات المسلحة شمالًا وجنوبًا، في ظل الحضور العسكري والسياسي الهزيل للحكومة اليمنية

“التمسك بالتكوينات”عبدالله العنسي، باحث في العلوم السياسية، يقول لـ “المشاهد” إن انهيار الدولة يدفع الجماعات إلى التمسك بالتكوينات الأولية، سواء كانت طائفية أم قبلية أم دينية أم عرقية أم ثقافية أم مناطقية، مشيرًا إلى أن الأحزاب الرئيسية في الساحة اليمنية كانت تحت قيادات ذات طابع قبلي، ودورها في العملية السياسية كان محدودًا

يضيف العنسي: “قامت دولة اليمن الموحدة التي اعتمدت نظام قانون التعددية السياسية والحزبية؛ فظهرت عشرات الأحزاب بعضها قائم على نظرية فلسفية سياسية وبعضها قائم على فكرة القومية

كان حزب الإخوان المسلمين في اليمن (الإصلاح) داعما للنظام الحاكم بالرغم من أنه أحد أحزاب المعارضة والتي من المفترض أن لديها رؤية مختلفة لإدارة البلد، حدثت هذه المفارقة في العمل السياسي لأن زعيم حزب المعارضة كان شيخًا قبليًا

وبالتالي، طبيعة المجتمع المستضيف لأي فكرة أو أيدلوجية لها دور مهم في تحديد طريقة التفاعل مع الفكرة

”لعبت الأحزاب السياسية في اليمن دورًا مهمًا في العملية السياسية اليمنية قبل اندلاع الحرب في العام 2015، واستطاعت خلق تحالفًا واسعًا لمعارضة الرئيس السابق علي عبدالله صالح

 وساهمت الأحزاب السياسية في وضع تصور مدني ومؤسساتي لليمن في مؤتمر الحوار الوطني في العام 2013

  وبعد اندلاع النزاع المسلح في اليمن، تراجع الدور السياسي لتلك الأحزاب، وأصبحت البلاد تحت سيطرة الجماعات المسلحة شمالًا وجنوبًا، في ظل الحضور العسكري والسياسي الهزيل للحكومة اليمنية

عبدالله العنسي، باحث في العلوم السياسية، يقول لـ “المشاهد” إن انهيار الدولة يدفع الجماعات إلى التمسك بالتكوينات الأولية، سواء كانت طائفية أم قبلية أم دينية أم عرقية أم ثقافية أم مناطقية

العمل السياسي ووجود الدولةفخر العزب، عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، يقول لـ “المشاهد” إن العمل السياسي يقتضي وجود دولة حقيقية لكي تتمكن الأحزاب السياسية من ممارسة نشاطها والقيام بأدوارها

 يشير العزب إلى أن سقوط الدولة في صنعاء في سبتمبر 2014 أدى إلى انهيار العديد من الأحزاب السياسية، إذ باتت جماعة الحوثي (أنصار الله) تتحكم بالمشهد على امتداد اليمن، ولم يعد هناك نشاط حزبي هامشي سوى في تعز ومأرب

يضيف العزب: “معظم قيادات الصف الأول للأحزاب السياسية تعيش في الخارج، هذا الأمر تسبب بعدم قدرة الأحزاب على ممارسة نشاطها بشكل طبيعي، وبالتالي باتت التحالفات الحزبية مجرد مسميات لإصدار البيانات بين الحين والآخر، دون أن يكون لهذه التحالفات تواجد على أرض الواقع

”توجد تباينات إيديولوجية كبيرة بين الأحزاب السياسية اليمنية، وتختلف في مواقفها بشأن القضايا الهامة، مثل الموقف من الدولة وشكلها، والموقف من الثورة والانقلاب وغيرها من القضايا، وفقًا للعزب

وتبدو التحالفات السياسية في اليمن كوسيلة لتقاسم بعض المواقع المهمة في السلطة، واستجابة لأجندات بعض القوى الإقليمية، ولا تمثل هذه التحالفات سياسات وتوجهات الأحزاب الحقيقية في البلاد

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير