الأسواق الشعبية بصنعاء… فرص عمل ومنتجات بسعر أقل
منذ 7 أشهر
صنعاء- إبراهيم يحيى تنتشر الأسواق الشعبية في صنعاء، وتبدو مزدحمة بالباعة والمتسوقين معظم أيام الأسبوع
في الوقت الذي يجد الباعة فرصة عمل في هذه الأسواق، يقبل المتسوقون على شراء العديد من المنتجات، بخاصة الفواكه والخضروات بأسعار معقولة
أم جمال، 65 عامًا، ربة منزل، تقول لـ “المشاهد”: “أذهب أسبوعيًا إلى سوق الاثنين في حي التلفزيون بصنعاء، وأشتري الخضروات، مثل الطماطم والبطاط والبصل
أجد السعر أرخص، مثلًا، سعر الكيلو البطاط ب 500 ريال في المحال القريبة من منزلي، لكن سعر الكيلو في سوق الاثنين قد يصل إلى 300 ريال أو أقل
هذا الأمر يدفعني إلى التسوق من هذا المكان كل أسبوع
”تسكن سعاد عبد الرحمن، 50 عامًا، في مديرية معين بأمانة العاصمة
تفضل سعاد الذهاب إلى سوق الثلاثاء في حي السنينة لشراء المواد الغذائية التي تحتاج إليها أسرتها المكونة من ثمانية أفراد
تقول لـ “المشاهد”: “أشتري الحبوب البلدي، مثل الذرة والدخن والشعير والبر، حيث يفضل زوجي وأبنائي عمل الأكلات من الحبوب المحلية لاحتوائها على عناصر غذائية عالية، وتتميز الحبوب المحلية بمذاقها الفريد
”تضيف: “أشتري أيضًا حبوب الفاصوليا والفول، حيث نقوم بطباختها في المنزل باعتبارها اقتصادية، وأرخص بكثير من الفاصوليا المعلبة، ونتناولها في وجبتي الصبوح والعشاء
”محمد البنوس، موظف حكومي في صنعاء، يفضل التسوق من سوق الأحد في حي الروضة بأمانة العاصمة، ويرى أن المنتجات، بخاصة الفواكه والخضروات، تباع بسعر معقول في الأسواق الشعبية
يقول محمد لـ “المشاهد”: “أذهب أسبوعيًا إلى سوق الأحد، لشراء الاحتياجات الأساسية، وأرى أن الأسعار في مثل هذه الأسواق أفضل بكثير من أسعار المحال الأخرى
في موسم الرمان مثلًا، يعرض الباعة هنا ثلاثة كيلو بألف ريال، والجودة مضمونة، لكن السعر أماكن أخرى قد يصل إلى 700 ريال للكيلو الواحد
”الهروب من البطالةتخرج عاصم السدح في الجامعة منذ خمسة أعوام، وحصل على شهادة جامعية في تخصص الاقتصاد والتجارة
لكنه لم يجد عملًا في مجال تخصصه
بعد ذلك، قرر أن يعتمد على نفسه، ويبدأ العمل في شراء وبيع الأدوات المنزلية في بعض الأسواق الشعبية في صنعاء، وبهذه الخطوة، تمكن من التخلص من البطالة
يضيف عاصم لـ “المشاهد”: “أبيع الأدوات المنزلية في الأسواق الشعبية في صنعاء منذ شهور
العمل جيد، وحققت أرباحًا معقولة منذ بدء عملي في هذا المجال
وأنصح الشباب الجامعيين بالعمل في التجارة، لأن في التجارة رزق كبير
”قبل سنوات، نزح أحمد مرزوق،41 عامًا، من الحديدة إلى صنعاء بسبب الحرب التي شهدتها بعض المناطق في الحديدة
بعد وصوله إلى صنعاء، عمل أحمد في العديد من المهن بأجر يومي
وفي الأشهر الأخيرة، بدأ في شراء وبيع بعض الأجهزة الكهربائية الصغيرة، مثل جهاز تدليك، الجسم في العديد من الأسواق بصنعاء
يقول أحمد لـ “المشاهد”: “في بعض الأسواق الأسبوعية الشعبية، أبيع في اليوم الواحد من 5 إلى 8 أجهزة تدليك، ويصل سعر الجهاز من 1000 إلى1500 ريال
هذا أفضل من البقاء دون عمل
”يضيف لـ “المشاهد”: “كانت هذه الأسواق الأسبوعية مقتصرة على الأرياف والقرى، حيث كان يقبل عليها الريفيين لشراء احتياجاتهم، بدلًا عن الذهاب إلى المدينة
لكنها الآن انتشرت في العاصمة صنعاء أيضًا
” سبب انتشار الأسواق الأسبوعيةمحمد النود، محلل اقتصادي في صنعاء، يشير إلى الأسواق الأسبوعية انتشرت بشكل كبير خلال الست السنوات الماضية، وذلك بسبب الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، بالإضافة إلى انقطاع رواتب موظفي القطاع العام وتسريح الكثير من العاملين في القطاع الخاص
تشير تقارير دولية إلى أن اليمن شهد بين عامي 2015 و2023 انخفاضاً بنسبة 54% في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي الحقيقي، مما تترك أغلب اليمنيين في دائرة الفقر
ولا يزال الاقتصاد اليمني يواجه عقبات كبيرة، حيث يؤدي الصراع المستمر والتوترات الإقليمية إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والإنسانية التي تعانيها البلاد
يضيف لـ “المشاهد”: “كانت هذه الأسواق الأسبوعية مقتصرة على الأرياف والقرى، حيث كان يقبل عليها الريفيين لشراء احتياجاتهم، بدلًا عن الذهاب إلى المدينة
لكنها الآن انتشرت في العاصمة صنعاء أيضًا
” يعتقد النود إن إقبال الناس على الأسواق الشعبية يعود إلى تراجع الوضع المالي للأسر وضعف القدرة الشرائية للمواطنين الذين يبحثون عن المنتجات الغذائية المحلية التي تباع بسعر أقل
يختم حديثه، ويقول: “خلقت الأسواق الأسبوعية الشعبية في صنعاء فرص عمل لعشرات الشباب الذين يعملون في بيع مختلف البضائع والاعتماد على أنفسهم من خلال برأس مال بسيط، حيث يقومون بشراء بعض المنتجات التي يحتاج إليها الناس باستمرار ويقبلون بلربح القليل، فيستفيدون ويفيدون بقية المواطنين
”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير