الألعاب الشعبية ودمجها في الأنشطة المدرسية
منذ سنة
تعز – نجوى حسن :الألعاب الشعبية اليمنية القديمة من أهم الموروث الثقافي اللامادي والذي تراجع الاهتمام به من قبل الأسر والأطفال وربما لم يعد هناك حضور لهذه الألعاب إلا بشكل ضئيل في القرى الريفية وهذا يعني حسب محمد فرحان مدير مشروع ألعابي من الموروث الثقافي اللامادي أن هذا الموروث مهدد بالتلاشي والاختفاء من ثقافة الأطفال الترفيهية في محافظة تعز تحديدًا ولهذا كما يؤكد بدأ تنفيذ مشروع الحفاظ على هذا الموروث قبل أكثر من ثلاث سنوات في مدينة تعز كمرحلة أولى والمرحلة الثانية كانت بداية العام الجاري وتمثلت في توثيق مجموعة من الألعاب القديمة حسب تعبيره بطريقة تعليمية مكتوبة ومصورة
وأضاف في حديثه لـ”المشاهد” أن الحفاظ على هذا الموروث هو من خلال إحيائه وتعليمه للأطفال وجعل هذا الموروث الترفيهي من اهتمامات الأسر والمدارس من خلال دمج هذا الموروث “الألعاب الشعبية” في الأنشطة المدرسية
ولهذا كما يقول فرحان تم تدريب مسؤولات الأنشطة المدرسية في ثلاث مدارس في مدينة تعز على طرق دمج هذه الألعاب ضمن الأنشطة المدرسية لما لها من أهمية تنمي عدة مهارات رياضية ذهنية وسلوكية للأطفال
وفي هذا السياق تقول مسؤولة الأنشطة بمدرسة الشهيد عبده محمد راجح في محافظة تعز أميرة أحمد لـ”المشاهد” إن “المدرسة وظفت الألعاب الشعبية في الصفوف الأولى من مراحل التعليم الدراسي قدر المستطاع، وذلك بعد أن تلقت مسؤولات الأنشطة تأهيلًا وتدريبًا من مركز مشاقر”
وأضافت أن قيام الأطفال بتعلم هذه الألعاب وتطبيقها في حصص الأنشطة شيء مهم ويعمل على التعزيز النفسي للأطفال
وتقول أميرة “أن الألعاب الشعبية أعطت الطلاب طابعًا تعاونيًا ثقافيًا، وروحًا من التعاون وتقوية الروابط الأخوية، على عكس الألعاب الإلكترونية الحديثة التي قد تكسب الطلاب صفات سلبية”
ودمج الأنشطة الشعبية في المدارس وتنظيمها بشكل مستمر، حسب تعبيرها يسهم في الحفاظ على الموروث الشعبي من الاندثار
الحفاظ على الموروث الشعبيالألعاب الشعبية هي جزء أصيل من هوية المجتمع اليمني الاجتماعية والثقافية والحفاظ عليه يعني الحفاظ على هوية ثقافية مهمة للمجتمع
ويعلق نائب مدير الآثار بمحافظة تعز، أحمد جسار، في حديثه لـ”المشاهد” على أن الحفاظ على هذا الموروث يعني الحفاظ على جزء من هوية الوطن وثقافته، وأضاف “واجب علينا الحفاظ عليها، وذلك عن طريق دمجها في التعليم الدراسي، حتى لا تندثر وتبقى خالدة في وجدان الأجيال القادمة”
ويتابع جسار “أن وسائل التعليم في المدارس تعتبر من أهم أصول الحفاظ على الموروث الشعبي، وعلى أي أمة أن تحرص على تعليم أبنائها في المدارس تلك الهوية الوطنية وتثقيفهم بالموروث الشعبي، من أجل الحفاظ عليه من الاندثار”
وأشار جسار إلى أن التوعية بخطورة تلاشي الموروث الشعبي “الألعاب الشعبية” هي السبيل الأمثل للحفاظ عليه، من خلال وسائل الإعلام ودمجها في البرامج المدرسية حسب تعبيره
المدرسة ركيزة أساسية لبناء المجتمع، لذا فهي تلعب دورًا مهمًا في تنفيذ الأنشطة، ومن أهم هذه الأنشطة دمج الموروث الشعبي، وذلك لضمان استمراريته وحفظ الهوية الثقافية للمجتمع
وفي ذات السياق تقول أميرة في حديثها لـ” المشاهد” “إن الأنشطة الشعبية هي جزء من التراث الثقافي للمجتمع، ويجب أن يتم الحفاظ عليها ونشرها بين الأجيال القادمة، ولذلك، يتم نقلها من المدارس إلى المنزل والحي الذي يعيش فيه الطلاب، وذلك لجعلها أكثر انتشارًا ووصولًا إلى المجتمع”
أكدت أميرة على أهمية تعليم الطلاب الألعاب الشعبية القديمة، وذلك لما لها من أهمية في تنمية مهاراتهم ومعرفة تراثهم الثقافي، كما أن ممارسة هذه الألعاب لها تأثير إيجابي على أنماط شخصية بعض الطلاب
وعبرت أميرة “أن الألعاب الشعبية تمنح الطلاب مرحًا وترويحًا عن النفس، وتساعدهم على الابتعاد عن العزلة والانطواء، كما أنها تنمي لديهم روح التعاون والمشاركة، وتعزز لديهم المهارات الرياضية والعقلية”
الطالبة سندس عبد الكافي، طالبة في مدرسة الشهيد عبده محمد راجح تقول في حديثها لـ”المشاهد”، إنها استفادت من ألعاب الأنشطة الشعبية في عدة مجالات، منها الابتعاد عن العزلة والانطواء، والترفيه عن النفس والاستمتاع بوقت الفراغ، واكتساب خبرة الحساب الذهني، والنظر إلى الناس بصورة واسعة، وتقبل الخسارة بروح رياضية، وتنمية القدرات البدنية والذهنية حسب تعبيرها
تشدد أميرة على أهمية عمل خطة دراسية لتوزيع أنشطة الألعاب الشعبية على كافة المدارس في محافظة تعز
يشار إلى أن هناك العشرات من الألعاب الشعبية تختلف من منطقة يمنية إلى أخرى لم يتم توثيق إلا القليل منها
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير