الإخفاء القسري “آداة حربٍ لإسكات الخصوم”
منذ 2 أيام
عدن – بديع سلطانمرّ اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري، 30 أغسطس، واليمن يعيش مأساةً إنسانية
حيث يقبع مئات اليمنيين، خلف قضبان المعتقلات التابعة لأطراف الصراع
وهو ما تحدثت عنه كيانات مجتمعية ومراكز حقوقية متخصصة، داخل اليمن وخارجه، لـ”المشاهد”، مطالبةً بالكشف عن مصير المخفيين
ففي ندوةٍ إلكترونية، نظمتها رابطة أمهات المختطفين بمحافظة تعز، بهذه المناسبة، أماطت فيها اللثام عن أعداد المخفيين قسرًا في اليمن
وشارك في الندوة بعض الناجين من الإخفاء القسري، وأهالي المختطفين وحقوقيون
وقالت إنه تم رصد 210 حالات إخفاء قسري، منها 155 مخفيًا قسرًا لدى جماعة الحوثي
بالإضافة إلى 63 لدى المجلس الانتقالي، و7 لدى الحكومة الشرعية، و12 مخفيًا قسرًا في سجون المقاومة الوطنية بالساحل الغربي
وتطرقت الندوة إلى ممارسات الإخفاء القسري من قبل أطراف الصراع منذ عام 2014
واعتبار الإخفاء أداةً للحرب؛ بهدف إسكات الأصوات والقضاء على الخصوم دون محاكمة عادلة
وفي ذات السياق، أشارت رابطة أمهات المختطفين، إلى أنها بصدد مخاطبة الرعاة الدوليين لمحادثات السلام لإدراج ملف المخفيين باليمن
وجعل هذا الملف أولويةً قصوى لإنهاء الصراع
داعيةً إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في هذه الانتهاكات باليمن
إلى ذلك، كشفت الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، أن جماعة الحوثي اختطفت نحو مائتي مواطن خلال الشهرين الماضيين
معتبرةً ذلك “تصعيدًا لوتيرة القمع والانتهاكات بحق المدنيين في مناطق سيطرتها”
وأوضح رئيس الهيئة رضوان مسعود أن من بين المختطفين أكاديميين ومعلمين وأطباء وطلابًا
جرى اقتيادهم إلى سجونٍ سرية في ظروف غامضة ودون أي إجراءات قانونية
مسعود لفت إلى أن أغلب حالات الاختطاف تمت على خلفيات سياسية أو بتهم ملفقة
وتهدف إلى إسكات الأصوات الحرة والرافضة لسياسات جماعة الحوثي
وأوضح أن هذه الحملة الواسعة من الاعتقالات تمثل “نهجًا متعمدًا” من الحوثيين لـ”إرهاب المجتمع وفرض مزيد من السيطرة”، حد تعبيره
ودعا رئيس الهيئة الوطنية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التحرك العاجل للضغط على الحوثيين لوقف هذه الانتهاكات والإفراج عن كافة المختطفين والمخفيين قسراً، محمّلاً الجماعة المسؤولية الكاملة عن سلامة المحتجزين
فيما، طالب المركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، المجتمع الدولي بالضغط على جماعة الحوثي؛ للكشف عن مصير المخفيين قسرًا وضمان الإفراج عنهم
مستنكرًا الصمت الدولي حيال ذلك والذي قال إن هذا الصمت “يكرس الإفلات من العقاب”
وأضاف برمان، لـ”المشاهد: “لقد تابع المركز الأمريكي للعدالة عن قرب عددًا من الحالات التي تعكس حجم المأساة الإنسانية في اليمن
مذكرًا بما وثقه فريقه وما أوردته التقارير الدولية الصادرة عن المنظمات الحقوقية مثل العفو الدولية وغيرها من المنظمات
تحدثت جميعها أن جماعة الحوثي ارتكبت عدة مئات من الانتهاكات في اليمن”
حيث تشير الأرقام الموثقة بأن اليمن شهد أكثر من 1200 حالة اختفاء قسري بين عامي 2014 وأوائل عام 2023
في ظل أن الأرقام الحقيقية والحالات تتجاوز ما تم رصده بكثير، بحسب برمان
وقال رئيس المركز: “في اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، يجدد المركز الأمريكي للعدالة التزامه بالوقوف مع الضحايا وعائلاتهم”
وأشار برمان إلى أن الأهالي يعيشون معاناةً قاسية بين الألم والأمل في معرفة مصير أحبائهم
لافتًا إلى أن الاختفاء القسري لا زال يمثل واحدًا من أبشع الانتهاكات التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان
ويسلب الضحايا حريتهم وحقوقهم الأساسية، وتبقى أسرهم في دوامة انتظار مرير يفتك بإنسانيتهم
جدد الاتحاد الأوروبي، تضامنه مع ضحايا الاختفاء القسري والمفقودين في اليمن
داعيًا إلى كشف الحقيقة وتحقيق العدالة وضمان المساءلة، والإفراج الفوري عن جميع المحتجزين بشكل غير قانوني
جاء ذلك بحسب بيان لوفد الاتحاد الأوروبي في اليمن، نشره على منصة “إكس” بمناسبة اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري
وتابع: “نقف متضامنين مع جميع المخفيين قسرًا والمفقودين في اليمن”
ودعا الاتحاد إلى الحقيقة والعدالة وضمان المساءلة، والإفراج الفوري عن جميع المحتجزين بصورة غير قانونية
محملًا جماعة الحوثي النصيب الأكبر من الانتهاكات، وسط مطالبات متواصلة بالكشف عن مصير المخفيين لدى مختلف أطراف النزاع
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير