الاحتفاء الحوثي بالثورة.. فرح كاذب وتقيَّة مفضوحة

منذ 2 ساعات

مع حلول ذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة في كل عام، تحرص مليشيا الحوثي الانقلابية التي تحمل مشروعاً أيديولوجياً مناقضاً لمبادئ الثورة على إقامة احتفالات رسمية محدودة وشكلية في صنعاء

وفي الوقت ذاته، تنفذ المليشيا موجة من القمع والاعتقالات العنيفة تستهدف السكان والناشطين والكتَّاب، لمجرد رفعهم للعلم الجمهوري أو التعبير عن تمسكهم بمكتسبات الثورة

هذا التناقض يكشف حقيقة واحدة هي محاولة مليشيا الحوثي احتواء الثورة التي أطاحت بأسلافها من الأئمة، لكنها لا تستطيع إخفاء قلقها العميق من أحفاد الزبيري وعبدالمغني

فالمليشيا ترى في كل ومضة احتفال بثورة 26 سبتمبر خنجراً يطعن في صميم مشروعها الظلامي

موجة القمع والاختطاف والاحتفاء الباهت في صنعاء، والظهور المرتبك للقيادي المشاط في خطابه عشية الذكرى، هي مؤشرات على قلق الحوثي الكبير من الثورة المجيدة، وجُبن الجماعة عن مواجهة الشعب ومصارحته بعدائها للثورة

تأمل المليشيا الحوثية مع عامل الوقت انتزاع شعلة 26 سبتمبر من أفئدة الأجيال، لكن النتائج على الأرض تأتي مغايرة لرغبتها

فـالاحتفالات الشعبية الكبيرة في المحافظات، حتى تلك التي تسيطر عليها المليشيا، رسائل شعبية بأن الإمامة عورة مكشوفة مفضوحة وستندثر

احتفاء باهتعشية الذكرى الثالثة والستين لثورة 26 سبتمبر، قدمت مليشيا الحوثي في صنعاء ما بدا وكأنه محاولة باهتة لـ الاحتفال

يوم الخميس الماضي، لم تشهد العاصمة سوى عرض كشفي هزيل شارك فيه العشرات من الشباب فقط، وتولى الإشراف عليه مسؤول من الصف الثاني، هو نبيه ناصر، نائب وزير الشباب والرياضة في حكومة الجماعة غير المعترف بها

اللافت أن هذا العرض غابت عنه قيادات الصف الأول في المليشيا، تجنباً لإيقاد الشعلة التقليدية للثورة

هذا الاحتفاء الخجول والمفرغ من الرمزية، جاء على النقيض تماماً من المقاومة الشعبية الصامتة لسكان العاصمة صنعاء، الذين قاطعوا الفعالية ليؤكدوا أن الجمهورية تظل في وجدانهم، بعيداً عن أي محاولات حوثية لاستعارة رمزيتها

نفاق مفضوحوزير الأوقاف والإرشاد، الشيخ الدكتور محمد بن عيضة شبيبة، قال إن الخطاب الذي ألقاه مهدي المشاط عشية ذكرى ثورة 26 سبتمبر يمثل قمة النفاق السياسي، وإن لغة المشاط وتفضيلاته في الأوصاف كشفت حقيقة موقف جماعة الحوثي المناهض للجمهورية

وفي منصة إكس، قال الوزير: أُجبر المشاط على إلقاء خطاب عن ثورة 26 سبتمبر المجيدة، ولأن موقفه الحقيقي كاذب في محبته لهذه الثورة، فقد خانته لغة القول وفضحته أمام الشعب اليمني

وأشار الوزير إلى ملاحظة دقيقة في خطاب المشاط، حيث قال: لم يصف المشاط الثورة بأي وصف فيه ثناء أو مدح، فلم يقل (مجيدة) ولا (مباركة) ولا (خالدة) ولا (عظيمة)، رغم تكرار ورود اسم الثورة على لسانه كثيراً

وأضاف: بالمقابل، عندما ذكر نكبتهم (في إشارة إلى يوم الانقلاب) 21 سبتمبر في ذات الخطاب، فإنه وصفها بـ (المجيدة)!

وأكد وزير الأوقاف أن هذا التناقض اللغوي يكشف المأزق الأيديولوجي للحوثيين: هم يحتفلون ويخطبون عن ثورة 26 سبتمبر نفاقاً لا اعتقاداً، وهنا يفضحهم لحن القول مهما حاولوا التستر والمناورة

وختم الوزير تصريحه بالتأكيد على الموقف الجمهوري الراسخ: عاشت ثورة 26 سبتمبر عظيمة، مباركة، مجيدة، خالدة، وستكسر كل أحلامهم بإعادة نظام الإمامة الكهنوتي إلى اليمن

فرح كاذبمن جهته، وجه المسؤول الحكومي السابق مطيع دماج رسالة نارية إلى جماعة الحوثي، مؤكداً أن الموقف الشعبي المتمسك بـ سبتمبر هو إعلان صريح بأن الجماعة هي عدو اليمنيين

وفي تصريح له، قال دماج إن مظاهر الاحتفال والمقاطعة الشعبية هي وسيلة اليمنيين لإبلاغ الحوثيين: بكل وسيلة متاحة، يخبركم هذا الشعب أنكم أعداؤه

يفرح ويبتهج حيث تحزنون، ويسخر ويهزأ حين تحتفلون

ووصف دماج محاولات الجماعة للاحتفال بذكرى الثورة بأنها فرح كاذب يكشف عن جبنهم وتواريهم وراء النفاق، مضيفاً: يدرك الشعب زيف وجودكم حين يراكم تُوارون غيظكم وضغائنكم وراء فرح كاذب

يلمس مدى جبنكم – أنتم الذين في أيديكم الموت والنار – في عجزكم عن الإفصاح عن حقيقة مشاريعكم وأهدافكم

وختم دماج رسالته بالتأكيد على أن الاحتفال هو تجديد للعهد الجمهوري: هذا عيدنا وموعدنا وعهدنا