الاحتفاء الشعبي بثورة 26 سبتمبر يقلق مليشيا الحوثي.. لماذا؟

منذ 2 ساعات

مع حلول الذكرى الـ63 للثورة، التي أطاحت بالنظام الإمامي الكهنوتي وأعلنت ميلاد الجمهورية اليمنية، تتجدد مظاهر الاحتفاء الشعبي على نحو أربك مليشيات الحوثي الإرهابية، التي ترى في ثورة 26 سبتمبر تهديدًا مباشرًا لمشروعها السلالي الهادف إلى إعادة إنتاج الإمامة بثوب جديد

وشهدت العديد من المدن اليمنية خلال الأيام الماضية مظاهر احتفاء شعبية لافتة، امتدت من تزيين الشوارع ورفع أعلام الجمهورية إلى التعبير بكل الوسائل الممكنة وترديد الأناشيد الوطنية، غير أنّ هذا الزخم الشعبي لم يمرّ بهدوء في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، التي سارعت إلى اتخاذ إجراءات مشددة في محاولة لكبح هذه الموجة الوطنية

وأبدت مليشيا الحوثي قلقًا واضحًا أمام هذا الزخم الشعبي، فقد شرعت باعتقال كل من يبيع الأعلام الوطنية أو يردد الأهازيج الثورية، وفرضت على المدارس تنظيم فعاليات تمجّد نكبة 21 سبتمبر كبديل عن ذكرى ثورة 26 سبتمبر الأم

حقد على الثورةكما أنّ المليشيات صادرت أعلام الجمهورية من المحلات التجارية، واعتقلت عددًا من الشباب في صنعاء وعدة مدن في مناطق سيطرتها بتهمة إثارة الفوضى بعد أن عزموا على الاحتفال بالذكرى الـ63 من ثورة سبتمبر المجيدة، وعكست هذه الإجراءات حالة من الرعب لدى الجماعة من أي إحياء شعبي لذاكرة سبتمبر

يقول عبدالوهاب البركاني، وهو ناشط اجتماعي تعرّض لمحاولة اعتقال أثناء مروره بسيارته وعليها العلم الوطني:إنّ إرهاب المليشيات الحوثية يكمن في حقدها على ثورة 26 سبتمبر، خاصةً مع طول فترة الحرب التي فضحت هذه الجماعة الإمامية على حقيقتها، ومع مرور السنوات خبر الناس مشروعها الرجعي الكهنوتي من خلال تعاملها مع المظاهر الوطنية

وأضاف البركاني لـ العاصمة أونلاين: الجماعة صادرت العلم الذي كان مرفوعًا في سيارتي، وكادت أن تعتقلني بتهمة التحريض على نكبة 21 سبتمبر، لأنهم يدركون أن ثورتهم المزعومة تقوم على نقيض ثورتنا الأم، ثورة السادس والعشرين من سبتمبر

الاحتفاء تذكيرًا بجرائم الإمامةيقول الباحث في التاريخ اليمني العقيد خالد الفرح: إن ثورة 26 سبتمبر لم تكن مجرد حدث سياسي، بل مثلت لحظة تحوّل جذري في مسار المجتمع اليمني، أخرجته من عزلة القرون إلى بوابة الدولة الحديثة

وأضاف في حديثه لـ العاصمة أونلاين: أي احتفاء شعبي بسبتمبر يعني تذكيرًا متجددًا بجرائم الإمامة التي يسعى الحوثيون اليوم لإعادة إنتاجها، وهذا ما يفسر حالة التوجس والقلق لديهم من أي مظاهر احتفاء بهذه الثورة العظيمة في العاصمة المحتلة صنعاء، ومناطق سيطرتهم

وأشار إلى أنّ سبتمبر يمثل نقيضًا مباشرًا لمشروعهم الكهنوتي، وقال: إنّ الثورة قامت ضد الإمامة، بينما المليشيات الحوثية هي الامتداد الطبيعي لذلك النظام، عبر تكريس الولاية وحصر السلطة في السلالة، لذلك فإن أي احتفاء بسبتمبر يعني إدانة ضمنية لمشروعهم

وبينما تحاول المليشيات الحوثية إخماد أي احتفال، يتجدد العهد الشعبي بتمجيد سبتمبر كرمز للتحرر ومواجهة الاستعباد، وتزداد قناعة المواطنين بتمسكهم بسبتمبر ورفض فكر هذه الجماعة

واختتم الباحث العقيد خالد الفرح حديثه لـ العاصمة أونلاين بالقول: إنّ كل مظاهر الاحتفاء في سبتمبر، وكل علم يُرفع، وكل نشيد يُردد، هو رسالة تحدٍ تقول إن ذاكرة اليمنيين أقوى من أي مشروع سلالي، وإن الجمهورية فكرة لم تمت