الاحتفال بالمولد النبوي… مناسبة تثير الجدل في اليمن
منذ 7 أشهر
تعز- عدي الدخينيتتعدد المناسبات الدينية والوطنية في اليمن، ويبدي المواطنون حيال تلك المناسبات آراء متباينة وتفسيرات عدة
منذ أيام، بدأت جماعة أنصار الله (الحوثيين) الاستعداد للاحتفال بالمولد النبوي في المحافظات التي تحت سيطرتها، وفرضت الكثير من الإجراءات على المحال التجارية وملاك البيوت، مثل تركيب الإضاءة الخضراء والملصقات التي تمجد الاحتفال بهذه المناسبة
في الوقت الذي يقول مناصرو الجماعة إن الاحتفال بالمولد النبوي لا يعد خطئية أو مخالفة لقيم الإسلام، يرى آخرون أن الجماعة تستغل هذه المناسبة لجمع الأموال من التجار ونشر الأفكار التي تعزز من سلطتها في المناطق الخاضعة لها
ومع اقتراب موعد الاحتفال بالمولد النبوي الذي يصادف 12 من ربيع الأول في كل عام، تقوم الجماعة بإرسال التوجيهات لمالكي المحال والمنشآت التجارية بطلاء واجهات محلاتهم باللون الأخضر، بالإضافة إلى وضع الإضاءات الخضراء في الشوارع وفوق البيوت
وأعلنت وزارة الخدمة المدنية في صنعاء لجميع موظفي وحدات الخدمة العامة للجهاز الإداري للدولة والقطاعين العام والمختلط أن يوم الأحد المقبل ١٢ ربيع الأول ١٤٤٦هـ الموافق ١٥ سبتمبر ٢٠٢٤ إجازة رسمية بمناسبة ذكرى المولد النبوي
نشوان، صاحب محل تجاري بمدينة الحوبان في تعز، يقول لـ “المشاهد” إن مسؤولين من جماعة الحوثي طلبوا مبالغ مالية من مالكي المحال التجارية، دعمًا للاحتفال بالمولد النبوي، ويدفع كل محل مبلع يتراوح من 70 إلى 100 ألف ريال بالعملة القديم
يضيف نشوان: “تكلف الجماعة أحد مشرفيها بنشر تعميم لكل المحال التجارية، ويوجههم بطلاء واجهات محالهم باللون الأخضر، ووضع لمبات خضراء، إلى جانب المبالغ المالية التي تفرضها على كل مالك محل تجاري
”يرى نشوان أن الاحتفال بالمولد النبوي قد يكون أمرًا مستحبًا، لكنه يعبر عن استياءه من المبالغة في الاحتفال بهذه المناسبة، ويرفض الإجراءات التي تُفرض على التجار دون وجه حق
ويشير إلى أن المبالغ المالية الضخمة التي تصرفها الجماعة على هذه المناسبة لا تعود بالنفع على المجتمع في الوقت الذي يعاني الملايين من اليمنيين الفقر والمجاعة، ويحتاجون إلى مساعدات طارئة لإنقاذهم من الجوع والمرض
عبد الجليل، صاحب محل “عبايات” في صنعاء، يقول إن الاحتفال بالمولد النبوي مناسبة دينية لتعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية والتسامح، والحب لرسول الله، لكنها أصبحت وسيلة لاستغلال التجار وزيادة الأعباء المالية عليهم بالجبايات
في حديثه لـ “المشاهد”، يقول عبد الجليل: “يفرض علينا مشرفو الجماعة مبالغ مالية بطريقة تعسفية، ويستغلون مناسبة المولد النبوي لفرض مزيدًا من الأعباء المالية علينا
”الاهتمام بالاحتفالات وتجاهل حقوق الموظفينفي ظل انقطاع رواتب الموظفين بمناطق سيطرة الحوثيين، يقول موظفون حكوميون لم يتسلموا رواتبهم منذ العام 2016 إن الجماعة تخصص مبالغ ضخمة من المال العام لإقامة العديد من المهرجانات مثل الاحتفال بذكرى المولد النبوي، ويوم الغدير، وغيرها من المناسبات، لكنها لم تُظهر اهتمامًا برواتب الموظفين، بخاصة المعلمين في المدارس الحكومية
عبد الغني سعد، أستاذ تربوي في صنعاء، يقول لـ “المشاهد” إن سلطات صنعاء تستولي على رواتب الموظفين، وتدعو الناس للاحتفالات بالمناسبات المتعددة
يضيف: “لقد أصبح الوضع مأساوي، لا رواتب، لا خدمات، لا عمل
لقد أصبحنا عاطلين عن العمل والراتب منقطع، ولا نحصل إلا على نصف راتب كل ستة أشهر
”الصحفي أحمد شوقي أحمد يقول لـ “المشاهد” يفترض أن يتم الاحتفال بهذه المناسبة من خلال طقوس روحانية، واستذكار سيرة النبي، وأعماله، وليس جمع الأموال وفرض الجبايات على المواطنين والتجار لمصلحة الجماعة
يضيف: “ما يحدث في هذه المناسبة هو تحشيد الناس على أساس العاطفة الدينية، ويكون هذا التحشيد ضد المخالف سياسيا، أو المختلف مذهبيًا
تهدف هذه المناسبة إلى إعطاء الجماعات الدينية التابعة لإيران مشروعية في الحكم، والسلطة، والسيطرة
”الجباية مخالفةتنفي قيادة جماعة أنصار الله (الحوثيين) أنها تفرض مبالغ معينة على التجار والمواطنين في مناسبة المولد النبوي
في خطاب متلفز في الخامس من سبتمبر، قال عبد الملك الحوثي، قائد الجماعة: “لا نسمح أبداً بأيِّ جبايةٍ ماليةٍ إجبارية من أجل خدمة هذه المناسبة، أي حالة تحصل في مثل ذلك، فهي مخالفة، وقد تكون في سياق ابتزاز من المنفلتين، أو من الطامعين، أو من المشوِّهين، الذين لا صلة لهم بالمناسبة من قريبٍ ولا من بعيد
”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير