البلاستيك.. استخدامات ضارة بالصحة في اليمن

منذ 2 سنوات

صنعاء – إبراهيم يحيىقبل توجهه للعمل صباحًا، يحرص فياض محمد (23 عامًا)، حمال (عتال) بشارع الزريقي شمالي صنعاء، الى الذهاب الى البوفيه يوميًا لشراء الشاي الساخن الذي يتم وضعه في قارورة مياه بلاستيكية مستخدمة حتى تتمدد هذه القارورة من شدة حرارة الشاي، كما يشتري “الخمير” الساخن، ويضعه في كيس بلاستيكي، ويربطه حتى لا يبرد، حسب كلامه لـ”المشاهد”، وعندما أخبرناه أن هذا يمثل خطورة كبيرة على صحته، رد: “الحافظ الله”

البلاستيك والأمراضمثل فياض الملايين من اليمنيين يستخدمون البلاستيك في مختلف أنماط حياتهم، بطريقة غير صحيحة، ولها مضار صحية على الشخص

وفي هذا السياق، أوضح طبيب الباطنية والصدر بمستشفى الرباط الحديث في شارع هائل بصنعاء، الدكتور محمد طاهر في حديثه لـ”المشاهد “، أن للبلاستيك خطورة كبيرة على صحة المستخدمين له بطريقة غير صحية

ويتعبر طاهر أن من أخطر المضار الصحية على الشخص، هو حفظ المأكولات، وبخاصة الساخنة، في أكياس بلاستيكية، يؤدي الى انتقال بعض المواد البلاستيكية نتيجة ذوبانها في الطعام، مما يسبب اضطرابات هرمونية في جسم الإنسان، وهذا يؤدي -حسب طاهر- الى أمراض في الكبد والإصابة بمختلف أنواع السرطانات، ويتم كذلك عن طريق انتقال جزيئات البلاستيك الى الخلايا، وتسبب السرطانات

ولفت الى أن ازدياد حالات الإصابة بالسرطانات باليمن بدأ في ثمانينيات القرن الماضي، بعد استخدام البلاستيك بشكل واسع في مختلف الاستخدامات الحياتية

وينصح طاهر بأهمية الابتعاد بقدر الإمكان عن استخدام البلاستيك لخطورته، أو استخدامه لمرة واحدة فقط عند الضرورة، وينصح باستخدام الزجاج في تناول المشروبات الساخنة

البلاستيك والبيئةوليست خطورة البلاستيك فقط على الجانب الصحي للإنسان بشكل مباشر، بل أيضًا الخطورة الأكبر للبلاستيك هي على البيئة

ويقول في هذا السياق الدكتور أحمد الملصي، أستاذ مساعد بكلية الزراعة جامعة صنعاء، في حديثه لـ”المشاهد”، إن البلاستيك له مخاطر كبيرة على البيئة، إذ تعيق هذه الأكياس الموجودة في التربة الزراعية وصول مياه الأمطار الى باطن الأرض، إضافة الى تلوث المياه بسبب هذه الأكياس

تعيق الأكياس الموجودة في التربة الزراعية وصول مياه الأمطار الى باطن الأرض، إضافة الى تلوث المياه بسبب هذه الأكياسوالأخطر من ذلك -حسب الملصي- أن هذه الأكياس البلاستيكية تحتاج الى مئات السنين حتى تتحلل، مما يؤدي الى تراكم القمامة وتلوث البيئة، كما تؤدي هذه الأكياس بسبب تراكمها الى سد مجاري السيول أثناء الأمطار، مما يؤدي الى ارتفاع منسوب المياه وغرق الشوارع

ويضيف أن الأكياس البلاستيكية تؤثر على البيئة البحرية، حيث تؤدي الى اختناق الأسماك بسبب التهامها لهذه الأكياس، مما يؤدي الى نفوق آلاف من الأسماك والكائنات البحرية

ويعتبر الملصي أن محاولة البعض التخلص من البلاستيك بالحرق خطأ كبير، لأن إحراق الأكياس البلاستيكية يؤدي الى انبعاث غازات سامة تتسبب في تلوث البيئة، وتؤدي الى إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض السرطانية ومشاكل في التنفس

وأضاف أن الكثير من الدول حول العالم اتخذت إجراءات صارمة في الحد من خطورة البلاستيك، إذ قامت بعض الدول بمنع استخدام الأكياس البلاستيكية بمختلف أشكالها، وتم فرض غرامات مالية على من يقومون بتداول هذه الأكياس، بالإضافة الى أن بعض دول العالم منعت استخدام الأكواب والشوك والمصاصات وأدوات حفظ الطعام البلاستيكية

وفي السياق نفسه، يقول مدير مكتب الهيئة العامة لحماية البيئة بمدينة صنعاء محمد العثربي، إن خطورة البلاستيك على البيئة كونه لا يتحلل إلا بعد مئات السنين، لذلك يبقى في التربة والمياه، ويسبب أضرارًا كثيرة

ولمحاولة معالجة هذا الموضوع، يضيف العثربي في حديثه لـ”المشاهد” أنه تم إصدار قرار من وزير المياه والبيئة في صنعاء للعام 1443هـ، بإضافة مادة D2W للبلاستيك، وهي مادة تجعل البلاستيك قابلًا للتحلل

ولتنفيذ ذلك يؤكد أن هناك توجيهات من قبل الهيئة لمصانع البلاستيك بمنع صناعة الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل، وإضافة مادة D2W في صناعة البلاستيك

بالإضافة الى أنه “تم منع استيراد الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل، ونقوم بالنزول الميداني للتأكد من ذلك”

ودعا العثربي المواطنين الى أهمية استخدام الأكياس الورقية والقماشية لما لها من دور في الحفاظ على البيئة، إضافة الى كونها صحية عكس الأكياس البلاستيكية التي تشكل خطورة كبيرة على صحة الإنسان والبيئة

سلع تحت الشمسيقول محمد الغليسي، مدير مكتب الصناعة والتجارة بمديرية آزال بصنعاء، لـ”المشاهد”: نقوم بدورنا بالعمل على الرقابة على مصانع البلاستيك للتأكد من مدى التزامهم بالمواصفات بعدم صناعة الأكياس غير القابلة للتحلل، وذلك بالتنسيق مع الهيئة العامة لحماية البيئة

ويضيف الغليسي أن المكتب يقوم بحملات مفاجئة على التجار الذين يقومون بعرض السلع والمواد الغذائية في الشوارع وأرصفة المحلات التجارية تحت أشعة الشمس، مثل عبوات المياه

وهذا -حسب الغليسي- له مخاطر صحية لتفاعل البلاستيك مع أشعة الشمس، ما يؤثر على صحة المواطنين

ودعا المستهلكين الى التواصل مع مكتب الصناعة والتجارة عبر الخط الساخن التابع للوزارة على الرقم 174 للبلاغ عن وجود سلع معرضة للشمس

آراء الناسسعيد (33 عامًا)، عامل بمطعم للأكلات الشعبية بصنعاء، يقول لـ”المشاهد”: نقوم في المطعم بوضع السلتة السفري (المرق مع الحلبة) في أكياس بلاستيكية للزبائن، حيث يأتي إلينا العشرات لشراء السلتة”، معلقًا: “نصف الشعب اليمني يشتري السلتة سفري في أكياس بلاستيكية”

ويقاطعه أحمد غانم (45 عامًا)، مقاول وأحد رواد المطعم، ويقول إن خطورة هذه الأكياس تسبب السرطانات، والكثير من الأمراض، وعليه فهو يحرص على وضع السلتة الساخنة في حرضة حجرية، باعتبارها صحية، ولا تؤثر على صحة المستهلكين

ويعلق محمد الكوماني (80 عامًا)، في حديثه لـ”المشاهد“، أن ظاهرة استخدام البلاستيك في أنماط الحياة، لم تكن معروفة في السابق، مضيفًا: “كنا من زمان لا نعرف الأكياس البلاستيكية، حيث كان لدينا أكياس من القماش أو القش، نأخذها معنا عند الذهاب الى السوق، واللحم يتم وضعه في كيس ورقي كاكي، ونقوم بوضع المصروف في الشال الذي نضعه على ظهورنا”

يشار الى انه وخلال العقدين الماضيين، قام المزيد من البلدان والمدن إما بحظر الأكياس البلاستيكية (من بينها رواندا، وكاليفورنيا) أو فرض رسوم وضرائب عليها (مثل أيرلندا وواشنطن العاصمة) في محاولة لإثناء الناس عن خيار البلاستيك

أحرزت هذه الإجراءات درجات متفاوتة من النجاج حسب الخبيرة البيئة الدولية أنجالي أشاريا في مقال نشرته عام 2018م ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير