البنتاغون يحقق في تسريبات عبر "سيغنال" بشأن ضربات على اليمن
منذ 5 ساعات
شرعت هيئة الرقابة في وزارة الدفاع الأمريكية في تحقيق رسمي بشأن مزاعم حذف رسائل عبر تطبيق سيغنال مرتبطة بضربات جوية أمريكية نُفذت ضد أهداف حوثية في اليمن، وفق ما أفادت مصادر مطلعة ووثائق حصلت عليها وكالة أسوشيتد برس
يتركّز التحقيق على احتمال أن يكون وزير الدفاع بيت هيغسيث أو أحد مساعديه قد أمر بحذف محادثات إلكترونية تتضمّن معلومات حساسة، شاركها الوزير مع أحد الصحفيين عبر التطبيق المشفّر
وتأتي هذه المراجعة بينما تزداد التساؤلات داخل وزارة الدفاع حول كيفية تداول خطط عمليات عسكرية عبر منصات غير آمنة
ووفقًا للمصادر، يحاول المفتش العام للبنتاغون تحديد ما إذا كانت الرسائل المتعلقة بالضربات التي جرت في 15 مارس قد تم تسريبها قبل تنفيذ العملية، وما إذا كان ذلك قد عرّض حياة الطيارين الأمريكيين للخطر
وتواجه تصرّفات هيغسيث انتقادات شديدة من نواب ديمقراطيين وجمهوريين على حد سواء، خصوصًا أن المحتوى المسرّب تضمن تفاصيل يُعتقد أنها كانت دقيقة للغاية
وأشار بعضهم إلى أن أي عنصر عسكري كان سيواجه محاكمة عسكرية لو أقدم على نفس الفعل
ورغم نفي هيغسيث أن تكون الرسائل قد تضمنت معلومات سرية، إلا أن خبراء أمنيين ومسؤولين عسكريين حاليين وسابقين أجمعوا على أن التطبيق لا يُعد وسيلة مؤمنة لتبادل معلومات عملياتية، خاصة قبيل تنفيذ ضربات جوية
هيغسيث، الذي قال سابقًا في مقابلة مع فوكس نيوز إن الرسائل كانت تنسيقًا إعلاميًا غير رسمي، سيُدلي بشهادته أمام الكونغرس الأسبوع المقبل، في أول ظهور له منذ جلسة تثبيته في منصبه، وسط توقعات بأن يخضع لاستجواب صارم حول إدارة المعلومات الحساسة داخل الوزارة
وتتزامن هذه الأزمة مع اضطرابات داخل البنتاغون إثر مغادرة عدد من كبار المساعدين، وفتح عدة تحقيقات داخلية تتعلق بتسريب معلومات وأخطاء في إجراءات الأمن السيبراني
وورد في التحقيق أن مكتب هيغسيث قام بتركيب خط إنترنت غير آمن، ما اعتُبر خرقًا لبروتوكولات الحماية الرقمية
وتضمنت إحدى المحادثات المشار إليها في التحقيق أفرادًا من عائلته، فيما شملت أخرى شخصيات بارزة في الأمن القومي، ووصلت خطأً إلى رئيس تحرير مجلة ذي أتلانتيك، جيفري غولدبيرغ
وامتنعت المتحدثة باسم البنتاغون عن الإدلاء بأي تعليق حول سير التحقيق، مشيرة فقط إلى أن العملية لا تزال جارية
كما لم يصدر رد رسمي من مكتب المفتش العام حتى لحظة نشر التقرير
وكانت وزارة الدفاع قد أصدرت تحذيرًا داخليًا في 14 مارس، أي قبل يوم من الضربات، تنبّه فيه إلى ضعف الأمان في تطبيق سيغنال، ما يزيد من خطورة الموقف
ورغم ذلك، جدّد الرئيس دونالد ترامب دعمه لهيغسيث، قائلاً خلال كلمة ألقاها في يوم الذكرى الوطني إن الوزير واجه ظروفًا صعبة لكنه يقوم بعمل جيد
وتُضاف هذه الحادثة إلى سلسلة من التحديات التي تواجه وزارة الدفاع في ظل إدارة ترامب، وسط تزايد القلق من التسيّب في التعامل مع البيانات الحساسة المتعلقة بالأمن القومي الأمريكي