البيضاء تشتعل من جديد.. الحوثيون يخرقون الهدنة ويقصفون حي الحفرة برداع وسط صرخات المدنيين

منذ 5 ساعات

في مشهد أعاد للأذهان فصولًا من الألم والقهر، تجددت المواجهات الدامية بين مسلحي جماعة الحوثي الإرهابية وأهالي حي الحفرة بمدينة رداع بمحافظة البيضاء، إثر خرق الجماعة اتفاق هدنة رعته لجنة وساطة محلية، لتشتعل الاشتباكات وتُسفك دماء المدنيين وسط حصار خانق وموجات غضب تتصاعد في أزقة الحي

مصادر محلية أكدت أن المليشيا الحوثية هاجمت أحد سكان الحي، المواطن حزام سكران، واعتدت عليه بوحشية باستخدام أعقاب البنادق حتى تكسرت أضلاعه، ونهبت سلاحه وعتاده، ثم نقلته إلى مستشفى الخُبّار تحت الحراسة المشددة دون إسعاف أو تلقي وحدات دم، بينما اختطفت المصاب الآخر مراد زيادي رغم إصابته البالغة في الرأس

الاشتباكات اندلعت تحديداً في حي فاقش المجاور، بعد أن دفعت المليشيا بتعزيزات عسكرية ثقيلة، بينها قناصة وآليات مدرعة، وفرضت طوقًا خانقًا على حي الحفرة بذريعة البحث عن مطلوبين، فيما رفضت الاستجابة لأي وساطات أو نداءات إنسانية، ما ينذر بانفجار الوضع نحو معركة مفتوحة

المصادر ذاتها أكدت أن هذه ليست المرة الأولى، ففي يوليو 2024 استشهد الشاب منير البني متأثرًا بإصابته بعد محاولة الحوثيين اقتحام منازل الأهالي، وفي مارس من نفس العام فجّرت المليشيا منزلين في الحي، ما تسبب بانهيار ستة منازل مجاورة ومجزرة مروعة راح ضحيتها 35 بين شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، كما استهدفت آنذاك فرق الإنقاذ بقذيفة أودت بحياة خمسة من المهمشين

وتعود جذور هذه الاعتداءات إلى مقتل القيادي الحوثي أبو حسين الهرمان برصاص المواطن عبدالله الزيلعي، الذي ثأر لأخيه القتيل على يد ذات القيادي في منتصف 2022، ما جعل حي الحفرة تحت نيران الانتقام الحوثي المستمر منذ ذلك الحين

المواجهات الأخيرة تأتي امتداداً لسلسلة طويلة من الانتهاكات منذ مطلع 2023، استخدمت فيها المليشيا ذرائع واهية مثل الانتماء لتنظيمات إرهابية لتبرير اقتحاماتها وعمليات القتل والاعتقال ونهب ممتلكات السكان، في وقت تشير فيه مصادر محلية إلى أن الهدف الحقيقي هو إذلال الحي وإخضاعه

الجهات الحقوقية جددت مناشدتها بتدخل فوري لفك الحصار، والسماح بدخول الغذاء والدواء، وإنقاذ الجرحى، وإطلاق جميع المختطفين، محملةً مليشيا الحوثي مسؤولية أي تصعيد أو مجازر قد تُرتكب بحق المدنيين العزل