التجارة الإلكترونية النسائية بالطريقة اليمنية   

منذ 16 أيام

صنعاء – أسامة الكربشفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها النساء اليمنيات

برزت التجارة الإلكترونية كخيار مناسب يمثل مصدر دخل مادي للنساء في اليمن

الكثير من النساء يقمنّ بترويج منتجاتهنّ، التي يقمنّ بعملها في المنازل، عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي

لكن بعض النساء اتجهنّ إلى التجارة الالكترونية من خلال شراء طلبات الزبائن من منصة   “شي إن” الصينية عبر نقطة استلام ثالثة

حيث حقق هذا النمط انتشارًا لافتًا بين السيدات في اليمن

وعالميًا، بلغت إيرادات التجارة الإلكترونية في 2024، حوالي 5

7 تريليون دولار

وهو ما يمثل زيادة بنسبة 8 % عن العام 2023، حسب سيمبل غلوبال

 تقول وئام محمد (23 عامًا) وهي من سكان مدينة صنعاء، إنها تعمل منذ سنتين في التجارة الإلكترونية من خلال متجر “شى إن”

حيث توفر مستلزمات الزبائن من المتجر

وتقضي وئام عدة ساعات يوميًا في الرد على الزبائن من خلال تطبيق الواتساب

وتعمل من منزلها “أونلاين” في استقبال طلبات الزبائن

وحول طريقة عملها، تقول وئام لـ”المشاهد”: إنها تتلقى طلبات الزبائن من خلال إرسال صور المنتجات التي يرغبون بشرائها من متجر “شى إن”

وحين يتم التأكيد على شراء الطلب، يقوم الزبون بتحويل قيمة المنتج مع سعر الشحن إلى حسابها البنكي

والخطوة الثانية في عملية شراء المنتجات -بحسب وئام- هي تنفيذ عملية الشراء الإلكتروني بـ”الفيزا الكارد”

عبر أحد البنوك المحلية من متجر “شى إن”

ولا تقوم بتنفيذ عملية الشراء للزبائن إلا بعد أن يتم إيداع المبالغ المالية إلى حسابها البنكي من قبل الزبائن

ولأنه لا يوجد لمتجر “شى إن” الإلكتروني خدمة توصيل إلى اليمن

فإن وئام حين تشتري المنتجات من المتجر يتم تحديد موقع الاستلام في السعودية بعنوان وسيط وهو يمني مقيم في السعودية

وبدوره الوسيط الذي تم تحديد اسمه وعنوانه لاستلام الطلبات التي اشترتها يقوم بشحنها عن طريق شحن ما يعرف “بالطبل”

وهو شخص لديه شاحنة نقل ليس بصفة مؤسسة شحن وإنما كشخص يعمل في نقل البضائع بين اليمن والسعودية

ولديه إقامة في السعودية تمكنه من دخول السعودية بشكل مستمر

والخطوة الأخيرة التي تقوم بها وئام هي استلام المنتجات والتي تستغرق وصولها من السعودية إلى اليمن ما بين أسبوع إلى اسبوعين

وإبلاغ أصحابها لاستلامها

قد تبدو هذه العملية معقدة وغريبة

لكن هذا هو واقع التجارة الإلكترونية أو الشراء من منصات التجارة الإلكترونية الشهيرة مثل “شي إن”، “علي بابا”، أو “أمازون”

إذ لا توفر هذه المنصات خدمات توصيل إلى اليمن نتيجة الوضع الأمني، وضعف البنية التحتية، خصوصًا النقل والاتصالات

كما أن غياب التشريعات القانونية التي تحمي التجار والمستهلكين تقلل من نمو التجارة الالكترونية في اليمن

إضافة إلى العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على اليمن

ولا يزال اليمن يحتل مراتب متدنية في مؤشر جاهزية التجارة الإلكترونية التي تشمل أعداد مستخدمي الانترنت

وامتلاك حساب بنكي، وخدمات الشحن البريدي الموثوقة

حسب لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا)

وئام من بين الكثير من النساء في مختلف المحافظات اليمنية التي تقوم بالشراء الإلكترونية من متجر “شى إن” عبر نقطة استلام ثالثة

  ومن بين من يعملنّ بنفس هذا النمط، أم محمد (35) من سكان مدينة تعز الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية

وهي ربة منزل بدأت العمل في تجارة  الـ”أونلاين” من متجر “شى إن” قبل ثلاث سنوات

يتطلب العمل القدرة على الالتزام بمواعيد التسليم والتعامل الجيد في الشراء الإلكتروني بطريقة صحيحة، ومتابعة وصول المنتجات “أونلاين” اولًا بأول حتى وصولها للزبائنوأوضحت أم محمد أن البداية في شراء منتجات من متجر “شى إن” بدأت لها وليس للآخرين

وأضافت: “في البداية كنت أطلب احتياجات خاصة، لكن الناس بدأوا يسألونني إذا أقدر أطلب لهم أيضًا، وهكذا توسعت الفكرة وصارت مصدر دخل اعتمد عليها”

هامش الربح مناسب لوئام وأم محمد كما تشيران، فالعمل في توفير طلبات للزبائن من متجر “شى إن”  وفّر لهما  دخلًا مناسبًا، وساعدهم على تحقيق استقرار معيشي

ويتطلب هذا العمل القدرة على الالتزام بمواعيد التسليم والتعامل الجيد في الشراء الإلكتروني بطريقة صحيحة، ومتابعة وصول المنتجات “أونلاين” اولًا بأول حتى وصولها للزبائن

الكثير من التحديات والمخاطر التي تواجه النساء العاملات في مجال تجارة الـ”أونلاين” من متجر “شى إن”

ومنها كما تقول وئام طريقة شحن المنتجات التي يتم شراؤها من السعودية ونقلها إلى اليمن عبر طريقة شحن من خلال أشخاص لديهم شاحنات نقل ليس بصفة مؤسسية لديها تأمين وتضمن وصول المنتجات بشكل سليم

ولهذا، في بعض الأحيان تتعرض بعض المنتجات للكسر نتيجة سوء الشحن، وتضطر هي إلى تحمل نصف قيمة المنتج والنصف الآخر على “الطبل” صاحب سيارة نقل البضائع بين اليمن والسعودية

   من جهتها، تقول أم محمد إن من التحديات التي تواجهها هي تأخر وصول الطلبات من السعودية، وهذا يسبب لها إزعاج من قبل الزبائن

بالإضافة إلى أن هامش الربح أحيانًا يتضاءل بسبب زيادة سعر الجمارك على بعض المنتجات

  ختامًا، يقول الباحث الاقتصادي عبد الواحد العوبلي إن عمل النساء في اليمن في الشراء عبر الإنترنت عن طريق نقطة استلام ثالثة أو وسيط، ليس عملًا مستدامًا

موضحًا أن هناك تنافس في السوق وهذا سيدفع البعض إلى إنشاء مؤسسات خاصة كبيرة لتلبية طلبات المستهلكين بدون وسيط

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير