التقديم للمنح الدراسية الخارجية في زمن الحرب
منذ 10 أشهر
عدن – سمر ناجي:إشكاليات وصعوبات كثيرة ومتعددة في مختلف المجالات، منها تقنية، ومنها اقتصادية، وأخرى لها علاقة مباشرة بما أفرزته الحرب في اليمن على كل المستويات، تواجه الطلاب اليمنيين للحصول على منح دراسية في مختلف دول العالم، والتي تكون أغلبها عبارة عن مقاعد ممنوحة من تلك الدول
نستعرض تلك الأسباب بالتفصيل في هذا التقرير من خلال شهادات بعض الطلاب
“حصلتُ على منحة في دولة أوروبية، وفقدتها بسبب تأخري عن السفر، الذي كان محددًا لإجراء المقابلة في السفارة الهولندية خارج اليمن، وذلك بسبب انتهاء جوازي القديم، وتأخر جوازي الجديد، الذي انتظرته شهرين في عدن، ولم أحصل عليه، برغم كل المحاولات والوساطات التي قُمت بها”هكذا يشرح المهندس أحمد عادل -بكالوريوس هندسة مدنية- حديثه لـ”المشاهد” كيف أنه خسر مقعدًا دراسيًا للحصول على درجة الماجستير في تخصص الهندسة الإنشائية، رغم أن كل الشروط والمعايير التي طرحتها الجامعة كانت مكتملة بالنسبة له، غير أن أحد الشروط، وهو أن يكون جواز سفره غير منتهٍ، والمدة المتبقة فيه لا تقل عن ستة أشهر، لكن جوازه -كما يقول- كان منتهيًا
وأضاف عادل أنه حاول قطع جواز سفر جديد ومعاودة التقديم للمنحة، لكن ذلك لم يكن ممكنًا، فمعاملة استخراج جواز سفر جديد -حسب عادل- تطلب وقتًا، فهو يسكن في مدينة صنعاء، والجوازات الصادرة عن فروع مصلحة الهجرة والجوازات في مناطق سيطرة جماعة الحوثي لا يتم العتراف بها
يضطر المواطنون السفر إلى مناطق سيطرة الحكومة لاستخراج وثيقة السفر التي تتطلب وقتا ومالا
عملية استخراج جواز جديد من أي فرع لمصلحة الهجرة والجوازات في مناطق سيطرة الحكومة، تحتاج من شهرين إلى ثلاثة أشهر، حتى يتم استلام الجواز، وفترة التقديم للمنحة التي تقدم لها عادل تنتهي خلال شهر
فشلت كل محاولات عادل في التعجيل باستخراج جوازه، وترتب عليه خسارته فرصة مهمة كان يتعبر نفسه مؤهلًا للحصول عليها
فقد أصبحت عملية استخراج جواز جديد نتيجة الازدحام الشديد، وكذلك كما يبرر مسؤولو فروع مصلحة الهجرة والجوازات، بعدم توفر دفاتر للجوازات، هي سبب تأخير خروج الجوازات الجديدة، وهذا الأمر لم يكن موجودًا -حسب عادل- قبل الحرب
قال مسئول حكومي في مصلحة الهجرة والجوازات في تعز الخاضعة للحكومة، في فبراير هذا العام للمشاهد أن تكلفة طباعة دفتر الجواز هي 10 دولارات أمريكية مقابل رسوم متدنية يتم تحصيلها من طالبي الجواز لا تتجازو أربعة دولارت
تدفع الحكومة فارق تكلفة الطباعة وهذا يأخذ وقتا ويسبب تأخر طباعة الجوازات
هناك مشكلة أخرى تواجه الكثير من الطلاب المتقدمين لمنح أجنبية -حسب أحمد عادل- في وهي عدم تمكن الكثير منهم من استكمال المصادقة على وثائقهم من الجهات المختصة في الحكومة
يتطلب الأمر السفر لمن هم في مناطق سيطرة جماعة الحوثي إلى مقر الوزرات الحكومية في مدينة عدن، وهذا يحتاج إلى وقت وتكاليف مالية
هناك أيضًا مخاطر في السفر تتمثل في صعوبة ووعورة الطرق البديلة ومخاطر أمنية نتيجة إغلاق الطرق الرسمية، وهذا ما جعل البعض لا يستكمل هذه الإجراءات
أماني أحمد -مُدرسة لغة إنجليزية، حاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة صنعاء- واحدة من الفتيات اللاتي خضن تجارب عديدة في التقديم لعدة منح، ومحاولات الحصول على مقعد دراسي لدراسة الماجستير، والتي كانت تطمح للوصول إليه، تقول لـ”المشاهد”: قدمت على المنح في الفرص المتاحة لتركيا والمجر وألمانيا واليابان، وفشلت محاولاتي على مدى أربع سنوات متتالية”وعزت بعض أسباب فشلها في التقديم إلى مواضيع تقنية، وأحيانًا عدم فهم بعض أسئلة استمارة التقديم بشكل صحيح ودقيق
من جانبه، يقول ياسين يحيى -طالب دراسات عليا، في ألمانيا- لـ”المشاهد” إن من أهم الإشكاليات التي تواجه بعض المتقدمين للحصول على منح الماجستير من جامعات أجنبية، هو أنهم تخرجوا من جامعات أهلية غير معترف بشهاداتها أو ليست ضمن الجامعات اليمنية التي يتم التعامل معها ومعترف بها من قبل التعليم العالي في اليمن
وفي سياق الحلول الممكنة التي تمكن المتقدمين من الطلاب اليمنيين من تجاوز بعض الصعوبات والتحديات، ينصح، صادق سعيد، مؤسس منصة درب التعليمية، الطلاب المتقدمين للفرص التعليمية، بتجهيز الوثائق المطوبة للتقديم بشكل مبكر، وترجمتها، وتعميدها من مختلف الجهات الرسمية
ويضيف سعيد في حديثه لـ”المشاهد” أن على الطلاب المتقدمين أن يستوعبوا بشكل جيد كل شروط التقديم الأساسية، وهي جواز سفر ساري المفعول، وتعميد الأوراق والشهادات باللغة الإنجليزية من الجهات الرسمية كوزارة الخارجية، والصور الشخصية الحديثة، وكذلك العمل على تقديم رسائل التحفيز والبحوث في المجالات التي تتطلب “الماجستير والدكتوراه” بشكل مقتن ودقيق ومقنع، حسب تعبيره
ويؤكد على ضرورة الحصول على شهادة إجادة اللغة الإنجليزية (توفل أو آيلتس)، والتي تشترطها معظم الدول مثل كندا، أستراليا، بريطانيا، أوروبا، فيما بعض الجامعات الأمريكية تشترط اختبارات كفاءة مثل GRE للدراسات العليا أو SAT للدراسة الجامعية
مشيرًا إلى أن بعض المنح قد لا تتطلب شهادات إجادة اللغة الإنجليزية مثل المنح اليابانية، والكورية، والصينية، والتركية، والمجرية، والرومانية
وحول التحديات التقنية والتقديم الصحيح، يمكن الاستعانة بمكاتب متخصصة في هذا المجال أو منصات رقمية، حسب الدكتور سعيد
يرى محمد علي -طالب ماجستير في هولندا- أن من الحلول التي قد تسهم في التخفيف من الصعوبات على الطلاب اليمنيين، توفير مناخ آمن لعودة القنصليات الأجنبية إلى مدينة عدن، ومعالجة مشكلة تأخر معاملات استخراج الجوازات، وأن يكون هناك حلول مناسبة من قبل الحكومة للاعتراف ببعض الجامعات الأهلية أو منعها من مزاولة العمل حتى لا يخسر بعض الطلاب سنوات من الدراسة، وكذلك المال، وفي النهاية لا تمكنه هذه الشهادة من العمل في الخارج أو استكمال الدراسة العليا
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير