التمريض في اليمن… مهنة تهملها الدولة والمجتمع
منذ سنة
يحتفل العالم في 12 مايو من كل عام باليوم الدولي للتمريض منذ عام 1974، وتتخذ العديد من الدول هذا اليوم فرصة لتذكير المجتمعات بأهمية الدور الذي يقوم به الممرضون في المجال الصحي
في اليوم العالمي للتمريض وغيره من الأيام، يحظى الممرضون بالتكريم والاهتمام والاحترام من قبل حكومات كثيرة حول العالم، إذ إن الممرض قد يسهم في إنقاذ إنسان من الموت أو يساعد مريض في التخفيف من معاناة المرض
يختلف حال الممرضين في اليمن، حيث يرى المجتمع أن مهنة التمريض لا تستحق التقدير أو الاهتمام، ما جعل العاملون في هذه المهنة يعيشون حياة مليئة بالتحديات والهموم المهنية والمعيشية
تسنيم عبد الرحمن طالبة من تعز تقول إنها كانت تدرس في قسم التمريض في كلية الطب بجامعة تعز، لكنها تركت الدراسة في القسم مطلع العام الدراسي الحالي في ظل معاناة الممرضين التي تشاهدها كل يوم
في حديثها لـ “المشاهد”، تقول تسنيم: “رفضني والدي من مواصلة الدراسة بقسم التمريض، وكان يسخر من هذا التخصص
ينظر المجتمع إلى أن التمريض مهنة غير مهمة، وتتعامل المستشفيات مع الممرضين وكأنهم أقل شأنا من الكوادر الصحية الأخرى، وتعطيهم رواتب متدنية”
الممرض القانوني محمود الغابري يصف مهنة التمريض أنها من أسمى المهن وأهمها، حيث لا يمكن لأي نظام صحي الاستغناء عنها، وتمثل إحدى المهن الاستراتيجية والرئيسية في نظم الرعاية الصحية لأي بلد من البلدان سواء المتقدمة أو النامية
يشير الغابري إلى أن معظم بلدان العالم نجحت إلى حد كبير في تغيير نظرة المجتمع إلى الممرضين، وتحسن مستوى دخلهم، وأصبح الممرض أو الممرضة ينال احترام المجتمعات ويتقاضون الأجور العالية”
لكن الممرضين في اليمن لم يتغير حالهم، ولا زال المجتمع والسلطات المعنية تهمش الدور الذي يقومون به
يقول الغابري لـ “المشاهد”: “الممرضون في اليمن يواجهون التحديات الكثيرة في المؤسسات الصحية والمجتمع، ومن هذه التحديات تهميش دورهم واحتقار عملهم والانتقاص من مكانتهم وحرمانهم من الحصول على الترقيات والتعيينات الوظيفية التي لا تتجاوز رئيس هيئة التمريض بالإضافة إلى تدني الأجور التي يحصلون عليها مقابل أعباء هذه المهنة”
وفقا للغابري، يعد الممرض اليمني الأقل أجرا مقارنة بالممرضين في الدول الأخرى، حيث لا يتجاوز مرتب الممرض الحاصل على شهادة البكالوريوس 150 دولارا شهرياً، بينما الحاصل على شهادة الدبلوم لا يتجاوز مرتبه 100 دولار شهرياً
يؤكد الغابري أن راتب الممرض الهندي يتراوح من 700 إلى 1000 دولار، وهذا يعني أضعاف راتب الممرض اليمني بمرات عدة
يشير رئيس نقابة المهن الطبية في تعز الدكتور عبد الجليل الزريقي إلى أن العوائق التي تواجه الممرضين والقابلات في اليمن تتمثل في “سوء الإدارة والفساد الإداري في المراكز الصحية، وعدم تشجيع وتأهيل الممرضين في دورات تدريبية”
يضيف لـ “المشاهد”: ” الممرضون في اليمن في حالة يرثى لها بسبب غياب دور وزارة الصحة وفروعها التي لم تهتم بهذه الفئة من الكادر الصحي”
يشير الزريقي إلى أن هناك من يتم توظيفهم في هذه المهنة بالرغم أنهم لم يدرسوها، يحدث ذلك من أجل تقاسم المصالح، وحرمان الممرضات والممرضين من حقهم، ما يؤثر على جودة خدمة التمريض في البلاد
ومع حلول اليوم العالمي للتمريض، أطلق ملتقى التمريض اليمني حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان “تمريضنا مستقبلنا” بهدف دعم الممرضين في اليمن وتذكير الدولة والمجتمع بأهمية هذه المهنة
محمود الغابري، أحد القائمين على الحملة، يقول إن الحملة تهدف إلى تشجيع ودعم الممرضين والممرضات، وتحفيز أفراد المجتمع لتوجيه رسائل شكر وتقدير للمرضيين في اليمن، بالإضافة إلى التأثير على صناع القرار ودفعهم إلى دعم الممرضين والاهتمام بقضايا منتسبي هذه الفئة
يدعو ملتقى التمريض اليمني رواد مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن إلى المشاركة الفاعلة في الحملة لرد الجميل لمنتسبي هذه المهنة، وتشجيعهم، كما يدعو الملتقى منتسبي هذه المهنة إلى التفاعل والمشاركة في المبادرات والأفكار التي تسهم في توضيح دورهم وأهميتهم للمجتمع
يطالب ملتقى التمريض اليمني وزارة الصحة ومكاتبها بعمل توجيه للمستشفيات والمراكز الصحية لإحياء هذه المناسبة وتكريم الممرضين والممرضات العاملين فيها، لدعم وتطوير الطواقم التمريضية، ويحث وسائل الإعلام والصحفيين على تغطية قصص ومعاناة الممرضين وإيصال أصواتهم إلى المجتمع والدولة
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير