الثلج في الصيف.. ارتفاع السعر وتزايد الطلب
منذ 2 سنوات
يشتري مصلح الهمداني، 50 عامًا، مكعبات من قوالب الثلج، طوال أيام السنة، ويدفع مقابل القطعة التي يحتاجها 100 ريال، عدا في فصل الصيف، حيث تشتد الحرارة ويزيد الطلب على الثلج، وترتفع أسعاره
يقول الهمداني: “أشتري الثلج بشكل دائم، لكن في فصل الصيف ترتفع قيمته إلى ثلاثة أضعاف، وكأنه مادة أساسية”
يجد بائعو قوالب الثلج موسم الصيف فرصة مهمة لتحقيق أرباح جيدة نظرًا للإقبال الكبير على المشروبات الباردة
يشكل شراء قطع الثلج عبئًا ماليًا للعديد من الأسر في ظل ارتفاع أسعار خدمة الكهرباء في اليمن
يقول الهمداني لـ”المشاهد”: “جئت اليوم لشراء قطعة الثلج التي اعتدت على شرائها بـ100 ريال، فأخبرني البائع أنها بـ300 ريال (ما يعادل نصف دولار تقريبا)، وقال إن هذا موسم، والثلج معدوم”
قد يقول البعض أن هذا المبلغ ليس مكلفا، لكن الوضع الإنساني المتدهور في اليمن يجعل منه مبلغا مرهقا في ظل معاناة 80% من السكان للوصول إلى الغذاء، مياه الشرب والخدمات الصحية، حسب صندوق الأمم المتحدة للسكان
إلى يتراوح سعر قالب الثلج من أربعة إلى خمسة آلاف ريال، ويصل طول القالب إلى 1
5 متر، وعرضه 0
5 متر
يتم تقسيم القالب إلى مكعبات تباع بالتجزئة
قبل اندلاع حرب اليمن عام 2015، شكّلت الكهرباء الحكومية شريانًا مهمًّا لحياة الناس في المدن، وكانوا يعتمدون عليها في إدارة كثير من جوانب حياتهم، وبعد نشوب الصراع أصبح المواطن اليمني يرى أن الوصول للكهرباء مهمة صعبة، وإن توفرت، تكون أسعارها غالية
توقفت العديد من الأسر في صنعاء عن تشغيل ثلاجاتهم القديمة، تجنبًا لاستهلاك المزيد من الكهرباء، ولجأ بعضهم إلى شراء ثلاجات ذات استهلاك أقل، سواء بالطاقة الشمسية أو بالكهرباء التجارية
لكن الكثير من الأسر لا يملك منهم الثلاجات
ولهذه الأسباب، تصاعد الإقبال على شراء الثلج من الباعة الذين ينتشرون في العديد من الشوارع في صنعاء
الكثير من المواطنين في صنعاء يلقون باللوم على التجار، ويعتبرون أن الزيادة في سعر الثلج استغلال موسمي يمارسه منتجي الثلج ضد المستهليكن
تعتقد أم أحمد، 30 عامًا، في حديثها لـ”المشاهد”، أن التجار لا يهتمون بمعاناة الناس في حر الصيف، ولا يسعون إلا لتحقيق المكاسب المادية
وتضيف: “هؤلاء التجار لم يشعروا بأحد، ويفرضون أسعارًا غير معقولة، بهدف الكسب من معاناة الناس”
يبرر تجار الثلج الزيادة السعرية لهذا المنتج، ويضعون أسبابًا عدة لهذا الأمر
خالد مهند، 40 عامًا، مالك لمصنع ثلج بصنعاء، يقول لـ”المشاهد” إن إنتاج المصنع يزيد خلال فصل الصيف، وترتفع التكاليف، ولهذا السبب يتغير سعر الثلج
ويضيف مهند: “ارتفاع سعر الثلج يثقل كاهل المواطنين، وهذا ناتج عن زيادة أسعار المشتقات النفطية وفرض إتاوات باهظة على التجار”
خالد قاسم، صاحب مصنع ثلج بصنعاء، يتفق مع مهند، ويشير إلى أن الارتفاع في سعر الوقود تسبب بزيادة في تكاليف إنتاج الثلج، ويقول لـ”المشاهد”: تحتاج مصانع الثلج إلى وقود كثير لتشغيل الآلات والمعدات، كما أن تكاليف توزيع الثلج مرتفعة، الأمر الذي يفرض على التجار رفع السعر”
يعتقد الهمداني أن غياب الرقابة على مصانع الثلج بصنعاء أو غيرها من المحافظات، مكّن التجار من التلاعب بالأسعار، وجعل الوصول إلى الماء البارد في الصيف أمرًا عسيرًا للآلاف من الأسر
ويختم الهمداني: “صار الناس في حال يرثى له، حيث أحرقهم حر الصيف، وأوجعتهم قسوة الحياة، وعندما يريد المواطن أن يروي عطشه بماء بارد، فإنه لا يسلم من استغلال التجار”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير