الجبايات غير القانونية ونتائجها على أسعار السلع في حضرموت
منذ 6 أشهر
حضرموت – أسامة فرحانقبل اندلاع الحرب في اليمن عام 2015م، كانت رسوم الشاحنات التي تنقل البضائع إلى المحافظات محدودة، حيث كانت تدفع رسوم جبايات تحسين المدينة بقيمة 5 ريالات يمنية عن كل كيس دقيق أو سكر عند دخولها إلى المحافظة المستهدفة فقط، بحسب نشوان العبسي، سائق قاطرة، في حديثه لـ”المشاهد”
أما اليوم، فالشاحنة تدفع مبالغ كبيرة كجبايات عند مرورها بأي محافظة، فعلى سبيل المثال، الشاحنة التي تنقل بضائع من محافظة عدن إلى محافظة حضرموت، تدفع جبايات عند دخولها محافظة أبين، ثم محافظة شبوة، وصولًا إلى حضرموت
وناهيك عن ذلك، تنتشر على طول الطريق الساحلي الذي تمر به شاحنات نقل البضائع من عدن إلى حضرموت نقاط غير قانونية تقوم بفرض جبايات بقوة السلاح وبسندات غير رسمية
يقول نشوان العبسي، سائق قاطرة، إن الرحلة الواحدة من عدن إلى حضرموت تكلفه دفع أكثر من 1,500,000 ريال يمني على شكل جبايات في النقاط الرسمية وغير الرسمية المنتشرة على طول الطريق
مستطردًا: “بعض هذه المبالغ تُدفع بسندات، والبعض الآخر بدون سندات، ولا نعلم إلى أي جهة تُورد”
ويضيف العبسي أن العديد من تلك النقاط المنتشرة على طول الطريق من عدن إلى حضرموت غير رسمية،وهي نقاط عسكرية عشوائية حسب وصفه
ويؤكد العبسي أن سائقي شاحنات نقل البضائع يواجهون نقاطًا عديدة ليس لها أي غرض أمني سوى الجباية، ويديرها مسلحون، معظمهم بدون ملابس عسكرية، يطالبون السائقين بدفع الجبايات، بعضها بسندات غير مختومة والبعض الآخر بدون سندات
أي سائق يرفض دفع المبالغ المطلوبة يُجبر على التوقف ودفع المبالغ تحت التهديد بإطلاق النار على الإطارات أو التعرض للإهانة والضرب بأعقاب السلاح
وأضاف العبسي في حديثه لـ”المشاهد” أن سائقي الشاحنات يعانون من هذا الوضع الذي يزيد من تعقيد حركة نقل البضائع وارتفاع أسعارها
وأكد أن أي سائق يرفض دفع المبالغ المطلوبة يُجبر على التوقف ودفع المبالغ تحت التهديد بإطلاق النار على الإطارات أو التعرض للإهانة والضرب بأعقاب السلاح
وأشار إلى أن هذه النقاط تزداد كثافة في الليل، مما يزيد من مخاوف السائقين
إن ما يزيد من انتشار هذه النقاط غير الرسمية هو تجاهل الجهات المعنية لها، حيث يقول العبسي إنه في حال قام السائق بتقديم شكوى للجهات الأمنية المسؤولة، يكون الرد صادمًا، حيث يقال له إن هذه النقاط لا تتبعهم
ويضيف العبسي أن السائقين قاموا، قبل ثمانية أشهر، بتنفيذ إضراب في منطقة حسان الواقعة على خط (حسان-شقرة) بمحافظة أبين، احتجاجًا على المبالغ التي يقومون بدفعها، والتي تصل قرابة 800,000 ريال يمني لنقاط منتشرة على طول خط يبلغ طوله 30 كم فقط!ويوضح العبسي أنه بعد شهر ونصف من الإضراب، تعرضوا لاعتداء من قبل أطقم مسلحة قامت بفض الإضراب بالقوة
وأشار العبسي إلى تواجد نقطتين متتاليتين في منطقة حسان، كانت الأولى تأخذ 200,000 ريال يمني جبايات قبل الإضراب، والثانية 300,000 ريال، إلا أن تكلفة الجبايات زادت بعد الإضراب إلى الضعف!عن الآثار المترتبة على هذه المعوقات غير القانونية، يقول نائب مدير الغرفة التجارية بمحافظة حضرموت مجدي بوعابس في حديثه لـ”المشاهد” إن التجار في المحافظة يتحملون أعباء مالية كبيرة نتيجة انتشار نقاط الجباية غير القانونية على الطريق البري الواصل بين محافظات حضرموت، شبوة، وأبين وصولًا إلى عدن
وأشار بوعابس إلى أن التكاليف الإضافية التي يتحملها التجار نتيجة هذه الجبايات والنقاط غير القانونية تصل إلى 1,300,000 ريال يمني للشاحنة الواحدة المتجهة من المكلا إلى عدن
من جهته، يقول الخبير الاقتصادي والمالي في حضرموت، وليد العطاس في حديثه لـ “المشاهد”، إن نتائج دفع سائقي شاحنات نقل البضائع لجبايات غير قانونية تعني زيادة التكاليف على عملية نقل البضائع، مما يضطر بعض التجار إلى رفع أسعار السلع على المواطن، مما يثقل كاهله في ظل انخفاض المرتبات التي أصبحت لا تفي بأبسط متطلبات الحياة
وفي السياق ذاته، يقول نشوان العبسي، سائق قاطرة، إن هذه المعوقات غير القانونية تؤثر بشكل كبير على سائقي النقل، موضحًا أن هذه المعوقات دفعت بالكثير من السائقين إلى النفور من العمل في هذه الخطوط، نظرًا للتعسفات التي يتعرضون لها من قبل المسلحين المنتشرين في النقاط غير الرسمية والتي تقوم بفرض الجبايات بقوة السلاح
ويضيف العبسي لـ”المشاهد” أن هذه المعوقات تؤثر أيضًا على حالة وجودة البضائع، موضحًا أن البضائع تتعرض للتلف بسبب كثرة التفتيش وممارسات الابتزاز والعبث بها من قبل المسلحين في تلك النقاط
للحد من هذه النقاط غير الرسمية، يشير نائب مدير عام غرفة تجارة وصناعة حضرموت، مجدي بوعابس، إلى عدة حلول، منها العمل على وجه الاستعجال بتوجيهات نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي، والتي تقضي برفع جميع نقاط الجباية غير القانونية على الطرقات بين المحافظات المحررة
ويقترح بوعابس تشكيل وحدة اتصال مشتركة بين المحافظات للحد من إقامة نقاط جباية جديدة، مع ضرورة العمل على تحسين شبكة الطرق وفتح خطوط ملاحية جديدة إلى ميناء المكلا
تم إنتاج هذه المادة بالتعاون مع مركز الدراسات والإعلام الاقتصاديليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير