الجوع والمرض يتربص بالنازحين اليمنيين
منذ 5 ساعات
تعز- أشرف الصوفيتعيش الخمسينية فاطمة عبدالرحمن، أيامًا عصيبة هي وأربعة من أبنائها الصغار في مخيم النزوح في منطقة البيرين غربي مدينة تعز، وذلك بسبب شح المساعدات الإنسانية المقدمة للمخيم
ويعتمد سكان المخيم بشكل رئيسي على المساعدات الدولية لتأمين احتياجاتهم الأساسية؛ لذا فإن نقص هذه المساعدات يعرضهم لمخاطر الجوع والمرض
فاطمة، التي تعيش في المخيم منذ عام 2018، تُعَبّرعن قلقها المستمر مع تدهور الوضع الإنساني في المخيم
وتتحدث لـ”المشاهد”: “ليس لدينا سبيل آخر، نحن هنا على الطرف الآخر من الحياة لم يعد لدينا شيء نرغب به سوى البقاء والاستمرار فيها، لكن هذا الأمر أصبح صعبًا
شبح الجوع يلاحقنا كل يوم، ولا ندري ماذا سنفعل إذا توقفت هذه المساعدات بشكل كامل؟”
يصل عدد النازحين في اليمن إلى حوالي 4
8 ملايين شخص، ويشكل النساء والأطفال 80 % منهم، في ظل صعوبات الوصول للخدمات الأساسية، بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن
تصف فاطمة معاناتها بـ”السيئة” إزاء تأثرها بالعديد من الصعوبات المتمثلة في الحصول على الإمدادات الأساسية، مثل الماء النقي والغذاء الصحي والملابس الدافئة
وتضيف: “نعيش ظروفًا قاسية هنا في المخيم، وكل يوم يتفاقم الوضع
لا نملك أي مصدر دخل ثابت ونعتمد بشكل كبير على المساعدات”
وتشير فاطمة إلى أن المساعدات الإنسانية كانت تأتي بانتظام في الماضي، ولكن في الآونة الأخيرة قلّتْ الإمدادات وتقلصت وتيرة وصولها إلى المخيم
تعليقًا على ذلك، تقول: “قد يكون هذا نتيجة عدم الاستجابة الكافية من المجتمع الدولي لمعاناتنا
نحن بحاجة ماسة إلى مزيد من المساعدات للبقاء على قيد الحياة وتأمين احتياجات عائلاتنا”
تحذيرات مستمرة تعرضت لها اليمن بشأن الوضع الإنساني الصعب الذي يتربص باليمنيين
وتزداد التحديات الإنسانية في البلاد مع تفاقم مستويات انعدام الأمن الغذائي وتدهور الأوضاع المعيشية، في حين تستمر النداءات للمساعدة من قبل المنظمات الدولية
في العام الماضي تم تغطية نحو 58 % من احتياجات خطة الاستجابة الإنسانية لليمن المقدرة بحوالي 2
8 مليار دولار، بحسب منظمة الأمم المتحدة
بينما في العام الجاري 2025، فإن مستوى تغطية الخطة الإنسانية السنوية لم يتجاوز حتى سبتمبر 18%؛ مما يظهر فجوة تمويل كبيرة بين الاحتياج والتغطية
وقالت الأمم المتحدة في يونيو الماضي، إن انعدام الأمن الغذائي في اليمن وصل إلى مستويات قياسية
وبحلول مايو 2025، لم تتمكن 66% من الأسر اليمنية من تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية (استهلاك غذائي غير كافٍ)
الأمم المتحدة: انعدام الأمن الغذائي في اليمن وصل إلى مستويات قياسية
وبحلول مايو 2025، لم تتمكن 66% من الأسر اليمنية من تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية (استهلاك غذائي غير كافٍ)
وتضيف: ارتفع معدل الجوع الشديد (الأسر ذات استهلاك غذائي ضعيف) إلى 39%، حيث أبلغ حوالي أسرة من بين كل خمس أسر بأن شخصًا في المنزل قضى يومًا كاملاً وليلة دون طعام
الوضع هو الأسوأ في الضالع، الجوف، عمران، لحج، وحجة
المساعدة المقدمة من برنامج الغذاء العالمي مستمرة في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية وتغطي قرابة 3
4 مليون شخص، بحسب نفس المصدر
لكن المساعدات الغذائية في مناطق سيطرة جماعة الحوثي متوقفة منذ أبريل 2025؛ بسبب التعليق المؤقت لشحنات الغذاء الواردة إلى شمال اليمن
وتشير الأمم المتحدة إلى أن برنامج الغذاء العالمي يواجه نقصًا حادًا في التمويل؛ مما يهدد قدرته على استمرار تقديم المساعدات المنقذة للحياة على مستوى البلاد
المدير التنفيذي لمؤسسة جنات التنموية (منظمة غير حكومية تعمل في تعز)، مختار هزبر، أعرب عن قلقه البالغ إزاء شح المساعدات الإنسانية التي تصل إلى اليمن
وقال في حديث مع “المشاهد” إن الآلاف من اليمنيين يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الدولية للهيئات والمنظمات الخارجية
ومع حلول 2025، ازدادت التحديات والصعوبات التي يواجهها الشعب اليمني جراء الحرب والحصار وتدهور الوضع الاقتصادي
يقول هزبر: “في ظل الحرب وتدهور الوضع المعيشي يعتمد معظم اليمنيون بشكل رئيسي على المساعدات الإنسانية الدولية، لكن المتغيرات الأخيرة في الساحة العالمية وتعدد مناطق الصراع ساهم بشكل كبير في تناقص هذه المساعدات”
مختار هزبر، مدير تنفيذي لمنظمة غير حكومية في تعز: في ظل الحرب وتدهور الوضع المعيشي يعتمد معظم اليمنيون بشكل رئيسي على المساعدات الإنسانية الدولية، لكن المتغيرات الأخيرة في الساحة العالمية وتعدد مناطق الصراع ساهم بشكل كبير في تناقص هذه المساعدات”
يشدد هزبر على تعدد جوانب النقص في المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المساعدات الغذائية والإغاثية والمشاريع التنموية
ويعتبر ذلك التقصير الحاد في تلك المساعدات عائقًا كبيرًا أمام عمل المؤسسات المحلية في توفير المساعدات للمستحقين؛ ما يؤثر بشكل كبير على وضعهم
ويضيف لـ”المشاهد”: “نمر الآن في هذه المرحلة، بشح كبير في جانب المساعدات الغذائية، والجانب الاغاثي وجانب المشاريع لنا كمؤسسات محلية؛ مما يؤدى إلى صعوبة عملنا في الميدان؛ ونعاني أيضًا بشكل كبير جدًا من إيصال المساعدات للناس وعدم الايفاء بالوعود المقدمة من الجهات الدولية المانحة”
يرى هزبر أن استمرار هذا الشح في المساعدات الإنسانية سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن بصورة مزرية، وستزداد حدة الفقر وتتسع رقعة المعاناة للفئات السكانية المختلفة
ولهذا السبب، يناشد هزبر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والهيئات المعنية في مجال الإغاثة بإعادة النظر في الدعم المقدم إلى اليمن وزيادة حصة البلاد؛ للتخفيف من المعاناة التي يعيشها الناس
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير