الحاجة للاستثمار في البرادات لتنظيم السوق الزراعي
منذ 9 أشهر
شهدت الأسواق في عموم المدن اليمنية انخفاضاً غير مسبوق في أسعار البطاطا خلال الأشهر الماضية، ووصل سعر السلة الواحدة إلى ألفين وخمسمائة ريال في صنعاء والعديد من المحافظات شمالي اليمن
تسبب انخفاض سعر البطاطا بخسائر كبيرة للمزارعين، إذ تراجع السعر من 7000 ريال للسلة الواحدة في العام الماضي إلى 2500 ريال هذا العام
يقول مزارعون في محافظة عمران إن المبالغ التي يحصلون عليها من مبيعات البطاطا لا تغطي تكاليف الإنتاج
بعد أن تراكمت عليهم الديون، اضطر بعضهم إلى بيع ممتلكاتهم لتسديد تلك الديون
في حديثه لـ “المشاهد”، يقول مزارع في يريم بمحافظة إب: ” إن انقطاع صرف مرتبات موظفي الدولة في المحافظات الشمالية في اليمن دفع أعداد كبيرة من الموظفين إلى العودة إلى الريف والعمل في الزراعة، وأدى ذلك إلى ارتفاع حجم المحصول وتراجع الطلب”
يضيف: “يعتبر سعر البطاط في الوقت الحاضر كارثيا للمزارعين، لأنه لا يغطي تكاليف الإنتاج، واستمرار هذا الوضع قد يُجبر غالبية المزارعين على التوقف تماماً”
يؤكد المزارعون أن قطع الطرقات الرئيسية بين المحافظات تسبب في صعوبة نقل محصول البطاطا إلى المحافظات الجنوبية والشرقية التي كانت تستهلك نسبة كبيرة من هذا المحصول، وتراكمت هذه الكميات في المحافظات الشمالية في ظل تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين
وصلت إجمالي مساحة زراعة البطاطا في اليمن في 2021 إلى أكثر من 17 ألف هكتارا، حسب كتاب الإحصاء الزراعي الصادر من وزارة الزراعة والري في صنعاء
العديد من المزارعين اليمنيين يعملون في زراعة المحاصيل لتأمين حاجات أسرهم الغذائية وبيع الفائض لشراء ما يحتاجون
ومع استمرار تزايد إنتاج تلك المحاصيل، يرى الباحثون في المجال الزراعي أهمية وجود استراتيجيات لكي يتناسب العرض مع الطلب
المهندس وجيه المتوكل، مدير عام الإنتاج الزراعي بوزارة الزراعة والري بصنعاء، يقول لـ”المشاهد”: “هناك حاجة ملحة إلى وضع آلية جادة ومنظمة يقودها مستثمرون يمتلكون برادات عملاقة ومخازن كبيرة تستوعب أي محصول، ومن ثم إنزاله إلى السوق بما يغطي الطلب فقط، ومن هنا ينتظم المعروض وفقا لسياسة زراعية مدروسة”
وأضاف: “بالنسبة للخضار مثل البطاطس والطماطم، هناك تداخل بين مواسم الإنتاج في الهضبة الشرقية والمرتفعات الشمالية وسهل تهامة، وهذا يؤدي إلى ارتفاع العرض وتراجع الطلب”
يأمل المزارعون بتحسن السوق خلال المواسم القادمة، في حال توفرت غرف تبريد لحفظ الخضروات والفواكه، ما يسهل بتوزيعها على الأسواق المحلية حسب الطلب
يرى المتوكل أن من الأهمية بمكان أن تعمل وزارة الزراعة مع وزارة الصناعة والتجارة على توجيه مستثمرين لتنظيم سوق الفواكه والخضار، حيث يقوم المستثمرون بشراء ثلاجات تبريد لحفظ محاصيل الفواكه والخضروات
يقترح المتوكل أن يقوم كل مستثمر بالتركيز على محصول محدد، ويكون لهم فروع في كافة المحافظات وبعض المديريات، وشراء كميات المحاصيل الزراعية بسعر معقول، ويقومون بتخزينها في ثلاجاتهم، وتوزيعها في السوق حسب الطلب
بهذه الطريقة، وفقا للمتوكل، يستفيد المزارع ويضمن بيع منتجاته بسعر جيد، ويكون دور الوزارة وقطاع التسويق الإشراف فقط
وفي نوفمبر 2022، أصدرت وزارة الزراعة بصنعاء قراراً قضى بمنع استيراد بذور البطاطس من الخارج، معلنة الاكتفاء الذاتي منه بما يغطي احتياجات السوق المحلي، وتعد محافظة ذمار الأولى من حيث إنتاج بذور البطاطس مقارنة بالمحافظات اليمنية الأخرى
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير