الحديدة: محاربة البعوض بوسائل خطرة
منذ 3 أشهر
الحديدة – ياسمين الصلوييستخدم السكان في محافظة الحديدة، غرب اليمن، وسائل تقليدية لمكافحة البعوض، بهدف الحد من تفشى أمراض الحميات
لكن هذه الوسائل خطرة وتهدد صحة مستخدميها
تشمل هذه الوسائل: إشعال جذوع أنواع معينة من الأشجار، كراتين البيض، وروث الأبقار بعد تجفيفها أو وضع نواة التمر على جمر
كما يقومون بحرق ثمار أشجار الدوم (النخيل)، وجميعها تشكل خطرًا كبيرًا على الصحةيعد انتشار البعوض هو السبب الرئيسي والناقل لها للحميات المختلفة، بما في ذلك حمى الضنك خاصةً في الأحياء الشعبية، والمناطق الريفية، وتلك القريبة من البحر
المنازل الشعبية في الحديدة تتكون من فناء مفتوح، بداخله غرف، وتطل أبواب ونوافذ غرف المنزل على الفناء
ونتيجةً لذلك يجد سكان هذه البيوت صعوبةً في منع دخول البعوض إليها
ما يجعل الأهالي يستخدمون وسائل مختلفة لمحاربتها
يحدث هذا رغم أن الأهالي يدركون تمامًا أن وسائل مكافحة البعوض التقليدية ستؤثر على صحتهم وصحة أطفالهم
أم فاطمة، ربة أسرة، تعيش بمنزلٍ شعبي وسط الحديدة
تقول إنها تشعل كراتين البيض، لطرد البعوض من منزلها
وتحكي لـ«المشاهد» معاناتها: “ينتشر البعوض في أجزاء المنزل طيلة اليوم، فنضطر لإشعال الكراتين التي تطلق دخانًا يؤدي إلى هروب البعوض”
وتضيف أم فاطمة أنه إذا لم يجدوا كراتين البيض فيضطرون لإشعال أشجار “السيسبان” ثمار الدوم، ونواة التمر
مشيرةً إلى أن هذا هو ما يقوم به جميع سكان الحي نفسه
وينتشر البعوض في محافظة الحديدة خلال فصل الشتاء وحتى منتصف الربيع
حيث يتواجد بكثرة في المناطق القريبة من البحر؛ نتيجةً للرطوبة العالية، وانتشار الأشجار بالأحياء الشعبية، ووجود المستنقعات
بالإضافة إلى الأماكن التي تتكدس فيها القمامة، وفتحات تفتيش الصرف الصحي
تلك كانت وسائل السكان في مدينة الحديدة لمكافحة البعوض
أما في أرياف الحديدة فالوسائل مختلفة لكنها تظل خطرة صحيا
يعتمد أهالي قرية “مشرافة”، جنوب الحديدة، على روث الأبقار المجفف، الذي يبدو حلًا طبيعيًا للتخلص من البعوض، لكن أضراره الصحية خطيرة على المواطنين
يقول علي قائد، أحد أبناء القرية: إن أهالي القرية يحرصون على تجفيف روث الأبقار والاحتفاظ به حتى موسم انتشار البعوض
حيث يتم وضع روث الأبقار على الجمر فيطلق أدخنةً ذات رائحة مزعجة يهرب على إثرها البعوض
”عندما يتم حرق روث الأبقار، تنبعث منه غازات ضارة مثل الأمونيا و أول أكسيد الكربون، ما يسبب تهيّج الجهاز التنفسي
كما يسبب صعوبة في التنفس، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض التنفسية المزمنة مثل الربو، حسب الدكتور عصام أحمد القرودع، استشاري الجراحة العامة، وجراحة الصدر، وجراحة المناظير الحديثة
الدكتور عصام القرودع: عندما يتم حرق روث الأبقار، تنبعث منه غازات ضارة مثل الأمونيا و أول أكسيد الكربون، ما يسبب تهيّج الجهاز التنفسي
كما يسبب صعوبة في التنفس، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض التنفسية المزمنة مثل الربو
”أما كراتين البيض فتحتوي على مواد كيميائية ومواد لاصقة، وعند حرقها، تنبعث منها مواد سامة مثل: الديوكسينات، والفورمالديهايد
مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل الربو والسعال المزمن والتهابات الشعب الهوائية، حسب القرودع
ويوضح القرودع لـ«المشاهد» أن حرق جذوع الأشجار يسبب إطلاق جسيمات دقيقة ملوثة للهواء، تتسبب في تهيّج العيون والجلد والجهاز التنفسي
ويتابع: المواد الكيميائية المنبعثة من حرق هذه المواد تؤدي لتهيّج العينين والأغشية المخاطية؛ واحمرار وحكة في العينين وسيلان الأنف
”ويضيف: كما أن التعرض المستمر لهذه الأدخنة يؤدي إلى مخاطر طويلة الأمد، منها الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان
”واعتبر الدكتور القردوع أن هذه الوسائل تسهم في تدهور ما أسماها “جودة الحياة”
موضحًا: “يؤدي انتشار الدخان داخل المنازل إلى الشعور بالاختناق وضيق التنفس وتقليل القدرة على التركيز والنوم
يدعو مدير إدارة التثقيف والإعلام الصحي، بمكتب الصحة، محافظة الحديدة، عباس زهير، في الحكومة، الجهات المعنية لمحاربة انتشار البعوض بمختلف مناطق المحافظة
مقترحًا أن تبدأ تلك الجهود بتفعيل دور التثقيف والإعلام الصحي، وتكثيف التوعية بطرق الوقاية من البعوض
مشيرًا إلى أن ذلك يمكن أن يتم عبر الإعلام أو بتنفيذ نزولات ميدانية بشأن المخاطر المترتبة من استخدام هذه الوسائل
والتعريف بالطرق المناسبة التي من شأنها أن تحارب البعوض
لافتًا إلى أن هذه الجهود إذا تمت، فستخفف من انتشار هذه المخاطر بنسبة تصل إلى 70 في المائة
ويرى زهير أن التوعية يجب أن تشمل الأسر، والتوعية بضرورة التخلص من الأواني والخزانات المكشوفة والقديمة، وغير الصالحة
والتي تستخدم لتخزين المياه، بالإضافة إلى دعم هذه الأسر بخزانات جديدة محكمة الإغلاق، لاسيما الأسر الفقيرة
وشدد زهير، خلال حديثه مع «المشاهد»، على ضرورة توسيع أنشطة الرش الضبابي التي تسهم بمحاربة البعوض
منتقدًا تدني مستويات حملات الرش الضبابي
وقال إن تلك الأنشطة تستهدف مناطق محدودة، بينما يفوق عدد سكان مديرية الخوخة مثلا مائتي ألف شخص ما بين نازحين ومقيمين
لذلك لا بد من تنفيذ حملات تستهدف كافة المناطق” وفقًا لزهير
يتحدث مدير إدارة الإعلام الصحي بالمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي بوزارة الصحة والبيئة بحكومة صنعاء، زكي الذبحاني، عن الوسائل البديلة
ويقول الذبحاني لـ«المشاهد» إن الأدخنة بطبيعة الحال سامة، ونواتج احتراقها قد تشكل خطرًا على صحة المواطنين
حيث من الممكن أن تتسبب بحالات اختناق أو حساسية تنفسية، وبالتالي ليست وسيلة آمنة للاستخدام
”زكي الذبحاني، مدير إدارة الإعلام الصحي بالمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي(صنعاء): إن الأدخنة بطبيعة الحال سامة، ونواتج احتراقها قد تشكل خطرًا على صحة المواطنين
حيث من الممكن أن تتسبب بحالات اختناق أو حساسية تنفسية، وبالتالي ليست وسيلة آمنة للاستخدام
”ويشير إلى وسائل بديلة أكثر أمانًا لتجنب لدغ البعوض، مثل الناموسيات المشبعة بالمبيد ودهان الجلد الطارد للبعوض
بالإضافة إلى الاهتمام بوسائل الحماية المنزلية ووضع شبابيك الفتحات الضيقة والتي لا يتمكن البعوض من النفاذ منها
ويضيف: لا بد من ردم البرك والمستنقعات وتصريف مياه الأمطار بطريقة صحيحة، وعدم ترك خزانات المياه مكشوفة
واستخدام شبابيك على الأبواب والنوافذ لمنع دخول البعوض إلى المنزل
والتخلص من أي تجمعٍ للمياه لأكثر من يومين، كمياه المكيفات خارج المنزل، وأحواض سقاية المواشي
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير