الحرب تفاقم مرض السكري في اليمن

منذ سنة

صنعاء – نبيل شايع :يتردد أمين السلمي، 48 عاما، على الصيدلية المركزية بمستشفى الكويت بصنعاء كل يوم، بحثا عن علاج الإنسولين الخاص به والذي يتم صرفه بالمجان، لكنه عادة ما يرجع دون أن يحصل على الدواء بسبب عدم توفره من قبل وزارة الصحة في صنعاء

هذه المشكلة تفاقم من تدهور صحة السلمي نتيجة لعدم مقدرته شراء الإنسولين من الصيدليات التجارية بسبب انقطاع مرتبه التقاعدي منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل تسعة أعوام

يقول السلمي لـ “المشاهد”: “اضطر إلى الانتظار أسابيع وأحيانا لشهر حتى يتمكن من الحصول على الإنسولين إما من صيدلية وزارة الصحة أو من جمعيات محلية أو من فاعلي خير”

السلمي مثال واحد لمئات الآلاف من اليمنيين المصابين بمرض السكري الذين هم غير قادرين على دفع ثمن الدواء بسبب الحرب التي خلقت المزيد من من مرضى السكري في اليمن، إذ تشير التقديرات إلى وجود أكثر من (1,500,000) مريض بالسكري في اليمن

تصف اللجنة الدولية للصليب الأحمر وضع مرضى السكري في اليمن بأنهم يعيشون “مسألة حياة أو موت للحصول على الأنسولين”، وتلفت إلى أنها تبرعت العام الفائت ب 200 ألف قارورة إنسولين للسلطات الصحية في صنعاء وعدن لضمان حصول مرضى السكري على الأدوية التي يحتاجونها، لكن أطباء يقولون ل “المشاهد” إن تلك المساعدات لا تلبي كل احتياجات مرضى السكري في البلاد

أسباب مرض السكريالسكري من الأمراض المزمنة الناتجة عن عوامل وراثیة وبیئیة مختلفة تحدث بسبب نقص جزئي أو كامل في إفراز ھرمون الإنسولین من غدة البنكرياس، ما يسبب عجز الجسم عن الاستفادة من السكر في تولید الطاقة بصورة فعالة، وعند ذلك بتراكم السكر في الدم، بحسب مختار حسان، استشاري أمراض الباطنية في صنعاء

يقول حسان ل “المشاهد” إن هناك مسببات عدة لمرض السكري، منها الوراثة والسمنة والإفراط في تناول الدهون والخمول، مشيرا إلى تزايد أعداد مرضى السكري في اليمن خاصة بين الأطفال منذ اندلاع الحرب بسبب التوتر والضغط النفسي والخوف والقلق الناتج عن القصف والعمليات الحربية إضافة إلى سوء التغذية

توضح دراسة لمنظمة الصحة العالمية أن مرض السكري يتسبب في الوفاة المبكرة، ومشكلات صحية أخرى، كالعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتة الدماغية وبتر الأطراف السفلية، وهي تداعيات بالغة التأثير على حياة المصابين في اليمن، البلد الذي يفتقر الملايين من المواطنين فيه إلى رعاية صحية مثالية

صعوبة تخزين الدواءيعتمد غالبية مرضى السكري في اليمن على دواء الإنسولين، حيث يؤخذ بالحقن كبديل للإنسولين الطبيعي، ويؤخذ الدواء على جرعات تختلف من مريض لآخر قبل تناول وجبات الطعام، وعادة ما يحفظ هذا الدواء في الثلاجة

الصيدلي خالد البرطي يقول ل “المشاهد” إن مشكلة تخزين دواء الإنسولين هي من أكثر المشاكل التي تؤرق الكثير من العائلات التي لا تعرف كيف تتصرف، وبسبب ذلك يحرم المرضى من استخدام الدواء

لكن الكثير من المصابين بمرض السكري في صنعاء يعانون بسبب عدم مقدرتهم على الاحتفاظ بالدواء لأيام أو أسابيع لأنهم لا يستطيعون دفع رسوم الكهرباء التجارية التي ستفرض عليهم في حال تشغيل الثلاجات في منازلهم

تقول، أم سامية الروضي، ل “المشاهد”، إنها تضع الإنسولين الخاص بابنتها في مكعبات الثلج للحفاظ على الدواء في درجة حرارة منخفضة، وتشتري ثلج كل يومين

تضيف الأم أن ابنتها، سامية، 9 أعوام، أصيبت بمرض السكري حينما فزعت من القصف الذي نفذه التحالف العربي على مبنى الشرطة العسكرية بصنعاء العام 2018

تشجيع استيراد الأدوية والتوعيةنائب رئيس مركز علاج مرضى داء السكري بصنعاء، الدكتور عبدالكافي الحداد، يقول إن من ضمن الأسباب الرئيسية لمعاناة المرضى هي عدم دخول الأدوية عبر مطار صنعاء، بسبب الحصار، وبسبب امتناع بعض وكلاء الدواء عن إدخال الإنسولين إلى السوق المحلية بكميات كبيرة

ويشير الحداد في حديثه مع “المشاهد” إلى أن الإنسولين الذي يتم دخوله إلى صنعاء، وعدد من المحافظات اليمنية عبر البر لا يصل إلا وقد انتهت فعاليته نتيجة لسوء التخزين وطول مدة النقل، ويؤكد الحداد على أهمية تشجيع شركات الأدوية لاستيراد الإنسولين بأسعار تكون في متناول جميع المرضى

الناشط بديع الحمادي من مؤسسة أصدقاء مرضى السكري يرى أن مشكلة تزايد معاناة مرضى السكري خلال سنوات الحرب قد تفاقمت، ويقول إن كافة أطراف النزاع في اليمن مسؤولية هذه المشكلة

يعتقد الحمادي أن توعية المواطنين بهذا المرض تستطيع مساعدتهم على اتخاذ التدابير التي تقيهم من الإصابة به، حيث يعمل على التوعية من خلال اللقاءات المجتمعية، أو نشر الوعي عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير