الحرمان من الرضاعة الطبيعية في اليمن
منذ 9 أشهر
تعز- أسامة فرحانتحتفل أكثر من 170 دولة بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية في الأسبوع الأول من أغسطس كل عام
يأتي الاحتفال بهذه المناسبة من أجل تشجيع الرضاعة الطبيعية لتحسين صحة الأطفال الرضع في جميع أنحاء العالم
في اليمن، لا زال معدل الرضاعة الطبيعية منخفضًا، بخاصة في الستة الأشهر الأولى من عمر الطفل، ما يؤثر على صحة الطفل ونموه السليم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية
وتشير المنظمة إلى أن نسبة الرضاعة الطبيعية في اليمن أقل من 20%، ويعود ذلك إلى الممارسات التغذوية غير السليمة
تؤكد المنظمة الأممية أن الرضاعة الطبيعية تحمي الأطفال من الأمراض المعدية الشائعة، وتسهم في تعزير أنظمة المناعة لديهم، وتوفر لهم المغذيات الأساسية للنمو وتحقيق كامل إمكاناتهم
على الرغم من أهمية الرضاعة الطبيعية لصحة الطفل، إلا أن معظم المواليد لا يحصلون على الرضاعة الطبيعية في اليمن، ويحدث ذلك لعدة عوامل
ضحى الأغبري، أخصائية تغذية، تقول لـ “المشاهد” إن من أهم الأسباب الرئيسية لتدني معدل الرضاعة الطبيعية في اليمن هو سوء تغذية الأم المرضعة، حيث إن تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد أدى إلى تفاقم الفقر، ما جعل حصول الأم المرضع على الغذاء أمرًا بالغ الصعوبة
تضيف: “هناك بعض الممارسات الخاطئة من قبل الأم، وهذه الممارسات ناجمة عن قلة الوعي
مثلًا، بعض الرُضع يجد صعوبة في التقاط حلمة ثدي الأم، وبدلًا من قيام الأم بمساعدته وتكرار العملية أكثر من مره تدريجيًا حتى يتمكن من ذلك، نجدها تلجأ إلى الحليب الصناعي، وهذا يؤدي إلى قلة حليبها الطبيعي وجفافه”
الأمهات المرضعات في سوق العملالعديد من الأمهات في اليمن يعتمدن على أنفسهن للحصول على الدخل المادي، وتوفير متطلبات المعيشة، من خلال العمل في المهن المختلفة
عندما تلتحق الأم المرضع بسوق العمل في فترة الرضاعة العامل، لا يحصل الطفل على حليب الأم بشكل منتظم طوال اليوم، الأمر الذي يحرمه من الرضاعة الطبيعية
الأخصائية الاجتماعية، مروى قاسم، تقول لـ “المشاهد” إن الوضع الاقتصادي المتدني أدى إلى انخراط عدد كبير من الأمهات المرضعات إلى سوق العمل ومواجهة تحديات المعيشة، ويعد هذا سببًا لتدني معدل الرضاعة الطبيعية في اليمن
تشير قاسم إلى أن الثقافة المجتمعية والمعتقدات السائدة لدى البعض تلعب دورًا كبيرًا في تدني معدل الرضاعة الطبيعية باليمن، إذ إن الرضاعة الطبيعية تُحظر في الأماكن العامة نتيجة الثقافة المجتمعية السائدة
تضيف: “هناك معتقدات لا تزال منتشرة في بعض المناطق اليمنية تمنع الطفل من رضاعة حليب الأم في الأيام الأولى من الولادة، ويطلق على الحليب في الأيام الأولى “اللبأ”، وتشجع الأمهات على تقديم الحليب الصناعي للأطفال الرضع”
إحصائية حديثة لمنظمة اليونيسف تفيد بأن معدل البدء المبكر في الرضاعة الطبيعية باليمن في غضون الساعات الأولى يبلغ 40% فقط، في حين أنه يجب إرضاع الأطفال رضاعة طبيعية في غضون ساعة واحدة من الولادة
الغذاء الأمثل للطفلللرضاعة الطبيعية فوائد عدة لصحة الطفل ونموه، وفي هذا السياق تقول أخصائية التغذية ضحى الأغبري أن حليب الأم يحتوي على تركيبة غذائية متكاملة ومناسبة لاحتياجات الطفل في كل مرحلة من مراحل نموه، خاصةً في الفترة الأولى، حيث يتميز حليب اللبأ في الأم المرضع بتركيز عالٍ من الأجسام المضادة التي تقوي جهاز المناعة، وتحمي الطفل من أمراض عديدة، مثل الفيروسات والبكتيريا، ويقلل إصابته بأمراض الجهاز التنفسي
تتابع: “حليب الأم يوفر جميع العناصر الغذائية اللازمة من الكالسيوم والبروتينات والدهون بنسب متوازنة، لنمو الطفل بشكل صحي وسليم، كما تعمل على حماية الطفل من خطر الإصابة بالإسهالات وأمراض الحساسية، بالإضافة إلى تعزيز ذكاءه وقدرته على التعلم والتركيز”
لا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية على الطفل فقط، وفقًا للأغبري، حيث إن الرضاعة الطبيعية تقلل من نسبة إصابة الأم بسرطان الرحم والمبيض والثدي، كما تساعد على انقباض الرحم، وإعادة حجم بطن الأم كما كانت عليه قبل الولادة
طرق التوعيةللحد من تدني معدل الرضاعة الطبيعية في اليمن، وخلق مجتمع مهتم بالرضاعة الطبيعية، تقترح الأخصائية الاجتماعية، مروى قاسم، ضرورة تنظيم دورات تعليمية وتوعوية للأمهات بأهمية الرضاعة، وتوزيع مواد إرشادية وملصقات لتعزيز الممارسات الصحية للرضاعة الطبيعية
وتدعو قاسم الأسرة والمجتمع والحكومة أن يعملوا سويًا على تشجيع الأمهات على ممارسة الرضاعة الطبيعية منذ البداية، وإشراك خطباء المساجد والمؤثرين في المجتمع في حملات داعمة لتعزيز الرضاعة الطبيعية، كونها عامل أساسي لصحة الأمهات والأطفال
تتفق أخصائية التغذية ضحى الأغبري مع الأخصائية الاجتماعية مروى قاسم، وتؤكد إن التوعية المباشرة في المراكز الصحية هي أفضل الطرق للتوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية، واقترحت أن يتم استغلال وقت الانتظار الذي تقضيه الأم الحامل عند ذهابها للمراجعة بتقديم توعية عن أهمية الرضاعة الطبيعية لها ولطفلها
تختم الأغبري حديثها، وتقول: “ينبغي استغلال مواقع التواصل الاجتماعي للتوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية، لأن هذه المنصات باتت الوسيلة الأكثر فعالية للوصول إلى شريحة واسعة من الأمهات”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير