الحكومة والغياب عن مفاوضات الرياض

منذ 2 سنوات

تعز – فخر العزب بعد أن عاد وفد جماعة الحوثي المفاوض من العاصمة السعودية الرياض إلى صنعاء وأجرى مفاوضات مباشرة مع الجانب السعودي استمرت لمدة خمسة أيام لم تتضح ماهي نتائج هذه المفاوضات، واكتفى الحوثيون بوصفها بالإيجابية

المفاوضات غابت عنها الحكومة، ويقدم السعوديون أنفسهم كوسيط، والحوثيون يؤكدون أنهم يتفاوضون مع السعودية باعتبارها طرفًا في المفاوضات، وهي المعنية بها كونها قائدة التحالف العربي الذي شن عمليات عسكرية في مارس 2015 تحت مسمى عاصفة الحزم

في السياق، وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي إن أي تراخ من جانب المجتمع الدولي أو التفريط بالمركز القانوني للدولة، أو حتى التعامل مع المليشيات كسلطة أمر واقع، من شأنه أن يجعل من ممارسة القمع، وانتهاك الحريات العامة، سلوكًا يتعذر التخلص منه بأي حال من الأحوال

وقالت هيئة التشاور والمصالحة إن أي مشاورات سياسية شاملة ومباشرة بين الحكومة المعترف بها دوليًا ومليشيا الحوثي يجب أن تتم على قاعدة “الشرعية والانقلاب”

وأكدت أن الحل يجب أن يكون وفقًا لمرجعيات الحل الشامل المتفق عليها محليًا وإقليميًا ودوليًا، والالتزامات التي تضمنتها الاتفاقات بين قوى ومكونات الشرعية

وشددت رئاسة هيئة التشاور والمصالحة في اجتماع لها على ضرورة الإعلان عن الوفد التفاوضي المشترك وتفعيل دوره بشكل فوري

كما حذرت من أن تأخير تشكيل الوفد التفاوضي سيسهم في تغييب الشرعية ومؤسساتها في ملف إيقاف الحرب وعملية السلام

هذه المواقف تقود للتساؤل عن عدم حضور وفد الحكومة في المفاوضات، بين الغياب والتغييب، وتداعيات ذلك، وتأثيره على مسار المفاوضات الحالية

“المشاهد” تواصل بأكثر من مسؤول في الحكومة، لكنهم رفضوا التعليق على الأمر

وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي خالد بقلان في حديثه لـ”المشاهد” إن “سلطنة عمان كانت تقوم بدور وسيط بين الحوثيين كطرف والسعودية كطرف، هذا شيء يعلمه الجميع، ولكن السعودية تعاملت مع الحوثي كوسيط، وهو ما رفضه الحوثي في البدء، لكنه قَبِل ذلك الدور بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية-الإيرانية”

وأوضح بقلان أن ما يجري هو تغييب وتجاهل للشرعية وتحديدًا من قبل سلطنة عمان، لكن المسار الأممي لا يعترف إلا بالشرعية، ولا يمكن أن يكون هناك اتفاق إلا بوجودها كطرف أمام الحوثي، وهذا ما أكده تصريح الأمير السعودي خالد بن سلمان بعد لقائه بوفد الحوثيين، حيث أكد أن بلاده مع حوار يمني- يمني تحت سقف الأمم المتحدة، مما يعني أن الحوثيين وصلوا للرياض بسقف عالٍ تم رفضه بصيغة أو بأخرى، وخرج وزير الدفاع السعودي بهذا التصريح ليؤكد بشكل أو بآخر فشل المسار العماني”

ويشير بقلان إلى أن “التحالف قد يتوارى في أي لحظة، وأرى أن دفع التحالف للشرعية لتسوية تشرعن للحوثي هو الخطأ غير المقبول، كما أرى أن كل القوى المنضوية في إطار الشرعية أو لنقول في مجلس القيادة بما فيها المجلس الانتقالي الجنوبي لن تشذ عما يراه الأشقاء في التحالف بقطبيه المملكة والإمارات”

وكان عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي، قد قال إن محادثات الرياض الأخيرة مع وفد جماعة الحوثي كانت أولية، وإن المجلس الانتقالي سيشارك في مراحل لاحقة

الزبيدي الذي تحدث لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية طالب بعودة الدولة الجنوبية بسيادتها الكاملة، مشيرًا إلى أن “هذا سيحدث من خلال بِدء المفاوضات مع الحوثيين، وبالتأكيد ستكون المفاوضات طويلة، وهذا هو هدف استراتيجيتنا للمفاوضات معهم”

الناشط السياسي محمد الأديمي قال لـ”المشاهد” إن “الحكومة تعاني من الغياب والتغييب من المفاوضات بنفس الوقت، فهي حتى الآن لم تشكل وفدًا مفاوضًا بشكل رسمي بحيث يصدر به قرار جمهوري، كما أنها تتعرض للتغييب من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية والتي تريد هذا الأمر لأسباب خاصة بها، كما أن الشرعية وضعت نفسها في هذا المكان المسلوب القرار والإرادة السياسية”

وأوضح الأديمي “بغض النظر عن كون السعودية طرفًا في المفاوضات أم مجرد وسيط، ففي الحالتين تكمن الإشكالية في أنها من خلال المفاوضات تتعامل مع جماعة الحوثي كسلطة أمر واقع، وبالتالي هذا الأمر سيجعلها تمنح الحوثيين استحقاقات في المرحلة القادمة والتي تلي التوقيع على الحل السياسي، كما أنه بمثابة تخلي عن الحكومة التي تداعت بمواقفها الأخيرة للتحذير من التعامل مع الحوثي كأمر واقع، بينما بعض مؤسسات الدولة وتحديدًا هيئة التشاور والمصالحة ذهبت للمطالبة بتشكيل وفد مفاوض للشرعية وكأنها تطلب من التحالف اتخاذ هذا الأمر”

ويرى الأديمي أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الآخر سلم قراره لأحد أطراف التحالف، وتحديدًا الإمارات، معتبرًا أن أي موقف للانتقالي من المفاوضات الهادفة للوصول لتسوية سياسية لن تكون أكثر من تسجيل موقف حسب تعبيره، موضحًا أن “المؤشرات تشير إلى أن التحالف العربي اتخذ قرارًا بتفكيك القوى الموالية له وفي المقدمة المجلس الانتقالي الذي سيكون مرغمًا على المشاركة بالتسوية السياسية للخروج بأقل الخسائر”

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير