الحوثي وخارطة الطريق: خطاب السلام المزعوم يخفي مشروعًا إيرانياً فاشلاً

منذ 3 ساعات

في الوقت الذي تتزايد فيه الدعوات الإقليمية والدولية لإحياء مسار السلام في اليمن، يواصل الحوثيون التهرب من الاستحقاقات السياسية والإنسانية، رافضين خارطة الطريق التي قدّمتها الأمم المتحدة، ومفضلين البقاء في فلك المشروع الإيراني الذي مني بنكسة كبيرة خلال الأشهر الماضية

رفض خارطة الطريق والارتهان لطهرانبحسب مراقبين، فإن جماعة الحوثي اختارت مجددًا رفض خارطة الطريق للسلام، وفضّلت الارتماء في أحضان إيران والانخراط في حروبها الإقليمية

وقد انعكس هذا الخيار في سلسلة من الهزائم المتتالية لمحور طهران، بدءًا من تراجع حزب الله اللبناني ونظام بشار الأسد، وصولاً إلى تدمير مطار صنعاء وميناء الحديدة ومقتل قيادات حوثية بارزة نتيجة التصعيد العسكري الأخير

ويرى محللون أن الحوثيين يحاولون اليوم العودة بخطاب متذاكٍ يتجاهل الواقع والهزائم، متقمصين دور طالب السلام في حين أنهم يواصلون رفض دفع رواتب الموظفين ونهب الموارد العامة، ما فاقم معاناة ملايين اليمنيين الذين أنهكتهم الحرب والجوع وانعدام الخدمات

خطاب مزدوج ومراوغة سياسيةيقول خبراء إن الجماعة تسعى عبر خطابها الإعلامي الجديد إلى الظهور بمظهر الساعي للسلام، لكنها ترفض الجلوس مع الحكومة الشرعية التي تُعد الممثل الحقيقي للشعب اليمني

ويؤكدون أن أي التفاف على الالتزامات أو مناورات إعلامية لا يمكن تفسيرها إلا كمحاولة لخداع الداخل والخارج

ويضيف الخبراء أن الحوثي لا يزال أداةً بيد الحرس الثوري الإيراني، وأن كل قراراته تُصنع في طهران، لا في صنعاء، الأمر الذي يجعل من الصعب تصديقه كشريك في أي عملية سلام حقيقية

سقوط مشروع إيران في المنطقةالتطورات الأخيرة في الإقليم كشفت – بحسب مراقبين – فشل المشروع الإيراني وتخلي طهران عن أذرعها حين تهاوت مواقعها

فإيران لم تتدخل لإنقاذ حزب الله أو نظام بشار، ولم تطالب حتى بوقف الحرب على غزة، فيما انشغل الحوثي بحماية مصالح طهران بدلاً من الدفاع عن القضية الفلسطينية أو عن مصالح اليمنيين

ويشير المراقبون إلى أن الحوثيين باتوا اليوم في عزلة متزايدة بعد انكشاف تبعيتهم لإيران، في وقت تتعاظم فيه الضغوط الشعبية عليهم جراء تدهور الأوضاع المعيشية وانقطاع الرواتب وانعدام الخدمات الأساسية

سلام حقيقي أم هدنة مؤقتة؟يؤكد محللون سياسيون أن السلام في اليمن لن يتحقق عبر الشعارات أو المبادرات الشكلية، بل عبر إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة

فكل هدنة بالنسبة للحوثيين – كما يقولون – ليست سوى استراحة لإعادة التسلح أو فرصة للابتزاز السياسي، فيما تستمر معاناة المواطنين تحت وطأة الفقر والجوع والحرمان

ويختم أحد المحللين بالقول إن من يخزن السلاح ويحفر الخنادق ويغرس فكراً دخيلًا على المجتمع اليمني، لا يمكنه أن يفهم معنى السلام الحقيقي، بل يهرب من استحقاقاته كلما اقتربت فرص الحل