الحوثيون في مرمى العاصفة: تهديدات وجودية بعد انكفاء إيران
منذ 7 ساعات
رغم انحسار المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران، يواصل الحوثيون في اليمن إشعال جبهة منفصلة، معلنين عن استهداف جديد بصاروخ باليستي من نوع ذو الفقار باتجاه منطقة بئر السبع الإسرائيلية، في تحدٍّ لافت لما تبقى من التهدئة الإقليمية الهشة
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية اعتراض الصاروخ وسماع دوي انفجار شرق المنطقة، فيما أعلن المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، عن تنفيذ عمليات صاروخية ومسيّرة أخرى خلال الأيام الماضية، قال إنها استهدفت تل أبيب وحيفا، دون تأكيد رسمي من تل أبيب على هذه المزاعم
وفي خطابه الأخير، جدد زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، تهديده بإغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية، فيما اعتبر مسؤول أميركي رفيع، اللفتنانت جنرال ألكسوس جرينكويش، أن الجماعة ستظل تهديداً دائماً لأمن واشنطن، في شهادة أمام الكونغرس
لكن خلف التصعيد الظاهري، يلوح مشهد أكثر هشاشة
فبحسب محللين، بدأ الدعم الإيراني للحوثيين يتراجع بعد الضربات التي تلقّتها طهران مؤخرًا، وسط حديث عن أن الجماعة قد تُضحّى بها إن تطلب الأمر حماية مصالح إيران النووية
ورجّح مركز اليمن والخليج للدراسات أن الجماعة لم تنخرط بفاعلية إلى جانب إيران في المواجهة الأخيرة، خشية العودة إلى دائرة الاستهداف الأميركي، خاصة بعد اتفاق تهدئة رعته سلطنة عمان
وفي المقابل، كشفت تل أبيب عن تحركات لاحتواء التهديد الحوثي، إذ أمر وزير الدفاع الإسرائيلي بوضع خطة للتعامل مع الجماعة، وسط تقارير عن تصاعد الأنشطة الاستخباراتية لرصد مواقعها وتحركاتها
في الداخل اليمني، وبينما تتراجع فرص الجماعة في لعب أدوار إقليمية كبرى، تسعى لتأمين وجودها عبر تكثيف التصعيد الميداني في مأرب وتعز والضالع، في خرق جديد لاتفاق الهدنة الأممية
ويرى الباحث السياسي فارس البيل أن الحوثيين باتوا أمام مفترق حاد: فإما البقاء كقوة داخلية منبوذة، أو السقوط من حسابات ما بعد التفاهم الإيراني-الغربي المرتقب
وبين صاروخ أُطلق في العراء وهدنة مكسورة، تبدو الجماعة في سباق مع الزمن لنجاة قد لا تأتي