الحوثيّون "يهربون إلى الأمام .. من مواجهة جوع اليمنيين إلى التّصعيد ضد السّعوديّة!

منذ 4 ساعات

كتب - محمد الغباري مع تَعَثُّرِ الجُهودِ الَّتي بَذَلَتْها سَلْطَنَةُ عُمانَ لِإِعادَةِ إِحْياءِ خَريطَةِ طَريقِ السَّلامِ في اليَمَنِ، اِخْتارَ الحُوثِيّونَ التَّصْعيدَ ضد السَّعودِيَّة باعتِبار ذلك أَقْصَرَ الطُّرُقِ واقَلَّها كُلْفَةً من مُواجَهَةِ اِنْفِجارٍ مُجْتَمَعِيٍّ بِسَبَبِ الجوعِ والصِّراعِ بَيْنَ الأَجْنِحَةِ المُشَكِّلَةِ لِهَذِهِ الجَماعَةِ الَّتي تُسَيْطِرُ على أَجْزاءٍ من شَمالِ البِلاد

مُنْذُ ما بَعْدَ تَوْقيعِ اِتِّفاقِ غَزَّةَ، وَجَدَ الحُوثِيّونَ أَنْفُسَهُمْ أَمامَ خَيارَيْنِ؛ إِمّا إِحْياءُ خَريطَةِ طَرِيقِ السَّلامِ الَّتِي تَوَقَّفَتْ مُنْذُ نِهايَةِ العامِ 2023 والَّتي تَحْمِلُ في طَيّاتِها مَكاسِبَ اِقْتِصادِيَّةً وَسِياسِيَّةً كَبِيرَةً لَهُمْ والَّتي كانَتْ حَصيلَةَ تِفاهُماتٍ سعودِيَّةٍ - عُمانِيَّةٍ، أَوْ مُواجَهَةُ اِنْفِجارٍ اِجْتِماعِيٍّ مع وُجودِ نَحْوِ 12 مِلْيونَ شَخْصٍ يَتَهَدَّدُهُمُ الجوعُ في مَناطِقِ سَيْطَرَتِهِمْ بِسَبَبِ تَوَقُّفِ صَرْفِ المُرَتَّباتِ والمُساعَداتِ الإِغاثِيَّة

  مَسْقَط التي تَحْتَفِظُ بِعَلاقَةٍ وَثيقَةٍ مع الحُوثِيِّينَ تَضْغَطُ بِقُوَّةٍ - طِبْقًا لِمَصادِرَ سِياسِيَّةٍ وَديبْلوماسِيَّةٍ من أَجْلِ إِعادَةِ إِحْياءِ خَريطَةِ طَرِيقِ السَّلامِ، إِلّا أَنَّ الرِّياضَ لا تَزالُ تَتَرَيَّثُ في ذَلِكَ مع وُجودِ مُعارَضَةٍ أَميرْكيَّةٍ لِمَضامينِها الَّتي تَمْنَحُ الحُوثِيّينَ نِسْبَةً عَالِيَةً من عائِداتِ تَصْديرِ النَّفْطِ والغازِ، إلى جانِبِ تَحَمُّلِ المَمْلَكَةِ تَغْطِيَةَ بَنْدِ رَواتِبِ المُوظَّفين، مُضافًا إِلَيْها تَحَفُّظُ الحُكومَةِ اليَمَنِيَّةِ على جُزْءٍ كَبِيرٍ من بُنودِها

ومع أَنَّ نَتائِجَ تِلْكَ التَّحَرُّكاتِ العُمانِيَّة لا تَزالُ مُتَواضِعَةً، وَوَسَطَ تَصْعيدٍ غَيْرِ مَسْبوقٍ مِنَ الحُوثِيّينَ مع الأُمَمِ المُتَّحِدَةِ واقْتِحامِ مَكاتِبِها في صَنْعاءَ واعْتِقالِ العَشَراتِ من مُوَظَّفيها المَحَلِّيّينَ بِتُهَمِ التَّجَسُّس، صَعَّدَتْ وَسائِلُ إِعْلامِ الحُوثِيِّينَ من خِطابِها العِدائِيّ نَحْوَ السَّعودِيَّةِ وَهَدَّدَتْ بِاِسْتِهْدافِ أَراضيها

وَتَوَّجَت هذه الحَمْلَة في تَصْريحاتِ القِيادِيِّ علي العماد، العُضْوِ البارِزِ في المَكْتَبِ السِّياسِيِّ لِلْحُوثِيّينَ والمُقَرَّبِ من عَبْدِ المَلِكِ الحُوثيِّ، والَّتِي أَعْلَنَ من خِلالِها أَنَّهُمُ الآنَ في حَالَةِ حَرْبٍ مع السَّعودِيَّةِ

وَرَبَطَ هَذَا التَّصْعِيدَ بِالقَبْضِ مُؤَخَّرًا على ما وَصَفَهُ بِشَبَكَةِ تَجَسُّسٍ مُقَرُّها المَمْلَكَةُ كانَتْ تُنَسِّقُ مع كُلٍّ مِنَ الموسادِ وَوِكالَةِ المُخابَراتِ المَرْكَزيَّةِ الأَميرْكيَّةِ، وَقَالَ إِنَّ لَدَيْهِمْ أَدِلَّةً دامِغَةً على هَذِهِ الشَّبَكَة

ومن على قَناةِ المَسيرَةِ النّاطِقَةِ بِلِسانِ الحُوثِيّينَ، اِتَّهَمَ العماد السَّعودِيَّةَ بِعَدَمِ الوَفاءِ بِكُلِّ تَعَهُّداتِها السّابِقَة

واسْتَشْهَدَ بِاِتِّفاقِيَّةِ تَبادُلِ الأَسْرَى، الَّتِي قالَ إِنَّ الرِّياضَ لَمْ تَلْتَزِمْ بِها، بِالإِضافَةِ إلى خَريطَةِ طَريقِ السَّلامِ، والَّتِي رَفَضَتْ تَنْفيذَها أَيْضًا، وَزَعَمَ أَنَّ المَمْلَكَةَ دَعَمَتِ الغاراتِ الإِسْرائيليَّةَ على مَناطِقِ سَيْطَرَتِهِم

وَبِلُغَةٍ تَعْكِسُ مَدَى ضِيقِ الخَياراتِ أَمامَهُمْ، حَذَّرَ القِيادِيُّ الحُوثِيُّ من أَنَّ قُواتِهِمْ لَيْسَتْ هِيَ نَفْسَها الَّتِي كانَتْ عَلَيْها قَبْلَ أَرْبَعِ سَنَوات

وَتَحَدَّثَ عَنْ قُدْراتِهِمِ الصّاروخيَّةِ والطّائِراتِ المُسَيَّرَةِ والبَحْرِيَّةِ وَقالَ إِنَّها تَطَوَّرَتْ بِشَكْلٍ مَلْحوظٍ، وَهِيَ الآنَ أَكْثَرُ قُدْرَةً على تَشْكيلِ رادِعٍ فَعّال

وَحَثَّ السَّعودِيَّةَ على اِتِّخاذِ قَرارٍ سَريعٍ بِشَأْنِ الاِتِّجاهِ الَّذِي تَنْوِي المُضِيَّ فيهِ، وَرَفَضَ بِشِدَّةٍ فِكْرَةَ التَّفاوُضِ فَقَطْ مع الحُكومَةِ اليَمَنِيَّةِ المُعْتَرَفِ بِها دَوْلِيًّا، وأعادَ التَّأكيدَ على ما قَالَهُ من قَبْلُ من أَنَّ أَيَّ تَفَاوُضٍ عَسْكَرِيٍّ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مع الرِّياضِ وَحْدَها

وفي حينِ يَرَى الكَثيرُ مِنَ المُراقِبينَ أَنَّ الخِطابَ العِدائِيَّ مِنَ الحُوثِيِّينَ تُجاهَ السَّعودِيَّةِ هَدَفُهُ الضَّغْطُ عَلَيْها لِلْقَبولِ بِالتَّوْقيعِ على خَريطَةِ طَريقِ السَّلامِ، إِلّا أَنَّ العماد الَّذِي يَتَوَلَّى حالِيًّا رِئاسَةَ جِهازِ الرَّقابَةِ والمُحاسَبَةِ كَشَفَ عَنْ نَوايا فِعْليَّةٍ لِتَصْعيدٍ عَسْكَرِيٍّ، إِذْ تَحَدَّثَ عَنْ أَنَّهُ وَمع بِدايَةِ الحَرْبِ - قَبْلَ عِقْدٍ مِنَ الزَّمَنِ - لَمْ يَكُنْ هُناكَ سِوَى مَرْكَزٍ مالِيٍّ رَئِيسيٍّ واحِدٍ في المَمْلَكَةِ يُمْكِنُ اِعْتِبارُهُ هَدَفًا ذا مَعْنًى، لَكِنّ الآنَ هُناكَ أَكْثَرُ من 40 مَرْكَزًا من هَذا القَبيلِ، واكَّدَ أَنَّ بَنْكَ أَهْدافِهِمْ قَدْ تَوَسَّع

نقلاً عن عروبة 22