الذبحاني.. سعي مستمر لتخفيف معاناة ضحايا الحرب في تعز

منذ 2 سنوات

تعز – أسامة فرحان:اندلعت حرب اليمن في عام 2015، وانطلق الآلاف من الرجال إلى جبهات القتال، بينما بدأت العديد من النساء القيام بأدوارهن للتخفيف من المآسي التي خلقها الصراع المسلح في عدد من المحافظات اليمنية

حياة الذبحاني، ناشطة في المجال الإنساني بتعز، واحدة من النساء اللواتي لعبن دورًا مهمًا في مساعدة الآلاف من المدنيين الذين تعرضوا للتشريد والجوع والمرض طوال سنوات الحرب

كانت المهمة صعبة وخطيرة في أوقات كثيرة، لكن ذلك لم يمنعها من أنشطتها ومبادراتها الإنسانية

تقول الذبحاني لـ”المشاهد”: “كنت أخرج من منزلي تحت سماء مليئة بالبارود والقذائف والرصاص، أخرج وأنا أقول في نفسي: ربما لن أعود هذه المرة”

منذ نشوب الحرب الأهلية في اليمن عام 2015، برز اسم الذبحاني من خلال أعمالها ومبادراتها الإنسانية والخيرية، إذ عملت على توفير المياه والسلل الغذائية، وتوفير الخيام والملابس للنازحين، والأدوية، وغيرها من الأعمال الإنسانية، بتمويل من عدد من فاعلي الخير والمؤسسات المدنية

لم تكن الحرب السبب الرئيس لانخراطها في الأعمال الإنسانية، بل بدأ شغفها بالأعمال الإنسانية منذ أن كانت طالبة في الثانوية العامة، وأثناء دراستها في الجامعة، إذ عملت في كفالة الأيتام وبناء منازل لهم عبر تجميع مساعدات من فاعلي الخير، وتقديم الدعم الممكن لمرضى الفشل الكلوي، والسرطان

تقول الذبحاني: “كنت أناشد فاعلي الخير عبر صفحتي في الفيسبوك، توفير المياه، أو السلات الغذائية، أو الأدوية، وكان العديد من الأشخاص يتفاعلون، وهذا دفعني أكثر لمساعدة الناس”

تضيف: “تربينا على هذه القيم الإنسانية والعمل الإنساني منذ نعومة أظافرنا، وكان لوالدي دور كبير في مساندتي وبداية انطلاقتي بالعمل الخيري”

إدارة مشاريع خيريةعملت حياة في إدارة العديد من المشاريع الخيرية والمساعدات الإنسانية لمساعدة الأسر المعدمة ونازحي الحرب، بالإضافة إلى توليها مؤخرًا إدارة معهد احتراف للتدريب والتأهيل الخاص بأسر الشهداء والجرحى والمعاقين والأسرى من مختلف مديريات ومناطق تعز

تقول الذبحاني إنه خلال العام الماضي تخرج 1000 طالب وطالبة في 18 قسمًا تدريبيًا مختلفًا بالمعهد، في عدة أقسام متنوعة، مثل الحاسوب، والجرافيكس، والتصوير، والبرمجة، والخياطة النسائية والرجالية

وسيشهد المعهد خلال الفترة القادمة، تخرج نحو 1300 طالب وطالبة، مؤهلين إلى سوق العمل

تقول إن المعهد الذي تديره أضاف عددًا من الأقسام، منها قسم الحلويات، وقسم الكوافير، وقسم النقش والتطريز، وقسم البخور والعطور، وقسم حياكة المعاوز، كما يضم المعهد الحرف اليدوية

صناعة أفراد منتجينتحرص الذبحاني على معرفة احتياج السوق للحرف اليدوية والمهن المتطلبة لدى المجتمع، وتقديم الدورات التدريبية والتأهيل في ذلك

تقول: “يسعدني أن أسهم في صناعة أفراد منتجين، وقادرين على تحقيق الدخل، ومساعدتهم لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة في ظل التدهور الاقتصادي بسبب الحرب”

في عام 2021، حققت الذبحاني المركز الأول على مستوى الوطن العربي بفوزها بأفضل قصة ملهمة، وذلك ضمن برنامج قصص ملهمة بنسخته الأولى، الذي نظمه مركز الحريات العامة وحقوق الإنسان في قناة الجزيرة

اختار المركز قصة الناشطة اليمنية حياة التي حملت عنوان “صنعتي بين يدي”، كأكثرِ قصة إلهامًا، وتأثيرًا على مستوى الوطن العربي، وذلك عبر لجنة تحكيم دولية وتصويت الجمهور

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير